عرض مشاركة مفردة
  #52  
قديم 29-04-2007, 01:58 PM
redhadjemai redhadjemai غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 1,036
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى redhadjemai
إفتراضي

فإذًا لا يجوز للمسلم أن يقتصر فقط في فهمه للكتاب والسنة على الوسائل التي لا بد منها … منها مثلا معرفة اللغة العربية .. منها الناسخ والمنسوخ .. وكل القواعد ..
لكن من قواعد العامة : أن يرجع في كل ذلك إلى ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنهم – كما تعلمون من كثير من الآثار ومن سيرتهم – أنهم أخلص إلى الله في العبادة وأفقه منا بالكتاب والسنة إلى غير ذلك من الخصال الحميدة التي كانوا يتخلقون بها .
هذا الحديث يلتقي مع الآية تماما ، حيث إنه ألمح عليه السلام في هذا الجواب أنه لا بد من الرجوع – ليكون المسلم من الفرقة الناجية – إلى ما كان عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم .
يشبه هذا الحديث ، حديث الخلفاء الراشدين الذي ذكر في السنن من رواية العِرْبَاض بن سارية رضي الله عنه قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت مها القلوب وذرفت منها العيون ، فقلنا : أوصنا يا رسول الله ، قال : أوصيكم بالسمع والطاعة وإن وُلِّي عليكم عبد حبشي ، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين .. إلى آخر الحديث (4) .
الشاهد من هذا الحديث هو كالشاهد من جوابه عليه السلام عن السؤال السابق ، حيث حثَّ أمته في أشخاص أصحاب أن يتمسكوا بسنته ، ثم لم يقتصر على ذلك .. قال : سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي .
إذًا لا بد لنا من أن ندندن دائما وأبدًا .. إذا أردنا أن نفهم عقيدتنا ..أن نفهم عبادتنا .. أن نفهم أخلاقنا وسلوكنا .. لا بد من أن نعود إلى سلفنا الصالح لفهم كل هذه الأمور التي لا بد منها للمسلم ، ليتحقق فيه أنه من الفرقة الناجية .
من هنا ضلَّت طوائف قديمة وحديثة ، حينما لا يلتفتون إطلاقا إلى الآية السابقة ، وإلى حديث الفرقة الناجية ،وإلى حديث سنة الخلفاء الراشدين من بعده عليه السلام ، فكان أمرا طبيعيا جدا أن ينحرفوا كما انحرف من سبقهم من المنحرفين عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح .
من هؤلاء الخوارج قديما وحديثا … أصل التكفير الذي برز قرنه في هذا الزمان ، الآية التي يدندنون حولها دائما وأبدا ألا وهي قوله تبارك وتعالى : ]وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [، ونعلم جميعا أن هذه الآية جاءت في خاتمتها بألفاظ ثلاثة : ]فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [ ، ]فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [ ، ]فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[.
فمن جهل الذين يحتجون بهذه الآية – اللفظ الأول منها : ]فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [ : أنهم لم يُلِموا على الأقل ببعض النصوص التي جاء فيها ذِكر لفظة الكفر ،فأخذوا لفظة الكفر في الآية على أنها تعني الخروج من الدين ، وأنه لا فرق بين هذا الذي وقع في الكفر ، وبين أولئك المشركين من اليهود والنصارى وأصحاب الملل الأخرى الخارجة عن ملة الإسلام !
بينما الكفر في لغة الكتاب والسنة لا تعني هذا الذي هم يدندنون حوله ، ويسلطون هذا الفهم الخاطئ على كثير من المسلمين ، وهم بريئون من ذاك التكفير الذي يطبقونه على هؤلاء المسلمين .
شأن لفظة التكفير من حيث إنها تدل على معنى واحد ، وهو الردة والخروج عن الملة ، شأن هذا اللفظ شأن اللفظين الآخرين الذين ذُروا في الآيتين الأخريين – الفاسقين والظالمين – فكما أنه ليس كل من وُصف بأنه كفر لا يعنى أنه ارتد عن دينه ، كذلك لا يعنى أن كل من وصف بأنه ظالم أو فاسق ، بأنه مرتد عن دينه .
هذا التنوع في معنى اللفظ هو الذي تدل عليه اللغة ، ثم الشرع الذي جاء بلغة العرب … لغة القرآن الكريم كما هو معروف .
من أجل ذلك كان من الواجب على كل من يتصدى للحكم بما أمر الله عز وجل – لست أعنى الآن الحكام ، إنما أعنى حكاما أو محكومين – من الواجب على هؤلاء أن يكونوا على علم بالكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح .

من هؤلاء الخوارج قديما وحديثا … أصل التكفير الذي برز قرنه في هذا الزمان ، الآية التي يدندنون حولها دائما وأبدا ألا وهي قوله تبارك وتعالى : ]وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [، ونعلم جميعا أن هذه الآية جاءت في خاتمتها بألفاظ ثلاثة : ]فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [ ، ]فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [ ، ]فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[.

فمن جهل الذين يحتجون بهذه الآية – اللفظ الأول منها : ]فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [ : أنهم لم يُلِموا على الأقل ببعض النصوص التي جاء فيها ذِكر لفظة الكفر ،فأخذوا لفظة الكفر في الآية على أنها تعني الخروج من الدين ، وأنه لا فرق بين هذا الذي وقع في الكفر ، وبين أولئك المشركين من اليهود والنصارى وأصحاب الملل الأخرى الخارجة عن ملة الإسلام !

بينما الكفر في لغة الكتاب والسنة لا تعني هذا الذي هم يدندنون حوله ، ويسلطون هذا الفهم الخاطئ على كثير من المسلمين ، وهم بريئون من ذاك التكفير الذي يطبقونه على هؤلاء المسلمين .

شأن لفظة التكفير من حيث إنها تدل على معنى واحد ، وهو الردة والخروج عن الملة ، شأن هذا اللفظ شأن اللفظين الآخرين الذين ذُروا في الآيتين الأخريين – الفاسقين والظالمين – فكما أنه ليس كل من وُصف بأنه كفر لا يعنى أنه ارتد عن دينه ، كذلك لا يعنى أن كل من وصف بأنه ظالم أو فاسق ، بأنه مرتد عن دينه .

يتبع
__________________