عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 02-02-2004, 10:42 AM
المشرقي الإسلامي المشرقي الإسلامي غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 637
إفتراضي الانهزامية الفكرية والسياسية

استكمالاً لما تم الحديه عنه نحد هذه الفئة من المتحذلقين من الساسة والمحللين السياسيين والكتاب والمثقفين يخضعون نظرتهم للفكر الخاص بهم وينصبون أنفسهم حكاماً على التاريخ ، فهم عندما يتحدثون عن المقاومة البورسعيدية(مقاومة أهل بورسيعد المصرية) أو مدن القناة المصرية للاحتلال الإنجليزي أو العدوان الثلاثي فهم يصفونها بالواعية المدروسة العبقرية الشجاعة الباسلة.. ال.. ال...إلخ
إذن هم يتحدثون عن المقاومة كحل في الوقت الذي يعجبهم والذي أما أن يتناسب مع حالة دولتهم أو مع الفكر الذي هم أهله، فالشيوعيون مثلاً يرون مقاومة الماويين مقاومة ينبغي تخليد ذكرها والسجود لها بالعكس معهم إذا تحدثوا عن مقاومة الأفغان للروس فهم سيصفونها بالمرتزقة والشخصنة(تحقيق أهداف شخصية) وكل مساوئ الدنيا ..و حينما ننظر للوضع الراهن بالأراضي الفلطسينية نجد هؤلاء (الواقعيين) يؤمنون إيماناً شبه قرآني بمرجيعة مدرد التي بالت عليها العناكب وتوصيات (تينيت) التي ما زالت ملقاة خلف المراحيض الإسرائيلية، ونجدهم يؤمنون بأوسلو والمرجعيات المسماة بالدولية وكذلك يؤمنون بمفاوضات الحل النهائي .. لكن يغضون النظر عما أحدثته المقاومة الفلسطينية من أضرارللاقتصاد الصهيوني ومن هروب من الخدمة ومن انتشار الرعب لهم ومن وضوح مدى العجرز الأمني الفاضح للقردة والخنازير ويتجاهلون كذلك الإنجازات المحققة من ازدياد الهجرة العكسية من الدولة الفلسطينية المحتلة إلى الخارج ومشاكل المقاومة على التوزيع الديموجرافي لليهود مستقبلاً و...و... في الوقت الذي يقولون فيه إن الأعمال "الانتحارية" التي يقوم بها الفلسطينيون تزيد الوضع تعقداً .. والسؤال .. متى يا معشر الفباركة(عشاق الفبركة) نستخدم السلاح؟ وهل أحدثت تلك المفاوضات نتائجها وهل أسهمت في حل المشكلة؟ و.......و........؟!!
ولماذا لم يتفاوض البورسعيديون للحصول على حقوقهم؟
إننا بإزاء مجموعة من المترفين فكرياً الذين يعيشون داخل أصنام سطورهم النظرية التي لا يمكن أن تخضع للواقع المعاش.. هؤلاء الذين لا ولاء لهم إلا لعبارات أسطوانية سفسطة ومكابرة وبعداً عن الواقع.
ماذا جنينا من المفاوضات؟ وهل كان يمكن للمصريين التفاوض إلا بعد إذ بدأوا العمل العسكري في العاشر من رمضان؟هؤلاء الذين يؤمنون بما شاؤا من أمور السياسة وكفروا بمسلماتها بعد كفرهم بالكرامة والعزة.
بهذا المنطلق .. لكان للمصريين أن يتركوا طابا لليهود ولا يقاوموا ولكان لليبيين ترك ليبيا لتصول وتجول وتبول فيها القوات الإيطالية...... والأمر نفسه مع حزب الله وغيره من المقاومين.
للأسف طغت أيدولوجيا "السلم الأعمي" دون البحث في نتائجه وهل حقق النتائج المرجوة منه أم لا.
القوات الصهيونية لا ترحم وشارون يضع شروطاً تعجيزية للتفاوض و الحل العسكري للقضية..مرفوض والسافل شارون وقواته ها 14 تحفظاً على عملية السلام .. فماذا يمكن عمله؟
سيقولون الرجوع إلى المرجعيات الدولية والقانون الدولي و...و.....الكلام الفارغ الذي نعرفه وقد ثبت لنا استحالة العمل بتلك المواثيق الدولية نظراً لتحكم الدول الكبرى فيها... ما العمل؟
لا شك أن الفكر الانهزامي استبعد كل شيء باسم الواقعية.. أين الواقعية في مفاوضات السلام وما نتائجها حينما تكون عقد إذعان يملك فيه طرف كل شيء والآخر لا يملك إلا الرجاء والتسول.. ولن أطيل الحديث لأن الموضوع ليس تحليل الموقف بل توضيح خطورة الفكر المسمى بالواقعية والذي أبان الفجوة بين الواقع والوضع النظري وليس كل تنازل واقعية بل خيانة أو ضعف ، كما ليس كل مقاومة عنترية ، بل في الغالب هي استعادة للكرامة..
إذا كان بعض المحسوبين على المقاومة كالبعثيين وغيرهم أساؤا إلى المقاومة فهذا وضع آخر..قد يكون الخلاف في الآلية للمقاومة أو التكتيكات والاستراتيجيات.....لكنه لا يكون في كونها هي الأساس
والوضع نفسه في العراق فالمقاومة السنية سلطوية وتقتل عراقيين وتابعة لصدام(والله يشهد إنهم لكاذبون) ...........إلخ بينما التفاوض هو الحل
في الواقع الواقع خير برهان ونتائجه هو والمقاومة والتفاوض تثبتان النجاح والفشل.........ومن يريد إثيات غير ذلك فليأت بالدليل من الواقع لا من أساطير أمه وجدته.
والوضع ذاته ينطبق على الشيشان وأفغانستان وكل الدول المحتلة.
جردوا أنفسكم من السلاح وامسكوا مقاعدكم وقولوا للعدو تفضل .. وحينئذ تكونوا (واقعيين)
__________________
هذا هو رأيي الشخصي الخاص المتواضع، وسبحان من تفرّد بالكمال