الموضوع: لله ثم للتاريخ
عرض مشاركة مفردة
  #71  
قديم 04-09-2006, 02:54 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-285-

بعد أن أدرك أن هناك مؤامرة يدبرها كارتر مع الخميني لقتله سواء عن طريق عملية جراحية أو عن طريق تسليمه لطهران .
والله أعلم .

الشيوعيون وثورة الخميني :
صرح الخميني خلال اقامته في فرنسا بأن السوفيات لم ولن يؤيدوا حركته ، لأن السوفيات من الدول المنتفعة من نظام الشاه"30" .

وقبل رحيل الشاه صدر تصريح لليونيد بريجنيف نشر في الصفحة الأولى في البرافدا هاجم فيه الخميني وقال أنه يعمل لحسابه الشخصي وعليه أن لا ينتظر أي دعم من السوفيات"31" .

وهاجمت اذاعة موسكو الخميني واتهمته بأنه رجل مهووس . وعندما قال الخميني بأن الاتحاد السوفياتي من الدول المنتفعة من الشاه كان محقا ، فعلاقة السوفيات مع الشاه كانت قوية جدا ، فكان لهم في ايران ( 5000 ) خبير سوفياتي يشرفون على مشاريع الغاز الطبيعي وبناء السدود ومحطات الكهرباء والمشاريع الزراعية المتطورة .. وتشير الأرقام التي وزعها ( موسكو نارودني بنك ) عام 1976 أن صادرات روسيا لإيران بلغت 218 مليون دولار بينما بلغت الواردات 227 مليون دولار"32" .

وليس من مصلحة السوفيات قيام جمهورية اسلامية في دولة تجاور مناطق اسلامية
(30) الوطن الكويتية 8/12/1978 .
(31) الحوادث العدد 1171 تاريخ 13/4/1979 .
(32) الحوادث العدد 1160 تاريخ 26/1/1979 .

-286-

من الاتحاد السوفياتي ، ويضاف الى هذا العداء المستحكم ما بين الشيوعية العلمانية الالحادية والاسلام . لجميع الأسباب السابقة غير مستغرب أن يهاجم السوفيات ثورة الخميني ، ويهاجم أنصار الخميني الشيوعيين حتى أن أحد آياتهم قال : لو صافحني شيوعي لغسلت يدي لأطهرها من النجاسة ، وندد بازركان رئيس الحكومة المؤقتة بحزب توده واتهمه بخيانة مصدق والعمالة للاتحاد السوفياتي"33" .

وتغير موقف الاتحاد السوفياتي بعد مغادرة الشاه لايران ، وفي نفس البرافدا التي شتمت الخميني كتبت تقول في 21/1/1979 :
( ان القادة الايرانيين يتمتعون بسمعة تاريخية طيبة في معارضة الطغيان وأنهم عبروا دائما عن احتجاج الشعب على نظام الشاه الاستبدادي المدعوم بالسيطرة الأمريكية"34" .

وقال زعيم حزب تودة ( نور الدين كيا نوري ) 63 سنة بأن الشيعة لهم جذور ديمقراطية عبر تاريخهم الطويل ولذلك فليس هناك تناقض بين الاشتراكية العلمية والمضمون الاجتماعي للاسلام .. بل هناك لغة مشتركة"35" .

وتبرأ الاتحاد السوفياتي وحزب توده من عملية مهاجمة فدائيي الخلق للسفارة الأمريكية ، وقال وكالة تاس بأن المخابرات الأمريكية تعاونت مع بعض فصائل اليسار وبقايا السافاك في تنفيذ العملية .
وقام السوفيات بتوزيع كتب على المسلمين يتحدثون فيها عن وجوه الشبه ما بين

(33) لوموند الفرنسية في 28/2/1979 .
(34) الوطن العربي الصادرة في باريس العدد : 108 .
(35 ) نفس المصدر السابق .
-287-

الشيوعية والاسلام ، وأعلن (فدائيو خلق) في كتاب لهم بعنوان ( العدل طريق الحكم ) أن الاسلام والماركسية كلاهما يدعو الى العدل الاجتماعي والاسلام والماركسية مذهب واحد _ كما يرون"36" _ .

