عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 19-07-2003, 01:42 AM
د . عبد الله قادري الأهدل د . عبد الله قادري الأهدل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 609
إفتراضي الجزء الرابع..

31-باب آداب السير..

32-باب فضل قيام الليل..

33-كتاب العلم..

34-كتاب الأذكار.. [اختيار ما تيسر من هذا الكتاب].

35-كتاب الأمور المنهي عنها.. [اختيار ما يرى القارئ حاجته إليه].

36-باب بيان ما أعد الله تعالى للمؤمنين في الجنة..

الأمر الرابع:
حضور بعض الحلقات العلمية التي يقوم بها بعض العلماء والدعاة إلى الله، لتزداد علما من أهله، فالمسلم في حاجة إلى شيخ يصقل قلبه بالإيمان، ويغذي عقله بالعلم النافع، وهو ماكان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، والصحابة مع التابعين، وهكذا..

ويمكن الاستفادة من بعض المعسكرات والمخيمات الصيفية التي تهتم بالتربية والتعليم والثقاة والرياضة وغيرها مما فيه فائدة.

الأمر الخامس:
القيام بتعليم الجهال أمور دينهم، وبخاصة فروض العين التي يجهلها أو يجهل تفاصيلها كثير من الناس، مثل أركان الإيمان وأركان الإسلام، مثل قراءة الفاتحة وبعض السور القصار من القرآن الكريم، وصفة الوضوء وصفة الصلاة، وغير ذلك مما يجب على المسلم.

الأمر السادس:
القيام بالدعوة إلى الله وبيان الواجبات للناس وحثهم على فعلها وعدم التقصير فيها، توضيح والمحرمات وحثهم على تركها والابتعاد عنها، بل حثهم على نوافل الطاعات وترك مكروهاتها، ارتقاء بتقواهم إلى الأفضل لهم.

الأمر السابع:
صلة الأرحام بزياراتهم ومواساتهم ماديا ومعنويا، وبخاصة الذين يسكنون بعيدا عن مقر عملك، لأن في الإجازة فرصة قد لا تتاح في غيرها... وإن كان ينبغي الحرص على صلتهم في غير الإجازات في حدود المقدرة.

الأمر الثامن:
الصلح بين المتخاصمين من الأقارب وغيرهم، من الأزواج والآباء والأبناء والجيران، لما في ذلك من وقاية الأمة من التنازع والتقاطع والتدابر التي نهى الله تعالى عنها ورسوله، وفي ذلك من الأجر ما فيه، كما هو معروف من القرآن والسنة...

الأمر التاسع:
تفقد أحوال المسلمين في داخل بلدك وخارجه، وإغاثة من يحتاج منهم إلى الإغاثة، من مسكن ومأكل وكساء ودواء وغيره، وإذا كنت غير قادر على ذلك بنفسك، فاجتهد في جمع التبرعات من المحسنين، وأوصل ما تتمكن منه إلى مستحقيه بنفسك إن أمكن وإلا عن طريق الجمعيات الخيرية المأمونة.

وإن من أجدر المسلمين بالعناية في هذا الباب، هم إخواننا الفلسطينيون الذين لا تخفى حاجاتهم على كل الناس في الأرض، فكم يتيم وأرملة ومعوق ومريض ومشرد بلا مأوى.. فيجب على كل قادر أن يساعدهم بما يقدر عليه..

ولا تنس يا أخي المسلم نفسك بالإكثار من نوافل الطاعات صلاة وصياما وصدقة وغيرها...

ثانيا: مشروع رياضي

يقوي به الإنسان جسمه، ويدفع عنه الكسل والترهل والأمراض الناشئة عن عدم الحركة، فربنا تعالى لم يخلق الإنسان ليأكل ويشرب ويقعد ويقف وينام ولا يتحرك..

بل خلقه ليستعمل كل الأدوات التي ركبها فيه، عقلية كانت أو جسمية، فإذا عطل أي أداة من تلك الأدوات، فقد كفر نعمة الله عليه بتلك الأداة، والحركة أمر فطري تجده في جميع الحيوانات.

وإنك لترى الطفل الصغير يتحرك في بطن أمه، ثم إذا خرج من رحمها لا يفتأ متحركا يلتفت يمنة ويسرة ويحرك يديه ورجليه، وبحركتهما يتحرك جسمه كله.

وكلما زادت حركته طمع في المزيد منها، فتجده يتقلب على سريره يمينا ويسارا، ثم يبدأ يزحف على بطنه، كأنه يسبح في الماء، ثم يحاول الوقوف على قدميه، متكئا على أطراف السرير أو الجدار، ثم يتدرب على المشي، فيقوم ويسقط، حتى يتمكن من مغادرة غرفته إلى خارجها...

