[مساهم]

أخي خالد ..


أحييك على تحكيم عقلك وغيرتك على جماعات أمتك وطرحك لأفكار تجيش وتعصف في نفسك .. ولكن ..
أحب أن أذكرك قول النبي عليه الصلاة والسلام ( من قال هلك الناس فقد أهلكهم ) وفي رواية ( فهو أهلكهم )..

وأحييك أيضاً على طرحك لمثل هذا الموضع الي أراه يستحق أن يناقش وإن كان البعض قد أساء الفهم في طرحك وإن كان لسبب ما فأظن لأسلوبك القاسي في مطلع مقالك ..


إذ كان من الواجب أن تبتعد عن التعميم في انتقادك للعقلية العربية .. فلا أظن أن العقلية العربية أحادية التفكير بل هي مجموعة عقليات يطغى عليها التباين تبعاً لاختلاف مشاربها وفلسفتها وثقافتها .. بل وطريقة تفكيرها أيضاً .. وفي الحقيقة أنا لا أحب التعميم في كل شئ ..


أنا قلت في ردي السابق أن كلا المشكلتين قد يتساويان في أعراضهما ولكنهما قد يختلفان في المسبب وطرق العلاج .. وهنا بيت القصيد في ما أقصد ..

إن لكل دولة حالتها المستقلة وهي أكبر من أن تختصر وصفها بصفة معينة مطلقة كالماسونية أو البعثية ..

أنا أخبرتك أن المسألة قياسية ولكن دعني أوضح لك أكثر .. إن هناك فرق بين نظرية أو قاعدة في وصف بعض المعتقدات كالماسونية أو الإلحادية أو البعثية .. وبين أن نطبقها فعلياً على واقع الحال ..

فمثلاً .. ليس كل من اتصف بصفات كفرية يكون بالفعل كافر .. وقس عليها ما تشاء ..

ولو قلنا أنه يجب قتال كل دولة أو بالتحديد كل قيادة تتصف بعض الصفات المنحرفة كالماسونية .. لربما وجب علينا قتال كل دولة مسلمة تعرفها .. فهل يعقل ذلك ..!!

إن القضية يا عزيزي أكبر من أن نطلق الأحكام القاطعة ونحكم بما يترتب بعدها من وجوب القتال .. إذ يجب أن نحمل بعد نظر وتأمل في مصالح الدول الإسلامية

وتأكد أن الهدف الأهم هو رعاية مصالح الدول الإسلامية وحمايتها ودعوة أهلها للدين الحق والبعد عن التفلت والجفاء وكذلك البعد عن الغلو والتطرف ...