[يوسف المغربي]

الوقفة السادسة: الانشاد الوثني.. بالمغرب!
************************************************** ********

يقول تعالى في سورة الاسراء"قل أدعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم و لا تحويلا أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم اقرب و يرجون رحمته و يخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا".
وقال عز وجل في سورة الاخلاص : "قل هو الله أحد , الله الصمد"
و عن أم المؤمنين عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد" رواه الشيخان
*************
نمت في المغرب , وفي العقد الأخير تحديدا , ظاهرة الإنشاد الديني بشكل ملفت للنظر , و زاد من انتشارها الاحتواء الاعلامي الذي سلط عليها الاضواء أكثر من ذي قبل , و سعى بتوافق مع السياسة الرسمية للدولة الى اعتبارها جزءا من خطة تهدف الى محاربة الوعي الديني الذي كان للطفرة الرقمية دور كبير في إحيائه .
فتناسلت المهرجانات الدينية كالفطر في تربة خصبة من الأمية و ضعف الوازع الديني, و سعى النظام بشكل غير مسبوق الى نفض الغبار على مريدي الزوايا و الطرق الصوفية ممن يعتبرون الانشاد عبادة يومية !.
هكذا برز الى الوجود أولياء و أضرحة لم يسمع بهم من قبل , تعقد لهم مواسم الطبل و المزمار, و تحج إليهم وفود هائلة من الزوار و أصحاب الحوائج !.
أما الانشاد الذي سرى في الدور و المحافل سريان النار في الهشيم و الذي يسمى ظلما وعدوانا "الانشاد الديني" ما هو إلا إنشاد وثني تشمل أبياته التضرع للعشرات من الاولياء و اصحاب الكرامات , و اتخاذهم أندادا من دون الله تعالى, و أصبح لكل مدينة ولي تذبح له الذبائح , و تشد اليه الرحال, و يصبح أتباعه و سدنته من الشرفاء الذين تنبغي طاعتهم و افتداؤهم بالغالي و الرخيص, فأصبحوا عالة على العطايا و الهبات و المكوس التي تفرض على العامة من السذج , بل من هؤلاء الشرفاء من استحل لنفسه السطو على ممتلكات الناس من أراض ومزارع و ماشية تحت يافطة الولي الصالح الذي قد يحل سخطه على المعترضين و الرافضين لهذا الاستغلال!
و لم يكف هؤلاء التضرع ببشر أمثالهم مع العلم أن منهم الولي و منهم الأهبل الذي لا يعلم له دين و لا فضل, بل لجأ الناظمون لهذه الأمداح الوثنية إلى المبالغة في مدح الرسول الى درجة الشرك بالله . و لعل ما تتضمنه بردة البوصيري من أمثلة خير دليل على ذلك .
أما المثير للانتباه فهو تسرب مقاطع من إنشاد اليهود الذين يقصدون المغرب للاحتفاء بأوليائهم.و لعل المغاربة يذكرون المقطع الشهير "رجال الغابة , مالين الواد, موسى بن عمران , السماوي, الله يداوي"
**********
و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم , اللهم لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا .