عرض مشاركة مفردة
  #27  
قديم 17-02-2004, 06:39 PM
خـالد خـالد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
المشاركات: 276
إفتراضي


أستاذي مساهم،

مداخلتك قيمة وتستحق التوقف عندها...

لو عدت إلى موضوعنا وتأملت فكرته لعرفت بأننا لم نقصد أن نجري مقارنة بين الإحتلال الأمريكي وبين أنظمة الحكم البعثية والماسونية في العالم العربي، بل قصدنا أن نسلط الضوء على الفساد الفكري والثقافي والقيمي والذي ينخر في الشخصية العربية المضطربة السلوك والتفكير.

فبالنسبة للشخصية العربية، فإن الويل كل الويل لأمريكا فيما لو قتلت عربي واحد، فهي أمريكا المجرمة الكافرة عدوة الشعوب والتي يجب الجهاد ضدها. أما لو نهشت كلاب أمريكا الحاكمة لحوم الشعوب العربية وقتلت منهم مئات الآلاف وشردتهم بالملايين في بقاع الأرض وحكمتهم حكما مخابراتيا ونهبت ثرواتهم بالمليارات وداست على رقابهم واغتصبت نسائهم واستباحت أعراضهم، فإن لسان هذه الشخصية ينخرس، وشفتها تلتحم، وعيونها تعمى، وآذانها تنغلق، لتطبق نظرية القرود الثلاثة: لا أرى... لا أسمع... لا اتكلم...

خذ أمثلة على ذلك...

ظل الإحتلال الأجنبي البعثي في العراق وعلى امتداد 35 عاما متواصلة وهو ينفذ حرب إبادة منظمة ضد الشعب العراقي راح ضحيتها مليوني قتيل وخمسة ملايين مشرد، واغتصبت عصاباته عشرات الآلاف من حرائر العراق، ونهب وبدد مئات المليارات من ثروات العراق، ونشر الخراب والدمار والمرض والجوع والفقر والتخلف في كل أنحاء العراق، وأدخل الرعب والخوف داخل كل بيت عراقي.

ظل هذا الإحتلال ينفذ كل تلك الجرائم لحساب تل أبيب طوال 35 عاما متواصلة لم نسمع خلالها صوت واحد يدعو المسلمين إلى الجهاد ضد هذا الإحتلال البعثي الكافر ومقاومته كما أمر الإسلام بذلك. أما عندما دخلت أمريكا العراق غازية، فنجد بأن الأصوات قد ارتفعت مطالبة بالجهاد ضد الغزاة الأمريكان الكفرة.

وخذ مثلا على ذلك الوجود البعثي في سوريا المحتلة، فهل سمعت أنت عن صوت واحد يطالب بالجهاد ضد هذا الغزو البعثي النصيري الكافر والذي لا يزال يحتل سوريا منذ عام 1970 حتى اليوم نشر خلالها القتل والخراب والدمار في سوريا؟

وهل سمعت عن دعوات للجهاد ضد نظام الحكم الماسوني في مصر والأردن وليبيا؟

لماذا.....؟؟؟؟؟

لأن الشخصية العربية تحمل قيما فاسدة منحرفة، وتستخدم نظام تفكير أكثر فساد وانحرافا.

ولعل هذا هو ما جعل المكان الطبيعي لشعوب العالم العربي تحت أقدام أمريكا وإسرائيل وكلابهما البعثية والماسونية المسعورة.