عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 20-04-2006, 11:08 PM
adelsalafi adelsalafi غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
المشاركات: 600
إفتراضي

ولا نسلم بدعوى ابن عطية ولعل مرد قوله إلى عدم إطلاعه ، ومن علم حجة على من لم يعلم .

إن خلاص الشيعة من هذه الفاقرة العظمى يكمن في اعترافهم بها وإدانة هؤلاء بما يستحقون من الأحكام العادلة .

هذا هو الموقف الصحيح الذي يجب على من يحرص على الحوار وعلى وحدة الأمة .

5- قول ابن عطية : " إن الوحدة الإسلامية قادمة وما كلام هؤلاء الأعلام إلا نور على الدرب ودعم لحركة الحوار الوطني ليأخذ دوره الحقيقي وبعده العميق في توثيق الصلة والروابط بين أبناء المسلمين وأبناء الوطن الواحد " .

أقول : يجب أن نجتهد جميعاً في تحقيق هذه الطموحات وندعمها بالصدق والصراحة في الأقوال والشجاعة في الأفعال وتحطيم العقبات التي تقف في وجه هذه الوحدة .

وتلك العقبات الكثيرة هي : العقائد والأقوال والأعمال المخالفة لصريح القرآن والسنة فمن توجد عنده هذه المخالفات يجب أن يعترف بها في ضوء الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة التي زكاها الله في كتابه وزكاها رسول الله في سنته وشهد لهم عدول الأمة بالتزام نصوص الكتاب والسنة ونشرها والجهاد في إعلائها وهداية البشرية إليها .

فإن فعلنا ذلك تحقق ما نصبو إليه من وحدة الأمة وتوثيق الروابط المتينة بين المسلمين وبين أبناء هذا الوطن ونكون أسوة حسنة لغيرنا في سائر العالم الإسلامي وغيره .

خامساً - قال ابن عطية : " وإذا كانت هذه الوحدة بين المسلمين سوف تدعم وحدتنا الوطنية وقد باركتها القيادة الحكيمة من جهة , ومن قبل العلماء الأفاضل وأهل العلم من جهة أخرى وتبنى الإعلام الهادف لدوره الحقيقي في إيصال هذا الصوت ونقل هذه الصورة من الانسجام الإسلامي الوطني إلى الناس فإن القارب الذي كان لا يتسع إلا لفئة واحدة سوف يتسع لغيرهم لأنه بدأ يعذر تلك الفئات الأخرى فيما أختلف معها من الفروع التي هي أصلاً موضع لاجتهاد المجتهدين وتأمل المحققين واختلافهم لم يكن في مصدر التشريع ( القران الكريم والسنة ) بل في موضع أعذر العلماء بعضهم بعضا في اختلافهم فيه وهو فهم الدليل وقراءته وسوف تجمع السفينة كل تلك الأطياف ولن تغرق لاختلافهم في الفروع التي لا ضير في الاختلاف فيها طالما استندت إلى دليل وحجة وبرهان مع احترام دليل الآخر وطالما كانت القوة الدافعة لهذه السفينة أقوى من الفروع ألا وهي تلك الأصول القطعية التي لا مجال للاجتهاد فيها وكل من آمن بها دخل في إطار الإسلام.وستصل السفينة إلى بر الأمان فالاختلاف بين ركابها من المسلمين في البسملة في الصلاة من حيث وجوب الجهر بها أو الإخفات، أو قولها أو عدمه من فروع الصلاة وأن الأصل الإقرار بالصلاة وما من مسلم سني أو شيعي لا يقر بها ولا يصلي إلا إلى الكعبة المشرفة قبلة المسلمين جميعا، والاختلاف في الصوم وإفطاره عند سقوط قرص الشمس أو غياب الحمرة المشرقية أو الاختلاف في الخمس من حيث وجوبه في الغنائم فحسب أو أوسع من ذلك كل ذلك لا يضر في وحدتنا الإسلامية بعد الإقرار بقطعية الأصول. إن الأصول القطعية التي تجمع بين مذاهب المسلمين كافية لأن نتحد فيها ونعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه بدليل وحجة شرعية فليس للفروع حكم الأصول " .

أقول :

1- كل مسلم صادق يتطلع بشوق إلى اليوم الذي تتحقق فيه الوحدة الصحيحة الحية القائمة على كتاب الله وسنة رسوله وعلى احترام سلف هذه الأمة ولاسيما الصحابة الكرام .

2- يجب احترام القيادة الحكيمة لهذه البلاد وشكرها بعد الله على حرصها على وحدة الأمة وبذلها كل ما تستطيعه لتحقيق هذه الغاية من عهد الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله- الذي وحد الله أهل الجزيرة على يديه بعد شتات وتمزق وتناحر وتلاه أنجاله الكرام في الحفاظ على هذه الوحدة وتوسيع دائرتها لتحقيق الوحدة الشاملة للأمة الإسلامية وعقد المؤتمرات لتحقيق هذه الغاية النبيلة وبذل الأموال والنصح لأمة الإسلام والتعاطف معها في كل ما يواجهها من مشاكل فيجب على أطراف الحوار المبادرة بتحقيق ما تصبو إليه هذه القيادة وما يصبو إليه علماؤها الكرام ولا يتحقق ذلك إلا بحسن التجاوب والاستجابة للحق والخضوع لنصوص الكتاب والسنة وتحقيق قول الله تعالى : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً " .

ويجب أن تسود هذه الروح كل الفئات والطوائف ولن تتحقق الوحدة المنشودة إلا إذا وجدت هذه الرغبة وهذه الروح السلسة المنقادة لحكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم .

فليبادر أطراف الحوار الوطني وغيره إلى الاستجابة لله ولما يحييهم حتى تنتقل صورة وحدتهم الصحيحة إلى العالم الإسلامي فيتأسى بهم وينسج على منوالهم .

3- إنني أعتب على ابن عطية في قوله : " فإن القارب الذي كان لا يتسع إلا لفئة واحدة سوف يتسع لغيرهم لأنه بدأ يعذر تلك الفئات الأخرى ....الخ "

أقول :

كان ينبغي أن تتذكر المعاملة الحسنة والعناية الطيبة التي تقوم بها قيادة هذه البلاد نحو الشيعة في هذا البلد وأن تنقل هذه الصورة إلى القيادات الشيعية في إيران والعراق لتعامل أهل السنة بمثلها أو بقريب منها .

4- أ - حصرك الخلاف بين أهل السنة والشيعة في الفروع وأنها من مواضع الاجتهاد.

ب- تمثيلك بالاختلاف في البسملة وبالاختلاف في الصوم والإفطار عند سقوط قرص الشمس وبالاختلاف في الخمس من حيث وجوبه في الغنائم فحسب وقولك : أو أوسع من ذلك كل ذلك لا يضر في وحدتنا الإسلامية بعد الإقرار بقطعية الأصول .

فهذا الحصر وهذا التمثيل غير صحيح فإن هناك خلافات جسيمة لا يجوز لك إغفالها لأنها معروفة عند ألوف من علماء المسلمين وطلاب العلم والمثقفين وحتى اليهود والنصارى بأنها خلافات جسيمة واقعة بين أهل السنة والشيعة .