عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 07-11-2002, 06:04 AM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
إفتراضي

معين،
دائما تثير مواضيع مهمة، جزاك الله عنا خيرا.

ردة فعلنا على موضوع القاعدة وتفجيرات نيويورك وواشنطن، وأخبرك أن بيتي لا يبعد أكثر من 10 أميال عن البنتاغون وقد لمست آثار هذه التفجيرات كما لمسها كل مسلم في أمريكا بل على سطح الأرض، أقول إن ردة فعلنا جميعا مرت بمراحل كانت أولاها عاطفية بحتة، وأجدني الآن بعد أكثر من سنة أعود إلى المنطقية في رأيي بالموضوع، تماما وقد تغلبت على عاطفتي القوية التي واكبت هذا المشروع.

هناك أمور يجب أن نضعها نصب أعيننا عندما نبحث هذه المسألة:

1. أن قتل المدنيين استهدافا لا يجوز في الشرع، ويفرق العلماء بين الاستهداف (أي أن يكون الهدف من العملية قتل المدنيين) وبين قتل المدنيين بمعية المقاتلين إذا شقّ التفريق بينهم ولم يكونوا هم المستهدفين أصلا، كما حدث في قذف الرسول صلى الله عليه وسلم الطائف بالمنجنيق.

2. أن الفتاوى الكثيرة التي أباحت العمليات الاستشهادية في فلسطين لم تعمم هذه الإباحة إلى جميع العالم بل هي فتاوى مشروطة بشرط المكان والزمان، وأن لفلسطين خصوصية هي أن العدو جند كل مواطنيه في حربه، وثانيا أن قلة إمكانيات المسلمين هناك لا تسمح لهم بالقتال إلا بمثل هذه الطرق، فكيف يقاتلون وهم شعب أعزل، وما تتجاوز أسلحتهم ما يمكن للمرء أن يحضره في بيته. هذا بالإضافة إلى الكثير من التقييد في هذه المسألة فليرجع الباحث إلى نصوص هذه الفتاوى. طبعا هناك فتاوى أيضا وردت في التعميم وأذكر منها فتوى الشيخ في السعودية الذي توفاه الله السنة الماضية بعد أن كانت له مقابلة مع السي أن أن، لا يحضرني اسمه (ابن قعود ربما)، ولكن تبقى هذه فتاوى شاذة عن الجمهور ولا يأخذ بها، مع أننا نعذر من كانت هذه أساس تحركه.

3. مخالفتنا لشرعية هذه العمليات لا يمنع فرحتنا للوهلة الأولى بتعفير أنف الطاغية، وإذاقته شيئا مما يذوقه المسلمون في أنحاء المعمورة على يديه تحديدا، وبمباركته عموما.

4. لا يخفى على عاقل أن نتائج هذه التفجيرات جرت الويلات إلى هذه الأمة (أفغانستان، فلسطين، العراق، السعودية (؟) )، وقد يقول قائل أن هذه التفجيرات هي التي أيقظت الشعوب، فنقول أنه لا يجوز للمسلم أن يجلب القتل والدمار على جسد الأمة الإسلامية مبررا ذلك بهدفه الأسمى وهو إيقاظ الأمة.

5. ننظر أيضا إلى الآثار الإيجابية لهذه التفجيرات لا كمبرر لها وإنما كنتيجة ساقها الله لعمل لا نرضاه، ومنها أن معركة الكفر ضد الإسلام قد أسفرت عن وجهها، وتهاوت جميع الأقنعة التي كانت تزين بها نفسها، وأنها حرب ضد الجهل أو ضد الظلم كما يقولون.

6. ثم إن هذه التفجيرات أعطت جماعات متفرقة من الأمة المبرر للقيام بأعمال ضد المدنيين كما في أندونيسيا، وبالنتيجة أعطت مبررات للقوى العظمى لمحاربة الإسلام أينما وجد وحيثما حل. بل وجرّت إلى عدائنا دولا كنا نعتقدها محايدة مثل أستراليا.

7. دعونا لا ننسى أن الغلو في الدين وفرط العاطفة يخدم الغرب أكثر مما يخدم الإسلام، وأن عدو الغرب الأول هو الإسلام المعتدل المتمثل بالوسطية التي وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بها أمته.

8. في ظل هذه المعطيات دعونا أيضا لا نقلل من أهمية الجهاد لإعادة العزة إلى هذه الأمة، وأن الجهاد فرض علينا خصوصا في هذه الظروف، وأن الأمة لن تقوم لها قائمة إلا إذا وجد من يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل كلمة الله، وعزة هذا الدين. ولكن هذا لا يسمح لنا بالتهاون في فقه الجهاد وشروطه.