وهكذا حتى يصبح كغيره ممن سبقوه في العمر، فيغادر المنزل ثم الحي ثم المدينة فالقرية فالبلد.... وهي رياضة فطرية تقتضيها طبيعة الحياة...

فإذا تقدم بالإنسان العمر، وكثرت أعماله ومشاغله، بدأ جسمه يثقل، وإرادة الحركة عنده تضعف، وبخاصة من كان عمله يقتضي الجلوس في مكتب أو البقاء في مكان معين كالحراسة أو البيع والشراء في دكان أو معرض، وقد لا يخرج من منزله أو يعود إليه إلا على وسيلة نقل لا مجهود لجسمه في قيادتها –سواء كان راكبا أو سائقا - كالسيارة....

فيترتب على ذلك حدوث أمراض وأوجاع، قد تحول بين الإنسان والنشاط المفيد له في معاشه ومعاده...

المسابقة على الأقدام..

ودربهم صلى الله عليه وسلم على المسابقة على الأقدام وكان هو قدوتهم في ذلك.

قال ابن القيم رحمه الله:
"فأما مسابقته بالأقدام، ففي مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود من حديث عائشة، قالت: سابقني النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته، فلبثنا حتى إذا أرهقني اللحم سابقني فسبقني، فقال: (هذه بتلك).

وفي رواية أخرى:
أنهم كانوا في سفر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (تقدموا) ثم قال: (سابقيني فسبقته ثم سابقني وسبقني)، فقال: (هذه بتلك).

وفي صحيح مسلم عن سلمة بن الأكوع قال:
بينما نحن نسير وكان رجل من الأنصار لا يسبق أبداً، فجعل يقول: ألا مسابق إلى المدينة؟ هل من مسابق؟ فقلت: أما تكرم كريماً وتهاب شريفاً؟ قال: لا، إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ذرني أسابق الرجل، فقال: (إن شئتفسبقته. [الفروسية ص3].

وفائدة التدريب على المسابقة بالأقدام والعدو، ظهرت جلية عندما أخذت غطفان لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأدركهم سلمة بن الأكوع العداء الذي أكرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأردفه على ناقته.

قال سلمة:
"خرجت قبل أن يؤذَّن بالأولى، وكانت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم ترعى بذي قرد، قال فلقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف، فقال: أُخِذت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت من أخذها، قال غطفان.

قال فصرخت ثلاث صرخات يا صباحاه، فأسمعت ما بين لابتي المدينة، ثم اندفعت على وجهي حتى أدركتهم، وقد أخذوا يستقون من الماء، فجعلت أرميهم بنبلي وكنت رامياً وأقول:

أنا ابن الأكوع،،،،،،،، اليوم يوم الرضع

وأرتجز حتى استنقذت اللقاح منهم واستلبت، منهم ثلاثين بردة.

قال: وجاء النبي صلى الله عليه وسلم والناس.. فقلت:
يا نبي الله قد حميت القوم الماء وهم عطاش، فابعث إليهم الساعة فقال: (يا بن الأكوع ملكت فأسجح) قال: ثم رجعنا ويردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته، حتى دخلنا المدينة". [البخاري رقم 4194، فتح الباري (7/460) ومسلم (3/1432) ومعنى "فأسجح" قال النووي في شرحه لمسلم ((12/174): "معناه فأحسن وارفق والسجاحة السهولة، أي لا تأخذ بالشدة، بل ارفق، فقد حصلت النكابة في العدو].

التدريب على المصارعة..

ودربهم صلى الله عليه وسلم على المصارعة، كما صارع صلى الله عليه وسلم ركانة بن عبد يزيد. [سنن الترمذي، برقم (1784) وسنن أبي داود، برقم (4078) والمستدرك على الصحيحين برقم (5902) وذكره ابن القيم في الفروسية ص3].

وجعل صلى الله عليه وسلم، السبق في المصارعة مسوغاً للإذن بالانخراط في الجيش الإسلامي لصغار السن.

قال ابن هشام:
"وأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ - أي يوم أحد - سمرة بن جندب.. ورافع بن خديج.. وهما ابنا خمس عشرة سنة، وكان قد ردَّهما، فقيل له: يا رسول الله: إن رافعا رامٍ، فأجازه، فلما أجاز رافعاً قيل له يا رسول الله فإن سمرة يصرع رافعاً، فأجازه". [السيرة النبوية (2/66)].

ثالثا: كل نفس بما كسبت رهينة..

