عرض مشاركة مفردة
  #16  
قديم 19-06-2003, 07:59 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Thumbs up تحية تقدير للاخت *الدانة *على إلتزامها بالحوار الجاد

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
____________
الأخت *الدانة * : السلام عليك ورحمة الله و بركاته.
سألتني قائلة :
إقتباس:
هل تظن انه توسل بجاه العباس ام بدعاء العباس رضي الله عنهما؟؟؟ اذا قلت بجاه العباس فاقول لك ان جاه الرسول صلى الله عليه وسلم عند ربه أرفع واعلى ..فلماذا تركه عمر رضي الله عنه وهو الفقيه وتوسل بجاه العباس رضي الله عنهما ؟؟
،أقول لأختي الفاضلة * الدانة * فتح الله عليها :
1- إعلمي أختاه أن ماأورده ابن تيمية عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب واضح اشد الوضوح حيث قال رضي الله عنه :{وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْك بِعَمِّ نَبِيِّنَا }
اي أنهم يتوسلون بالعباس رضي الله عنه ... اي بجاهه عند ربه ...بصلاحه و بقربته لرسول الله صلى الله عليه و سلم .
و للتدليل على ذلك ،اقول لك أختاه أن أحد معاني الوسيلةُ التي ذكرها الله سبحانه و تعالى في قوله " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ" هي مَا يُتوصَّلُ بِهِ إلى تَحصيل المَقصُود؛ و راجعي أختاه ما قاله الإمام ابنُ كثير في تَفسيره لهذه الآية: هي التي يُتَوصَّلُ بِهَا إلى تَحصيل المَقصود، أي كل مَا هُوَ مَحبوب ِعندَ اللهِ ومَشْروع بِكتَابِهِ وسُنَّةِ نَبيِّهِ صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَمَ يَجُوزُ التَّوسُّلُ بِهِ ولا حَرَج.
و الخلق اختاه فيهم كما يعلم الجميع من هُو مَحبُوبُ ِعند الله ، جعلك الله منهم أختاه ،
فما ورد في الخبر و تفسير ابن كثير يبينان بجلاء لا غبار عليه جواز التوسل بالخلق شريطة أن يكون هذا التوسل في حدود الشرع .
وأعلمي ايها الأخت الكريمة ،هداك الله لمعرفته ،أن الخلقُ صَنْفَين :جَوْهرِّيٌ وعَرَضي.
فَالجَوهري ِمثلُ الأنْبياء والمُرسَلين عليهم صلوَاتُ اللهِ وازكى سَلاَمُهُ أجمَعين، وكذا الأوليَاءُ والصَّالحين رضوَانُ اللهِ عليهم.
والعَرضي ِمثلُ أعمَال بَني آدم( عمل صالح ،دعاء ،طاعة ،الخ) فإنَّها مَخْلوقةٌ بنصِّ القرآن الكريم لقَولِهِ تَعالى:" واللهُ خَلَقَكُم ومَا تَعمَلُون".
وإعتمادا على هذه الآية القرآنية الكريمة ،يستفادأن الأعمَالُ مَخْلوقة كسَائر المخلُوقَات، وبِالصَالح ِمنْها يَجُوزُ التَّوسُّل كَمَا يَجُوزُ بالصَّالح منَ العِبَاد.أرجو من الله أن تكون إجابتي واضحة على سؤالك الأول .
2- أما حول سؤالك الثاني لماذا ترك سيدنا عمر بن الخطاب جاه رسول الله صلى الله عليه و سلم و توسل بجاه عمه رضي الله عنه ،فأقول مستعينا بالله و مستمطرا مواهبه الرحمانية،أن ما فعله الإمام الشيخ عمر الفاروق ليس إستنقاصامن جاه حبيبه رسول الله صلى الله عليه و سلم - حاشا لله و كلا - بل تأكيد من سيدنا عمر بجواز التوسل بالصالحين .و لايعني ذلك عدم جواز التوسل بجاه الصالح الميت ،فقربة هذا الأخير إلى الله حاصلة له سواء كان من أصحاب هذه الدار أو من الذين إنتقلوا إلى الأخرى.
