عرض مشاركة مفردة
  #60  
قديم 19-10-2006, 03:13 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

الرسالة الثالثة


(( التوحيد وأنواعه ))

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى ، وسلام على عباده الذين اصطفى . أما بعد
اعلم أرشدك الله تعالى أن الله خلق الخلق ليعبدوه ، ولا يشركوا به شيئا . قال تعالى (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) الذاريات : 56 .
والعبادة : هي التوحيد ، لأن الخصومة بين الأنبياء والأمم فيه ، كما قال تعالى (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )) النحل : 36 .

وأما التوحيد فهو ثلاثة أنواع : توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات .

( النوع الأول )

توحيد الربوبية ، فهو الذي أقرّ به الكفار على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يدخلهم في الإسلام ، وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستحل دماءهم وأموالهم ، وهو توحيد بفعله تعالى . والدليل قوله
تعالى (( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي
من الميت ، ويخرج الميت من الحي ، ومن يدبر الأمر ، فسيقولون الله ، فقل أفلا تتقون
)) يونس : 31 ، والآيات على هذا كثيرة جدا ، أكثر من أن تحصر ، وأشهر من أن تذكر .

( النوع الثاني )

وهو توحيد الألوهية ، فهو الذي وقع فيه النزاع في قديم الدهروحديثه ، وهو توحيد الله بأفعال العباد ، كالدعاء ، والنذر ، والنحر ،
والرجاء والخوف ، والتوكل ، والرغبة ، والرهبة ، والإنابة .ودليل الدعاء قوله تعالى ((وقال ربكم ادعوني استجب لكم ، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )) غافر : 6 ، وكل نوع من هذه الأنواع عليها دليل من القرآن .
وأصل العبادة : تجريد الإخلاص لله تعالى وحده ، وتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى (( وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا )) الجن : 18 ، وقال تعالى ((وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )) الأنبياء : 25 ، وقال تعالى (( له دعوة الحق )) إلى قوله (( وما دعاء الكافرين إلا في ضلال )) الرعد : 14 وقال تعالى (( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير )) الحج : 62 والآيات معلومات ، وقال تعالى (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) الحشر : 7 وقال تعالى (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )) آل عمران : 31 .


( النوع الثالث )

وهو توحيد الأسماء والصفات ، قال تعالى (( قل هو الله أحد ،الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد )) ، وقال تعالى ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ، وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون )) الأعراف : 180 ، وقال تعالى (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) الشورى : 11


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم





تلك الطبيعة قف بنا يا ساري --- حتى أُريك بديع صنع الباري
الأرض حولك والسماءُ اهتزتا --- لروائع الآيات والآثار




المشرّع هو الله وحده
لما بلغت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم عدي بن حاتم فرّ إلى الشام ، وكان قد تنصّر في الجاهلية ، فأُسرت أخته وجماعة من قومه ، ثم منّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أخته وأعطاها ، فرجعت إلى أخيها ، فرغبته في الإسلام . وفي القدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقدم عدي إلى المدينة ، وكان رئيسا في قومه طيء ، وأبوه حاتم الطائي المشهور بالكرم ، فتحدث الناس بقدومه ، فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهو يقرأ هذه الآية (( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله )) قال : فقلت : إنهم لم يعبدوهم ! ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( بلى ، إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فذلك عبادتهم إياهم .. )) .


يتبع إن شاء الله الرسالة الرابعة
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية