عرض مشاركة مفردة
  #32  
قديم 07-10-2002, 08:52 AM
عصام الدين عصام الدين غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 332
إفتراضي

السلام عليكم .
و أبدأ بالتعقيب على الأول من الردود الثلاثة ، و قلت عزيزي أن الدين مطية الحاكم ، هذا يذبح بالتوراة و الآخر بالانجيل و هذا بالقرآن ، لا ذنب لكل الاديان ، الذنب بطبع الانسان و أن الحاكم هذا انسان ، ان لم أقل ( شيطان) !!!! أكرر لا ذنب لكل الاديان ...
أما عن دولة الاسلاميين ( لا احب كلمة الاسلامويين ففيها اعتداء على لغتنا العربي عزيزي العربي) ،فقد طرحتم مثال الملا عمر و معه الطالبان ن عزيزي أرجو أن تحترم مستوى الحوار ، لأنك تعلم كما أعلم و يعلم الجميع أن الطالبان لم يأتوا بأي مشروع سياسي أو حضاري ، ان هي الا بعض الاجراءات التي تعبر أكثر عن التشدد في الدين و التشبت بالتقاليد الافغانية فقط ، و لعل المتأمل العاقل يرى ذلك واضحا كون الطالبان لم يملكوا أي مشروع سياسي بل كان الهم عندهم القتال ايمانا بأن المبادرة أخدت منهم بالغلبة فيجب استرجاع الحكم بالغلبة و هكذا كانت كل ايامهم ... أما مقومات دولة الوحدة الاسلامية فأنا لا أملك أن أناظر في هذا المجال إلا من خلال الهامش الضيق الذي أستفدته من كتاباتهم و يقوم على اساس اعتبار الشريعة الاسلامية الاصلح و الاقدر على الخروج من حالة التخلف و الهوان ، و ستكون المصدر الرئيسي في التشريع دون أن يمنع ذلك من أن تتعايش مع مصادر أخرى معمول بها و ثبتت صلاحيتها ... أما مسألة فرض الجزية على المسيحيين فاني استغرب الى حد الدهشة كيف أن المسيحي ( على الراس و العين ) يقبل آداء الضرائب المباشرة و غير المباشرة و الضريبة على الدخل و الضريبة على القيمة المضافة و ضرائب أخرى عديدة و هو مبتسم راض ، أما اذا تعلق الامر بحكم الشريعة الاسلامية فانه ينتفض ، و لو حسبتها ماليا لرأيت أن الشريعة الاسلامية تعتبر كل ضريبة على المسيحي غير شرعية و باطلة ، الا الجزية و التي تؤدى مقابل خدمات الدولة الاسلامية المتمثلة في الامن و الضمان و غير ذلك بما فيه مصلحة غير المسلم ، أما قضية اهدار دم الملحد فلو رجعت الى رأي القرآن باعتباره المصدر الاول للتشريع فانك تجده يقول ( من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر )( لا اكراه في الدين ) و غير ذلك آيات كثيرة ، و اي قول يخالف ظاهر القرآن فهو مردود .. و نفس الشيء بالنسبة للحجاب فهو لم يفرض على غير المسلمات ، و اذا فرضه السودانيون على كل سوداني كيفما كان دينه فأنت تسمع كذلك أن فرنسا تمنع المسلمات من ارتداء الحجاب باعتبار ذلك مس بالمبادئ اللائكية كما أقر ذلك دستور 1905 الذي يستمد منه دستور الجمهورية الخامسة هذا الاجراء ، الامر يتعلق باجتهادات قانونية يمكن أن تتغير لكن هذا لا علاقة له بجوهر المشروع الاسلامي و أمامنا كتاباتهم أما الشاذ منها فلا حكم له .
أما جوابي على سؤالك هذا فاني أقول:
(((وهل الأديان بمجملها كونها لا تتماشى مع العصر ولا تقبل التطوير والتحوير تعتبر غير صالحة للسياسة ؟ )))
عزيزي كل دين لا يتجاوب مع مستوى العصر و مستوى حضارة الانسان لا بد أن يتغير ، هذه مسلمة فكرية نتفق عليها لكن ...
لا تطور في المجال الروحي ، و متى ادركنا الحقيقة بلغنا المراد . يحصل التطور في الماديا اما في هذا الميدان لا نزاع بين الدين و السياسة اذ يجيب كل واحد نهما على اسئلة الاخر ، يظهر التناقض فيما اذا عم الجهل بمقاصد الدين ، الحضارة في معناها العالم هي الكشف عن اسرار و مقاصد الانسان لأن هذه المعرفة وحدها كفيلة بتحقيق السعادة ، أما معرفة أسرار االماديات فانها تحقق المتعة فقط ، اقصى ما يمكن أن يحدث في هذا المستوى هو عدم الانسجام مع المحافظين على الطقوس الدينية فتصبح لمسألة اجتماعية سياسية قد تؤدي الى حرب أهلية بين جماعتين احداهما لائكية دنيوية و الاخرى دينية فيستتبع ذلك ثورة فكرية تتمثل في الرجوع الى الاصول كما فعل اللوثريون في نطاق المسيحية و تيار الصحوة في نطاق الاسلام .
الانسان كمخلوق عاجز عن ادراك الحقيقة المطلقة فلا تنكشف له الا عن طريق الوحي الذي يمكنه من التمييز بين مطلق الخير لذي يستحق فاعله الجزاء و مطلق الشر الذي يستحق فاعله العقاب .
لا مجال للكلام عن دين غير ملائم للعصر .
قد تقول ، أولم تندثر ديانة المصريين في الوقت الذي انهارت فيه حضارتهم حينما تخلفت عن المسيرة الانسانية ؟ في هذه الحالة يتعلق الامر بمجموعة من الاساطير تهدف الى تفسير الظواهر الطبيعية و من الاعراف و التقاليد و الطقوس المراد منها تقوية لحمة الكيان الاجتماعي ، فهذه النظمة الفكرية لا ترقى الى مستوى الدين ، مثلها مثل العقائد الافريقة التي نراها اليوم تختفي اثر انتشار الديانات السماوية ، لكن هل تسائلت يوما لماذا تنتشر الديانان السماوية هنا ؟
الملحدون لا يميزون كما يجب بين عقيدة بشرية اكتسابية ناجمة عن حاجات البشر الجماعية و دين منزل ، عندما نقوم بهذا التمييز نفهم كيف يتجاوز التطور الحضاري عقيدة اجتماعية لا تهدف بالاساس الى معرفة اسرار الوجود البشري .
خلاصة الكلام : اذا افترضنا من جهة أن الانسان في مسيرته الحضارية يبحث عن الحقيقة ، و هذه لا توجد الا في نفسه كما اشار الى ذلك قول الانبياء ، و من جهة أخرى أن الدين هو بذاته كشف عن حقيقة الانسان فلا انفصان اذن بين الدين و الحضارة ، حقيقة الانسان واحدة ، و الحق حق باستمرار .

و يظل مع ذلك مشكل العلمانية ( اللائكية ) أو فصل الدين عن الدولة من المواضيع التي تؤرق اعتبارا لصعوبة الفصل التام فيها ... ليست القضية أن نكون مع أو ضد الدولة العلمانية و لكن قبل ذلك نتساءل بطريقة علمية : هل السؤال نفسه ذو موضوع في نطاق مجتمع اسلامي ؟ ألا يجب أن نبدأ بتحليل تاريخي للمفهوم ؟ تقترن اليوم العلمانية بالديمقراطية حتى لنتخيل أن المفهومين يدلان على حقيقة واحدة ، ألا يمكن أن يكون ارتباطهما من نتائج الصدفة و الاتفاق ؟

أنتظرك و تفهم تأخري الاضطراري ..

الحوار مستمر .

تحياتي لك عزيزي لاندلس .


( الموضوع خام ، فتصرفوا أنتم اذا وجدت أخطاء في الكتابة ، تحياتي )
__________________
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
حسب الواجد إقرار الواحد له.. حسب العاشق تلميح المعشوق دلالا.. وأنا حسبي أني ولدتني كل نساء الأرض و أن امرأتي لا تلد..