لا يستغني كلٌّ منا عن التوجيه والنصيحة، والجليس الصالح، و اتخاذ من يكون له قدوة حسنة يدله على الخير ويحضه على فعله، ويبين له الشر ويحضه على تركه، وبخاصة العلماء العاملين الناصحين الذين يصقلوننا بالإيمان العميق والعبادة الشاملة، والأعمال الصالحة، والأخلاق الحسنة الفاضلة، و العلم النافع.

ولكن العبء الأكبر في صلاحنا وإصلاحنا يبقى السعي إليهما واتخاذ الوسائل إلى تحقيقهما على كواهلنا، لأن كل إنسان مسئول مسئولية فردية كاملة [بعد بلوغه سن الرشد والتكليف] عن نفسه، سواء في حق نفسه الذي كلفه الله تعالى القيام به، أو حق ربه الذي فصل منهجه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو حقوق المخلوقين غيره، من أقاربه وجيرانه، وكل من يتعامل معه في حياته...

ويمكن أن يضرب لذلك مثالا شاملا:

يجب على ولي أمر الطفل [من أب وأم وأقارب] أن يقوم على مصالحه المادية والمعنوية، في طفولته وصباه، تغذية وتنظيفا وتعليما وعبادة، وسلوكا ودعوة إرشادا إلى كل نافع، وتحذيرا من كل ضار..

ثم تأتي مسئولية المعلم في المدرسة أو الجامعة، أو المسجد وحلقة العلم فيه أو في غيره، وهو في كل تلك المؤسسات يتلقى مزيدا من العلم والمعرفة والتوجيه والنصح، ويأخذ حظه من كل علم من العلوم دينية كانت أو دنيوية [معلوم أن العلوم الدينية والدنيوية في الإسلام يجمعها هدف عمارة الأرض التي استخلف الله فيها الإنسان، وهي بذلك تكون بالنية الخالصة مثابا عليها، كما هو معروف].

وتنتهي مهمة ولي الأمر والمعلمون عند قيامهم بواجب التعليم والتوجيه لهذا الإنسان [إلا فيما يتعلق بالنصح عند الحاجة] ويتحمل هو بعد ذلك القيام بما هو مكلفٌ القيامَ به.

فهو مسئول عن أداء حقوق نفسه وحقوق ربه وحقوق غيره من المخلوقات، بشرا كانوا أو حيوانات، أو غير ذلك من وظائفه، وله ثواب عمله، وعليه إثمه، ولا يتحمل أحد عنه ما لزمه القيام به.

فولي أمره علمه وجوب أدائه الصلوات الخمس في أوقاتها، وتابعه في ذلك عندما كان مسئولا عنه فيها، ولكنه أصبح بعد أن بلغ رشده وأصبح مكلفا أداء تلك الصلوات، مسئولا مسئولية مباشرة عن أداء تلك الصلوات في أوقاتها..

فعليه أن يقوم بها، ولا ينتظر من يأمره بها عند وقت كل صلاة، فالله تعالى هو الرقيب عليه، ولا يمكن أن يراقبه أحد في كل أوقاته غير ربه، وهكذا صيامه وزكاته وحجه إنفاقه على أهله..

والطبيب الذي علمه الطب في أي تخصص من فروعه، ودربه على ذلك تدريبا كاملا، وحمله مسئولية قيامه بهذه المهنة قياما كافيا بصدق وأمانة، فقد أصبح طبيبا مسئولا أمام الله تعالى عن حقوق مرضاه..

فهو المسئول مسئولية فردية عن الكشف على مرضاه وتحليل مرضهم، ووصف الدواء لهم، وليس على أستاذه الطبيب مرافقته في عيادته، والإشراف على مرضاه، وتحمل الآثار الناتجة عن نشاطه، فله صوابه عمله، وعليه أخطاؤه...

وهكذا من علمه أستاذه أي علم من العلوم، كالاقتصاد والسياسة والإعلام، والتربية والتعليم و الرياضة بأنواعها ومنها السباحة، والشئون العسكرية، وقيادة المراكب كالطائرة والسيارة والسفينة، والمركبات الفضائية، والتجارة والزراعة والنجارة والخبازة والخياطة..

يصبح مسئولا هو عن مزاولة وظيفته، وليس على أستاذه الذي بذل جهده في تعليمه مسئولية في ذلك، بل لأستاذه فضله وأجره عند ربه، وعلى التلميذ فيما أساء فيه وزره.

وإذا رجع المسلم إلى القرآن والسنة، وجد هذا المعنى [مسئولية كل إنسان عن نفسه] بارزا فيهما، قد دلت نصوص كثيرة من الكتاب والسنة عليه..
__________________
الأهدل