و إسمحي لي ،أختاه ،أن أورد لك دليلا على ذلك :
ذكر الطبراني أنَّ رَجُلاً كَانَ يَخْتَلِفُ إلى عُثْمَان بنِ عَفَّان - رَضي اللهُ عَنْهُ - ( و هو آنذاك خليفة المسلمين ،أي بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم ) في حَاجِةٍ لَهُ وكَانَ عُثْمَان لا يَلتَفِتُ إليهِ ولا يَنظُرُ في حَاجَتِهِ، فَلقي عُثمَانَ بنِ حَنيف فَشَكا ذَلكَ إليهِ فَقَالَ لَهُ عُثمَانُ بنِ حَنيف: إئتِ المَيضأةَ فَتَوضَّأ، ثُمَّ إئتِِِ المَسجِدَ فَصلِّ فيهِ رَكعَتين ثُمَّ قُلْ:الَّلهُمَّ إنِّي أسألُكَ وأتَوَجَّهُ إليكَ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّد صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلمَ نَبِّي الرَّحمَة يَا مُحَمَّد إنِّي أتَوَجَهُ بِكَ إلى ربِّي فَيَقضي حَاجَتي وتَذَكر حَاجَتَك ورُحْ إليَّ حتىَّ أروحَ مَعَكَ، فَانطَلقَ فصَنعَ مَا قَال لَهُ ثُمَّ أتَى بَابَ عُثمَان بنِ عَفَّانَ فَجَاء البَوَابُ حتَّى أخَذَ بِيَدهِ فأدخَلَهُ على عُثمَان بنِ عُفَّان فَأجلَسَهُ مَعَهُ على الطُّنْفَسَةِ، وقَالَ مَا حَاجَتُك؛ فذَكَرَ حَاجَتَهُ فَقَضاهَا لَهُ، ثُمَّ قَالَ مَا ذَكرتُ حَاجَتكَ حتَّى كانت هذه السَّاعة، وقَال مَا كَانتْ لكَ ِمنْ حَاجَةٍ فَأتِنَا، ثمَّ إنَّ الرَّجلَ خَرجَ منْ عِنَدِهِ فَلقيَ عُثمَانَ بن حَنيف فَقَالَ لهُ "جَزاكَ اللهُ خَيرًا مَا كَانَ يَنظُرُ في حَاجتي ولا يَلتَفتُ إليَّ حتَّى كَلَّمتَهُ فيَّ، فقَال عُثمَانُ بن حَنيف واللهِ مَا كَلَّمتهُ، ولكِنْ شَهدتُ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهِ عَليه وسَلمَ وقَدْ أتَاهُ رَجُل ضَريرٌ فشَكا إليهِ ذَهَابَ بَصَره فَقَال رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهِ عَليهِ وسَلَّمَ أوَ تَصبر فقَالَ يَا رَسوُل اللهِ إنَّهُ لَيس لي قَائد وقَد شَقَّ عليَّ، فقَال لهُ صلَّى الله عَليهِ وسَلَّمَ إئتِ المَيضأةَ فَتَوضأ ثُمَّ صَلِّ رَكعتين ثُمَّ ادْعُ بهذِهِ الدَّعوات، فَقَال عُثمَانُ بن حنيف:" فَواللهِ مَا تَفَرَّقنَا، وطَال بِنَا الحَديثُ حتَّى دَخَلَ عَلينَا الرجُلُ كَأنَّهُ لمْ يَكُنْ بِهِ ضرٌّ قَط؛ قَال الطَبَراني، بعد ذِكِْر طُرقِهِ، والحديث صَحيح.
- بل ان التوسل جائز بمن لم يُخلق بعد ،فها هو سيدنا عُمرَ بن الخطَابِ - رَضي اللهُ عَنْهُ -يروي حديثا آخرا قائلا:" قَالَ رسُولُ الله صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلمَ لَمَّا أذنَبَ آدمُ الذَنْبَ الَّذي أذْنَبَهُ رَفَع رَأسَهُ إلى العَرش فقَال أسألُكَ بحقِّ محمَّد صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ إلاَّ غَفرتَ لي فَأوحى إليهِ ومَن محمَّد صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَمَ فقَال تَبَاركَ اْسمُك لَمَّا خَلقتَني رَفعتُ رَأسي إلى عَرشِك فإذَا فيه مَكتُوبٌ لا إلهَ إلاَّ الله مُحمَّد رَسُولُ الله فَعَلمتُ أنَّهُ ليسَ أحدٌ أعظَمُ قَدرًا ِممَّنْ جَعلتَ اسمَهُ مَعَ اسمك، فَأوحى اللهُ إليهِ يَا آدَمُ إنَّهُ آخِرُ النبيين ِمنْ ذُرِّيَّتِكَ وإنَّ أُمَّتَهُ آخِرُ الأُمَم ِمن ذُرِّيَّتِكَ ولَولاهُ يَا آدَمُ مَا خَلقتُكَ "
رَوَاهُ الطَبَراني وغَيْرُه. وِروَاية غَير الطبرَاني" وإذ تَشفعتَ إليَّ بِهِ فقد غَفرتُ لك و قال الحَاكم صحيح الإسناد، ورَواهُ البيهقي في كِتَابِه ِ"دلائل النُبُوَّة" وقَال صحيحُ الإسنَاد.
- وحتى لا أطيل في الرد أورد لك أختاه هذا الدليل الثالث و ألأخير :
فقدرَوى البَيهَقي وابنُ أبي شَيبَة بإسنَاد صَحيح " أنَّ النَّاسَ أصَابَهُم قَحَط في خِلافةِ عُمَرَ - رَضي اللهُ عَنْهُ - فَجَاء بِلالُ بنِ الحَارث - رَضي اللهُ عَنْهُ - إلى قَبر رَسُول الله صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَمَ وقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ استَسقِ لأمَّتِكَ فَإنَّهُمْ هَلَكوا، فَأتَاهُ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ في المَنَام فَأخْبَرَهُ أنَّهُم يُسقَون". فَإتيَانُ هذا الصَحَابي الجليل لقبِر النَّبي صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَمَ ونِدَاؤُهُ لَهُ وطَلَبهُ أنْ يستَسقي لأمَّتِهِ دَليل على أنَّ ذَلكَ جائز وهُوَ مَوضعُ الاستدلال بِعَمل هذا الصَّحابي على صِّحةِ التَّوسُّل بِهِ صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلمَ سَواء في حَيَاتِهِ أو بعد وفَاتِهِ، وقَد تَوَسَّلَ بِهِ أبُوهُ آدم قَبْلَ وجُودِه صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ حينَ أكَل ِمنَ الشَّجَرَة الَّتي نَهَى اللهُ عَنْهَا، كَما تَقدَّمَ في الحديث
_______________
أختي الكريمة *الدانة * ،أرجو من الله العلي الكبير أن لم أطل عليك و أرجو منك مرة أخرى أن تنظري ،فتح الله عليك ، في كل ذلك بعين البصيرة ،ترين انه لا ضرر في التوسل :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}
__________
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
.