عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 06-03-2001, 04:10 PM
البازي البازي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 66
Post


المسلك السابع :
بناء الظواهر الشرعية على تأويلات لا تعقل : وهو فعل الباطنيين كالقرامطة وغيرهم. وفرق الباطنية يجمعهم القول بجعل ظواهر النصوص غير مرادة، والذهاب في تأويلها مذاهب من الـتحـكـم لا تتفـق مع اللغة ولا الشرع بل ولا العقل ، والقول بإمام معصوم ، وقد يسمونه باسم آخر، ويجـعـلـونه بعد ذلك إلهاً. ومن فرقهم المحدثة البهائية والبابية.
وهؤلاء الباطنية هم قــوم أرادوا إبطال الشريعة جملة وتفصيلاً، وإلقاء ذلك فيما بين الناس لينحل الدين ، ولما لم يمكنهم التصريح بذلك لجأوا إلى صرف الهمم عن الظواهر بادعاء أن لها بواطن مقصودة، وأن الـظـواهــر غير مرادة فقالوا: كل ما ورد في الشرع من الظواهر في التكاليف والحشر، والنشر، والأمور الإلهية الأخرى ليس إلا أمثلة ورموز إلى بواطن.
ولهم في ذلك تُرَّهات وعجائب مـنهــا مـثــلاً: زعـمـهــم أن الجـنـابــة هي مبادرة الداعي للمستجيب بافشاء سره إليه قبل أن ينال رتبه الاستحقاق ، والغسل هو تجديد العهد على من فعل ذلك ، والصيام هو الإمساك عن كشف السر، والتيمم الأخذ مـــن المأذون إلـى أن يسعد بمشاهدة الداعي والإمام.. الخ. ولا تستخفنك تفاهة مذهبهم فتقول هذا مذهب ظاهر الـبـطــلان فـــلا يخشى على أحد من الوقوع فيه ، فإنه يكثر جداً وسط الأعاجم الذين لا يحسنون اللغة ولا يعلمون فقهها ومدلولاتها، وكذلك هي دعوة رائجة لدى السوقة والسفلة من الناس حيث تمنحهم الإباحية باسم الدين إذ هي دعوة قائمة على التحلل والإباحية، ثم إن هؤلاء السفلة قد يكثرون وتقوى شوكتهم فيغلبون الناس على آرائهم ومذهبهم ويعيثوا في الأرض فساداً.