عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 26-01-2005, 10:07 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

وهاكم المفاجأة الكبرى ..
عندما نرى هذا الظالم لا يعض على أطراف أصابعه ولا يعض على يده بل يعض كلتا يديه.. يتنقل في العض فيهما وكأنه يريد أن ينهشهما ويلقي اللوم عليهما .. ولكم أيها الشباب أن تتخيلوا المنظر بل ليرسم كل منكم في مخيلته هذا المنظر الان وفي خلال الثواني القادمة ..
كيف ستكون الصورة..؟؟
نسأل الله عز وجل أن يجنبنا إياها.. وأن لا أكون أنا وأنت هـي هذه الصورة.. كل هذا على ماذا يدل .. ؟؟
على سوء اختيار الصديق .. إذا فالامر جد خطير ..

وقد ذكرت أحد الروايات عن سبب نزول هذه الايات ..
أن رجلا من المشركين اسمه عقبة بن أبي معيط كان يكثر من مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم وهذه لعمري نعم الصحبة ونعم الصداقة .. ولكن هل أصدقاء السوء تركوا صديقهم عقبة يجالس أهل الخير والصلاح بل قدوتهم وهو محمد صلى الله عليه وسلم ..؟؟ لا .. حيث أن عقبة بن أبي معيط دعى ذات يوم محمد صلى الله عليه وسلم إلى ضيافته فأبى صلى الله عليه وسلم أن يأكل من طعامه حتى ينطق عقبة بالشهادتين حبا من الرسول أن يدخل هذا الرجل الاسلام وفعلا نطق عقبة بالشهادتين مجاملة .. فلما سمع أصدقاء السوء لعقبة وكان منهم أبي بن خلف .. عاتبه وقال له أصبأت، فانحرج عقبة وقال لا .. ولكنه يقصد محمد صلى الله عليه وسلم.. أبى أن يأكل من طعامي وهو في بيتي إلا بعد أن أنطق بالشهادتين فاستحييت منه فشهدت له .. فماذا أجاب أبي بن خلف وما هي الافكار والنصائح والمقترحات الشيطانية التي قدمها لصديقه عقبة .. ؟؟
لقد قال له لا أرشى لك إلا أن تأتيه فتطأ قفاه وتبزق في وجهه.. وهنا أصبح عقبة بين مفترق طرق في اختيار الصديق .. فاختار ويا للحسرة والندامة طريق صديق السوء.. فما كان مه إلا أن وجد محمد صلى الله عليه وسلم ساجداً في دار الندوة ففعل نصائح واقتراحات صديقه أبي بن خلف .. ومرت الايام والسنون .. فيأسر عقبة بن أبي معيط في غزوة بدر ويقتل .. ويسدل الستار على الصورة الاليمة المفجعة التي تذكرها الايات ويذكر بعض المفسرين .. أن الله عز وجل عندما قال في الاية ليتني لم أتخذ فلانا خليلا قال تعالى فلانا ليدخل ضمن هذه الصورة ليس عقبة بن أبي معيط فقط وإنمـا كل من إحتار في اختيار الاصدقاء ففضل أصدقاء السوء في اختياره ..
وهنا تقع الكارثة في الحياة الدنيا وفي الاخرة.
ويبين الله عز وجل مثال آخر على مسألة مفترق الطرق وحيرة الانسان في إختياره طريق الاصدقاء مع أن الدلائل والشواهد واضحة وبينة للطريق الصحيح ولذلك الله عز وجل يسطرها لنا في آيات محفوظة إلى يوم الدين..
حتى لا نقع في نفس الخطأ قال تعالى: {قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لا يَنفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الارْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71)} سورة الانعام(71).
وهنا يذكر الله عز وجل قصة ذلك الرجل الذي ضل طريق الهداية فأصبح حيران في الارض فالملهيات من جهة .. والشهوات من جهة أخرى .. ويدعم هذا وذاك ويزينه له أصدقاء السوء .. مع أنه يوجد هناك مجموعة من الشباب الطيبين الصالحين.. بل قريبين منه .. يدعونه إلى الهدى والصلاح والفلاح وطاعة الرحمن .. والبعد عن مكائد شياطين الجن والانس .. ويقف هذا الشاب حيران عند مفترق الطرق هذا يغويه ويزين له ويمنيه.. وذاك يدعوه ويتمنى له الهداية بمثل ما هم عليه الان .. وتقع الفاجعة ..
فيختار طريق أصدقاء السوء … ويفضلهم على أصحاب الهدى الذين هم قريبين منه إلا أنه فضل الابتعاد عنهم إلى الطريق الاخر وظل يبتعد ويبتعد.. حتى أصبح ممن استهوته شياطين الانس والجن وتلقفته وضمته من مجموعة الخاسرين .. وفي ختام الاية يوضح الله عز وجل القاعدة المهمة وبشكل واضح وجلي بل إنه يأمر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليعلنها واحدة لا ثاني لها ومدوية لتصل أصقاع السموات والارق بقوله تعالى(قل) أي يا محمد .. وأعلنها في الملاء أن هدي الله هو الهدى .. فهل سيقول ذو لب وعقل غير ذلك أيها الشباب ..
لو أن إنساناً ما صنع اختراعاً ما .. هل سيكون هناك أحد غير المخترع يقول إنني قادر على تشغيل الاختراع أفضل من مخترعه ..؟
لا .. بل سيضحك منه الجميع ..
ولله المثل الاعلى ..

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }