الموضوع: (( الأمثال ))
عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 01-12-2006, 04:38 AM
جنات عدن جنات عدن غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
الإقامة: سينين/ العريش
المشاركات: 526
إرسال رسالة عبر MSN إلى جنات عدن إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى جنات عدن
إفتراضي

الآية رقم ‏(‏158‏)‏
‏{‏ قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون ‏}‏
يقول تعالى لنبيه ورسوله محمد صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏{‏قل‏}‏ يا محمد ‏{‏يا أيها الناس‏}‏ وهذا خطاب للأحمر والأسود والعربي والعجمي ‏{‏إني رسول اللّه إليكم جميعا‏}‏ أي جميعكم، وهذا من شرفه وعظمته صلى اللّه عليه وسلم أنه خاتم النبيين وأنه مبعوث إلى الناس كافة كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ‏}‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده‏}‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فإن أسلموا واهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ‏}‏، والآيات في هذا كثيرة، كما أن الأحاديث في هذا أكثر من أن تحصر، وهو معلوم من دين الإسلام ضرورة أنه صلوات اللّه عليه رسول اللّه إلى الناس كلهم‏.‏ قال البخاري في تفسير هذه الآية، عن أبي الدرداء رضي اللّه عنه قال‏:‏ كانت بين أبي بكر وعمر رضي اللّه عنهما محاورة فأغضب أبو بكر عمر، فانصرف عنه عمر مغضباً فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهه، فأقبل أبو بكر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال أبو الدرداء ونحن عنده، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أما صاحبكم هذا فقد غامر‏)‏ أي غاضب وحاقد، قال‏:‏ وندم عمر على ما كان منه، فأقبل حتى سلم وجلس إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم وقص على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الخبر، قال أبو الدرداء‏:‏ فغضب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وجعل أبو بكر يقول‏:‏ واللّه يا رسول اللّه لأنا كنت أظلم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏هل أنتم تاركوا لي صاحبي‏؟‏ إني قلت يا أيها الناس إني رسول اللّه إليكم جميعاً، فقلتم‏:‏ كذبت، وقال أبو بكر‏:‏ صدقت‏)‏ وقال الإمام أحمد عن ابن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏أعطيت خمساً لم يعطهن نبي قبلي ولا أقوله فخراً‏:‏ بعثت إلى الناس كافة الأحمر والأسود، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأعطيت الشفاعة فأخرتها لأمتي يوم القيامة، فهي لمن لا يشرك باللّه شيئاً‏)‏ وقال الإمام أحمد عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولا يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار‏)‏ ‏"‏رواه أحمد في المسند ومسلم في صحيحه واللفظ لأحمد‏"‏‏.‏ وعن جابر بن عبد اللّه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبل‏:‏ نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه وبعثت إلى الناس عامة‏)‏ ‏"‏رواه الشيخان عن جابر بن عبد اللّه مرفوعاً‏"‏‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت‏}‏ صفة اللّه تعالى في قول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أي الذي أرسلني هو خالق كل شيء وربه ومليكه الذي بيده الملك والإحياء والإماتة وله الحكم،
وقوله‏:‏ ‏{‏فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي‏}‏ أخبرهم أنه رسول اللّه إليهم ثم أمرهم باتباعه والإيمان به ‏{‏النبي الأمي‏}‏ أي الذي وعدتم به وبشرتم به في الكتب المتقدمة، فإنه منعوت بذلك في كتبهم، ولهذا قال النبي الأمي، وقوله‏:‏ ‏{‏الذي يؤمن بالله وكلماته‏}‏ أي يصدق وله عمله وهو يؤمن بما أنزل إليه من ربه ‏{‏واتبعوه‏}‏ أي اسلكوا طريقه واقتفوا أثره ‏{‏لعلكم تهتدون‏}‏ أي إلى الصراط المستقيم‏.‏
الآية رقم ‏(‏159‏)‏
‏{‏ ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ‏}‏
يقول تعالى مخبراً عن بني إسرائيل أن منهم طائفة يتبعون الحق ويعدلون به، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات اللّه آناء الليل وهم يسجدون‏}‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وإن من أهل الكتاب من قبله هم به يؤمنون‏}‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به‏}‏ الآية‏.‏
الآية رقم ‏(‏160 ‏:‏ 162‏)‏
‏{‏ وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ‏.‏ وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين ‏.‏ فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون‏}‏
تقدم تفسير هذا كله في سورة البقرة وهي مدينة وهذا السياق مكي، ونبهنا على الفرق بين هذا والسياق وذاك بما أغنى عن إعادته هنا وللّه الحمد والمنة‏.‏
الآية رقم ‏(‏163‏)‏
‏{‏ واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون ‏}‏
هذا السياق هو بسط لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت‏}‏ الآية، يقول تعالى لنبيه صلوات اللّه وسلامه عليه، ‏{‏واسألهم‏}‏ أي واسأل هؤلاء اليهود الذين بحضرتك عن قصة أصحابهم الذين خالفوا أمر اللّه ففاجأتهم نقمته على صنيعهم واعتدائهم واحتيالهم في المخالفة، وحذر هؤلاء من كتمان صفتك التي يجدونها في كتبهم لئلا يحل بهم ما حل بإخوانهم وسلفهم، وهذه القرية هي أيلة وهي على شاطىء بحر القلزم، وقال ابن عباس‏:‏ هي قرية يقال لها أيلة بين مدين والطور وهو قول عكرمة ومجاهد وقتادة والسدي ، وقيل‏:‏ هي مدين وهو رواية عن ابن عباس، وقوله‏:‏ ‏{‏إذ يعدون في السبت‏}‏ أي يعتدون فيه ويخالفون أمر اللّه فيه لهم بالوصاة به إذ ذاك ‏{‏إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا‏}‏، قال ابن عباس‏:‏ أي ظاهرة على الماء، ‏{‏ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم‏}‏ أي نختبرهم بإظهار السمك لهم على ظهر الماء في اليوم المحرم عليهم صيده، وإخفائها عنهم في اليوم الحلال لهم صيده، ‏{‏كذلك نبلوهم‏}‏ نختبرهم ‏{‏بما كانوا يفسقون‏}‏ يقول‏:‏ بفسقهم عن طاعة اللّه وخروجهم عنها، وهؤلاء قوم احتالوا على انتهاك محارم اللّه بما تعاطعوا من الأسباب الظاهرة التي معناها في الباطن تعاطي الحرام، وفي الحديث عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏لا تركبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم اللّه بأدنى الحيل‏)‏ ‏"‏قال ابن كثير‏:‏ إسناده جيد ورجاله مشهورون ثقات‏"‏‏.‏