كيف تغير موقف الاتحاد السوفياتي وحزب توده ؟! .
لسنا وحدنا الذين نستعرب هذا التغيير في موقف السوفيات . لقد استغرب قبلنا ( فدائيو خلق ) موقف حزب توده فقالوا : ( إن الذي يثيرنا أكثر أن حزب توده الشيوعي متحمس للجمهورية الاسلامية أكثر من المتعصبين الدينيين وأكثر من آيات الله ألا يدعو هذا للإستغراب وطرح عدة أسئلة"37" ) .

في يوم واحد اعتذر الخميني عن استقبال السفير الباككستاني في طهران وأحاله على الخارجية نظرا لمشاغله الكثيرة في حين استقبل سفير الاتحاد السوفياتي ( فينو جرادوف ) وخصه بلقاء طويل"38" .

ولم يتضرر السوفيات من ثورة الخميني . لقد عاد الخبراء السوفيات الى ايران ، وعاد تصدير الغاز الطبيعي الى ايران ، وأيد شيوعيو الخليج الثورة : أيدها ثوار عمان ، واليمن الديمقراطية ، وشيوعيو الكويت والبحرين .
والأسئلة التي تفرض نفسها : كيف أيد الشيوعيون عالما رجعيا كانت اذاعتهم تهاجمه وتتهمه بالتعصب ؟! .
(36) مجلة أكتوبر العدد 123 في 4/3/1979 .
(37 ) الحوادث ، العدد 1171 في 13/4/1979 ، في لقاء لمسؤول من قادة فدائيي خلق مع هدى الحسيني .
(38) الهدف الكويتية في 1/5/1979 .


-288-

_ كيف أقام الخميني علاقات طيبة مع حزب الحادي اتخذ من حرب الله والأديان والرسل واليوم الآخر شعارا له ؟! .
_ كيف يتعاون الخميني مع حزب ونظام أباد ملايين المسلمين في ثورته الحمراء ، وحرم البقية الباقية منهم من حرية العبادة ، ومن الصلاة والصوم والحج ؟! .
_ كيف يقف هذا الموقف من يزعم بأنه داعية الاسلام وقائد للجمهورية الاسلامية ؟! .

لا داعي للإستغراب وكثرة الأسئلة . فلقد كشف لنا زعيم حزب تودة سرا خطيرا في تصريحه الآنف ذكره .

أما خطة الشيوعيين : فالاستمرار في التأييد مناسبا لهم . أنه بالنسبة إليهم ( تكتيك مرحلي ) ، ولذلك أسباب من أهمها : أن ثوار الخميني يصفون فئات تعادي الشيوعيين ، وهذه التصفية تنهك أنصار الخميني من جهة وتنهي عدوا آخر من مصلحة الشيوعيين إنهاؤه ، وهذه الهدنة تساعدهم على جمع صفوفهم واستغلال الظروف المناسبة وتمكنهم من البحث عن الأعوان الذين يشكلون معهم جبهة وطنية تطيح بالمتطرفين من أنصار الخميني.

وهناك عدد من الأوراق يستغلها الشيوعيون منها : الحزب اليساري الديمقراطي الكردي الذي يتعاون معهم .

ومنها الجبهة الوطنية _ كريم سنجابي _ الذي استقال من الحكومة المؤقتة احتجاجا على ديكتاتورية الخميني ولجانه .




-289-

ومنها آية الله الطالقاني الذي يغازل اليساريين ، ونادى _ في أكثر من مناسبة _ بمنح الحرية لليساريين وحزب تودة"39" .
وينشط الشيوعيون في مناطق حساسة في ايران : في أذربيجان المجاورة للاتحاد السوفياتي وبين الأكراد ، وبين عمال النفط في جنوب ايران ، وبين طلاب الجامعات .

