عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 12-11-2006, 03:57 PM
مواطن مصري مواطن مصري غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: مصر
المشاركات: 166
إفتراضي

الأخت أوركيدا :
كلامك منطقي ومقنع ، نعم حرية التعبير حق لكل انسان على وجه الأرض ، والحرية هي من المبادئ الاساسية التي جاء بها الاسلام ، فالاسلام جاء ليحرر الانسان من كل قيد وعبودية الا لله عز وجل ، وهذا ما نستشفه من قول ربعي بن أبي عامر رضي الله عنه لرستم قائد الفرس ::: ( ان الله ابتعثنا لنخرج الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد )
وقول عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص رضي الله عنهما متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا )
وحرية التعبير - كما قلت -لا تعني التجريح والتشهير بمن يخالفني الرأي ، واتهامه بالعمالة والخيانة والكفر ، وخصوصا اذا كان من يخالفني الرأي من المجاهدين الذين قضوا حياتهم في خدمة دعوة الاسلام واستشهدوا في سبيلها - بغض النظر عن مدى صحة نظريتهم في الدعوة الى الاسلام - المهم أنهم عملوا للاسلام باخلاص فاذا أصابوا فلهم أجران أجر الاصابة وأجر الاجتهاد ، وان أخطأوا فلهم أجر الاجتهاد .
ولكن أيتها الأخت الكريمة كلماتك الهامة لم تجد آذان تسمعها ، ولا عقولا تفهمها ، فلقد فوجئنا بالاخ أبو نعيم يكيل الاتهامات للرأي المخالف ويصف قائله بأبشع الاوصاف والتهم ،
في عملية ارهاب فكري بعيدة كل البعد عن آدب الاسلام وأخلاق الاسلام .
أختي الكريمة :
ان التعاون مع جمعيات حقوق الانسان والجمعيات الخيرية الأخرى باختلاف الوانها في رفع الظلم عن الناس باختلاف الوانهم ومعتقداتهم أمر جائز شرعا - في رأيي - وهذا هو الدليل من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لقد شارك رسول الله صلى الله عليه وسلم في ( حلف الفضول ) قبل البعثة ، وهو حلف يقوم على الوقوف بوجه الظالم مهما عز ، والوقوف بجانب المظلوم مهما هان .
قال ابن الاثير ......ثم ان قبائل من قريش تداعت الى ذلك الحلف ، فتحالفوا في دار عبد الله بن جدعان لشرفه وسنه ، وكانوا بنو هاشم وبني عبد المطلب وبني أسد بن عبد العزى ، وزهرة بن كلاب ، وتيم بن مرة ، فتحالفوا وتعاقدوا الا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها أو من غيرهم من سائر الناس الا قاموا معه ، وكانوا على من ظلمه، حتى ترد مظلمته ، فتمت قريش ذلك الحلف " حلف الفضول " فشهده رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال - حين أرسله الله تعالى - [ لقد شهدت مع عمومتي حلفا في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو دعيت به في الاسلام لأجبت ].
هل تأملتم هذه العبارة [ ولو دعيت به في الاسلام لأجبت ] ، أي أن اذا اقام الكفار هذا الحلف الذي يقوم بنصرة المظلوم والوقوف بوجه الظالم ودعوا اليه الرسول صلى الله عليه وسلم لاجابهم وهم على كفرهم ، لان هذا هو روح الاسلام الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر ، والواقف عند حدود الله . وكما أن الاسلام من صفاته أنه يحارب البغي في صلات الأفراد ، فهو أيضا يحارب البغي في سياسات الأمم سواء بسواء .
أختي اوركيدا :
انا أقول رأيي هذا وأنا تحت نيران الارهاب الفكري ، وانا متأكد أن الأخ ابو نعيم ما ان يقرأ ماكتبت وما عبرت به عن وجهة نظري حتي يصدر حكما بتكفيري وفسقي لأني تجرأت وخالفت رأيه الرشيد . ولكني أفوض أمري الى الله ولا يهمني سخط الناس او رضاهم ، فالاهم هو رضى الله عز وجل ، واسأل الله تعالى أن يرضى عني وعن جميع المسلمين ، سواء من وافقوني في الرأي أو من خالفوني فيه .
__________________