عرض مشاركة مفردة
  #18  
قديم 01-03-2005, 11:15 PM
الحافي الحافي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
الإقامة: أطهر أرض و (أنجس) شعب
المشاركات: 639
إفتراضي

(البعض اعتبر أن مقاومة الأمريكيين في العراق إرهاباً) وكانت تلك الحوادث مقصورة على دول معينة مثل مصر والجزائر. ووجدت أن الذين أطلقوا تلك الدعوات وقعوا في التباسات وتعميمات لا ينبغي لباحث منصف أن يتورط فيها. من ذلك مثلاً أنهم تجاهلوا أن الحوادث التي وقعت في منطقة الخليج تلاحقت بعد احتلال العراق، ثم أنها لم تكن موجهة ضد السلطة أو المجتمع، وإنما هدفها الأساسي كان إما القوات الأجنبية أو رعايا الدول الغربية المشاركة في احتلال العراق. وفي محاولتها تحقيق هذه الأهداف فإن المجموعات التي رتبت الأمر اشتبكت مع سلطات الأمن المحلية المسئولة عن حفظ النظام في تلك البلدان، الأمر الذي أدى إلى سقوط بعض الضحايا الأبرياء سواء من الشرطة أو الأهالي. وذلك يعد فارقاً جوهرياً بين العمليات الإرهابية التي تمت في بعض الأقطار الخليجية مؤخراً، وتلك التي عرفتها مصر أو الجزائر مثلاً، لأن تلك الأخيرة كانت موجهة ضد السلطة والمجتمع، وليس ضد طرف خارجي أو أجنبي.
هذا البعد المهم في دوافع الإرهاب الخليجي رصدته ورقة قدمتها وزارة الخارجية السعودية إلى المؤتمر الدولي للإرهاب، الذي شهدته الرياض في الأسبوع الأول من الشهر الحالي. فقد نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» في 7/2 خلاصة لتلك الورقة، استعرضت مصادر وأسباب موجة الإرهاب الراهنة، ورصدت على رأسها «الاحتلال الأجنبي لبعض الدول، وفرض الهيمنة، وانتهاج سياسية الاستغلال. وهو ما أفرز حالة من الإحباط والشعور بالظلم، خصوصاً أن الاحتلال يؤجج المشاعر الوطنية والدينية للشعوب والأفراد».
من التعميمات الأخرى التي وقع فيها الذين تبنوا ذلك الخطاب أنهم ـ بتأثير من الضغوط الإعلامية فيما يبدو ـ اعتبروا أن المتحدث الرسمي باسم التوجه الإسلامي هو أسامة بن لادن أو أبو مصعب الزرقاوي، كما اعتبروا أن النموذج الذي يتطلع إليه أصحاب ذلك التوجه هو إما نظام طالبان أو الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر. وهو تعميم اتسم بتبسيط شديد، ألغى كل تمايزات وتقاسيم الساحة الإسلامية. وكان ذلك من قبيل الخطأ الفادح والجسيم الذي يكاد يرقى إلى تعمد التغليط وسوء القصد، حيث لا يعقل ولا يقبل من أي منصف ألا يرى في الساحة الإسلامية إلا تلك النماذج الشائهة.

منقول عن مقال للأستاذ /فهمي هويدي
__________________
http://hewar.khayma.com/showthread.php?s=&threadid أن المفهوم السياســي للوطن في الإعلام العربي والخطاب السياسي ـ غالبا ـ ينتهي إلى أنه الكذبة الكبرى التي اصطلح الجميع على إستعمالها للوصول إلى أطماعه الخاصة ، الحزب الحاكم يستعملها مادامت توصله إلى أطماعه ، وطبقة التجار كذلك ـ إن كانت ثمة طبقات تجار خارج السلطة التنفيذية ـ مادموا يحصلون على الصفقات الكبرى ، والأحزاب الساعية للسلطة يمتطــون هذا المفهوم للوصول إلى السلطة .


ولهذا ينكشف الأمـر عندما يتخلى الزعيم عن الأرض هاربا عندما يفقد سلطته ، وتعيش الأحزاب السياسية خارج الوطـن ، وهي تتاجر سياسيا بشعاره ، ويُخرج التجار أموالهم ليهربوا إليها عندما تتهدد مصالحهم التجارية في الوطــن ، بينما كانوا يجعلون الأرض سوقا استثماريا فحسب ، ويبقى فيها الشعب المسكين الذي كان مخدوعا بهذه الكذبة ، حبّ الوطن ، إنه حقـا زمــن الزيــف والخــداع .
=46969