صحيح أن الشيوعيين لا يستطيعون الانفراد في الحكم ، ولكنهم يستطيعون ذلك ضمن جبهة وطنية ديمقراطية يهيمنون عليها ، وعبر عن ذلك زعيم حزب تودة فقال :
( .. ان الحزب لا يرى ضرورة لسفك الدماء ، فقد نصل الى أهدافنا بالوسائل السلمية ، ورفع كيانوري شعار الجبهة الوطنية الديمقراطية"40" ) .

كيانوري : الخميني يساند الشيوعيين
أعرب نور الدين كيانوري السكرتير الأول لحزب ( توده ) الحزب الشيوعي الايراني في حديث نشرته صحيفة ( نيبزا بادساج ) اليومية المجرية في 18/1/1980 عن مساندته الكاملة لسياسة آية الله الخميني .

وذكر كيانوري أن أهم عامل في ايران حاليا هو ( مكافحة الامبريالية ) . وأضاف أن التغييرات ( الاقتصادية بشكل خاص ) التي تجري حاليا في ايران هي لصالح الشعب وقال:



(39) وكالات الأنباء 20/4/1979 .
(40) الوطن العربي ، العدد 108 . كتب هذا التقرير قبل هلاك الطالقاني .

-290-

( ان حزبنا يناضل من أجل تأصيل جذور هذه العملية ) .

وردا على سؤال عن حظر الصحيفة التي يصدرها الحزب قال ( كيانوري ) لقد اعترف الخميني بتأثيرنا على الجماهير وهو الآن يساند نشاطنا تماما مثلما يفعل مجلس الثورة .
ومضى سكرتير حزب تودة قائلا ان حزبنا لم يتمتع قط بحرية مثلما هو الحال الآن وأضاف :

ان الخميني يناضل ضد الامبريالية وبقايا النظام الملكي ويود اقامة حكومة ديمقراطية .
وكالة أنباء فرانس برس 19/1/1980 .

الثورة الايرانية ومنظمة التحرير :
ثورة الرافضة أعادت للأذهان أسلوب عبد الناصر الدعائي والاعلامي .
_ انها ثورة والشباب مفتونون بالثورة والثوريين .
_ وهي جمهورية تقدمية أطاحت بالنظام الامبراطوري الملكي العفن ، وأخذت على عاتقها محاربة الأنظمة الرجعية والامبريالية .
_ وهي اسلامية وأمتنا عطشى . وقد طال ترقبها وانتظارها للصحوة الاسلامية والثورة الاسلامية التي وتعيد لها الخلافة .
_ والثورة ضد الاستعمار الصهيوني والامبريالية الأمريكية .
_ والثورة تنادي بتحرير فلسطين كل فلسطين وتندد بؤتمرات جنيف وكامب ديفد والقدس .

-291-

ياالله هذا اليوم الذي ينتظره الفلسطينيون بفارغ الصبر ! . الخميني سيحرر لهم القدس وحيفا والجليل !! .

كان ياسر عرفات أول من يزور طهران مهنئا ، وراح يوزع قبلاته المشهورة على وجوه قادة الثورة وخاطب الخميني قائلا :
( ان ثورة ايران ليست ملكا للشعب الايراني فقط .. إنها ثورتنا أيضا فنحن نعتبر الامام الخميني ثائرنا ومرشدنا الأول _ عرفات يقول مثل هذا الكلام لكاسترو _ الذي يلقي بظله ليس على ايران فحسب بل على الأماكن المقدسة والمسجد الأقصى في القدس"41").

وفي 11/2/1979 تحولت سماء المخيمات الفلسطينية في بيروت والضواحي المحيطة بها الى كتلة من النيران . فقد أخذ الفلسطينيون والمواطنون اللبنانيون كذلك يطلقون العيارات النارية من مختلف الأسلحة بكثافة غير عادية ابتهاجا بنجاح ثورة الخميني .

ترى هل نسى قادة المنظمة دور الرافضي الباطني حافظ الأسد وكيف وقع مع الموازنة ضد الفلسطينيين واللبنانيين المسلمين ؟.
أم نسوا غدر الصدر بهم عندما انضم الى الجيش النصيري عند دخوله لبنان ، وأمر منظمة الأمل وعساكره التي تعمل في جيش لبنان الغربي بالانضمام الى الجيش السوري ؟! .

الى متى يبقى الفلسطينيون سلما للزعامة في العالم العربي والاسلامي ؟!


(41) الغارديان عن الصحف العربية 21/2/1979 .
-292-

واختار منظمة التحرير المهرج المعروف ( هاني الحسن ) ليكون مندوبها في طهران ، وناطقا فضوليا باسم حركة الخميني ، ولا يخجل من الوقوف خطيبا في احدى المظاهرات ويقول :
( غدا تركيا وبعد غد فلسطين"42" ) .

وتركيا السنة عدوة تقليدية لإيران الرافضة ، وهذه هي المهمة التي تريدها حركة الخميني من منظمة التحرير ، تريد أن تسخر الفلسطينيين كما سخرهم عبد الناصر من قبل وأوعز إليهم أن يرددوا : تحرير الرياض وعمان ودمشق وبغداد قبل تحرير فلسطين .

والسؤال المطروح :
هل صحيح أن ايران ستقوم أو ستساهم بتحرير فلسطين ؟ !
والجواب على هذا السؤال جاء بدون تصريح على لسان زعيم الثورة الخميني ونده ( شر يعتمداري )
قال الخميني في أول لقاء له مع عرفات بعد نجاح الثورة :
( ان ايران ستقوم بدورها في القضية الفلسطينية عندما تتلخص من تركه الشاه"43" ) .
واعتذر آية الله شر يعتمداري عن تقديم مساعدات للثورة الفلسطينية نظرا لأن ايران تمر الآن في ظروف حرجة ، وهي _ أي ايران _ قد تحتاج الى مساعدة"44" .


(42) وكالات الأنباء 14/3/1979 .
(43) وكالات الأنباء 20/2/1979 .
(44) الوطن العربي العدد 108 تاريخ 9-15/3/1979 .


-293-

وقد يطول الزمن وتمر سنوات دون أن تتحرر ايران من تركة الشاه كما وعد الخميني عرفات بذلك .

لاسيما والخميني عندما غضب من شر يعتمداري قال بأن معظم أنصاره من السافاك ، وعندما غضب من الطالقاني قال : معظم الذين تظاهروا من أجله عملاء للمخابرات الأمريكية .
ان وعد الخميني لعرفات غير محدود وليس معرفا أجله ، وأبشرى بطول سلامة يا إسرائيل اذا كان عدوك الخميني وقومه .

ثم جاء ( أمير انتظام ) الناطق الرسمي باسم الحكومة فاتهم الفلسطينيين بأنهم يفتشون البيوت والفنادق الايرانية ، ونفى أن تكون ايران على استعداد لمساعدتهم ماديا .

ثم قال في مؤتمر صحفي :
( المؤامرة على خوزستان يقوم بها مجموعة من الانفصاليين اتفقوا مع شعب لا أرض له لإثارة الشعب ) .

وعندما سئل هاني الحسن عن موقف أمير انتظام واليزدي وقطب زاده لم ينكر عداءهم للثورة وانما قال :
ايران أفضل من بعض الأنظمة العربية ، وكانت سيفا مسلطا علينا فصارت معنا .
وعندما سئل عن موقف الثورة من الجزر العربية والخليج زعم أن الموقف سيتغير بعد الانتخابات وأن تصريحات القادة الجدد التي لا تختلف عن تصريحات الشاه ( تكتيكية )"45" .
(45) الحوادث العدد 1174 في 4/5/1979 .