الموضوع: (كيد ساحر!)
عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 15-04-2004, 05:19 PM
حمدان المنصوري حمدان المنصوري غير متصل
كـــــــــــــــــداس
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: الامارات العربية المتحدة
المشاركات: 261
إفتراضي

كلمة في صدّام



اعلم أخي أن من مقتضيات قولنا "لا إله إلا الله" مبدأ الولاء والبراء . أي وببساطة شديدة لا نكون مسلمين حقا ً وصدقاً إلا بأن نحب ونوالي المسلمين والصالحين ونبغض ونتبرأ من الكافرين و المنافقين حتى وإن كانوا أقرب الناس إ لينا، حتى وإن أحببنا منهم بعض الصفات أو الأعمال. وهذا مبدأ وقاعدة أساسية في ديننا بل وإننا سنحاسب عليها يوم الحساب فانتبهوا يرعاكم الله.

وبمناسبة الحديث عن صدام سنعرض مثلين لنطبق هذه القاعدة عليهما. فالأول هو صدام حسين والثاني رجل له سمعة بين الناس وقد ارتبط اسمه بقضية صدام من الناحية الشرعية.

الكثيرون يعجبون بصدام حسين لمواقفه الحسنة في قضية فلسطين وأنه الحاكم العربي الوحيد الذي أرعب أحفاد القردة والخنازير وأنه الوحيد الذي قال "لا" قولا وفعلا. وأنه الوحيد الذي استغل مقدرات بلاده وصنع منها دولة قوية متقدمة … ولكن أقول أن مبدأ الولاء والبراء هو الأصل والمعيار. فإن كان الرجل يعد من المسلمين فهو أخ ووالد. وإن كان غير ذلك فهو وإن أعجبتنا أعماله ليس ممن نواليه وندافع عنه حتى يفئ لأمر ربنا.


ولكن كما هو حال صدّام خاصة والعراق عامة ، الوضع جد متشابك والصورة ضبابية لأبعد الحدود، ولا يمكن لنا الحكم بحقيقة الرجل الآن. ولا يمكننا أن نوقع عن الله تعالى أو أن نقف بينه وبين التوبة والإخلاص وبخاصة فيما تعرض له من شدائد في السنوات الماضية. وقد نشر موقع مفكرة الإسلام (جزاهم الله خيراً) دراسة مفصلة للعقد الأخير من حياة صدام. وقد قام بالدراسة عدد من الرجال والعلماء الأفاضل وكان جلياً أن هناك توجه إسلامي في فكر صدام. ومن أهم ما توصلت إليه هو وجود إشارات كثيرة جداً أن الرجل كان يسلك طريقاً إسلامياً واضحاً جداً بل وبعيد كل البعد عن النفاق والرياء. أعلم أن هذا الكلام لا يعجب الكثير ممن أدمنوا بغض صدام ولكن الحق أحق أن يتبع!



ومن قرأ ما جاء في دراسة موقع مفكرة الإسلام سيندهش حقاً كيف أن العراق كان أقرب لتطبيق حدود الإسلام من كل الدول الأخرى! وأنصح الجميع بضرورة قراءة الدراسة (مهمة جداً !). وأود هنا أن أشارككم دهشتي حين قرأت النص التالي في الدراسة:

"في عام 1994م- 1995م صدر قرار بإقامة حد السرقة على من قام بأي نوع من أنواع السرقة ، ولا ندري عن الحدود الأخرى ، ونحن نعرف شخصياً من سرق وقطعت يده فعلياً في السجن ، وإذا استثنينا السعودية والسودان فهل هناك بلد عربي آخر يفعل هذا ويحفظ أموال المسلمين ؟!!!
- ولم يكن صدام كغيره ممن قال : نحن نحترم الشريعة ولكنا لا يمكن أن نطبق أحكام الحدود فيها لأنها قد تسبب لنا مشاكل مع منظمات ودول أخرى."


ليس هذا أغرب ما جاء في الدراسة، ولم أذكره هنا بهدف التدليل على مصداقية تطبيق الشريعة في العراق، فهناك كثير من التفصيلات الأخرى الأنسب لهذا الغرض. ولكن الذي أثار دهشتي حقاً هو ما كان قد قاله أحد الأشخاص العراقيين ممن يسمون (بالعلماء الأفاضل) في أحد محطات السحر الفضائية. فقال هذا الرجل:

أن صدام حسين استدعاه في مرة بعد أن شاهد بعض برامجه التي كانت تعرض في التلفزيون العراقي وأراد صدام أن يستشيره في أمر تطبيق حد السرقة في العراق. فما كان من هذا الرجل إلا أن قال:


"قلت له لا تطبق الحد لأنه يحتاج إلى خليفة مسلم وأنت لست بخليفة ...؟!!
(فسأله المحاور متعجباً) هل قلت له هذا الكلام ..؟!
فقال: لا .. ولكن بأسلوب آخر ...!"


نعم هذا ما قاله الرجل بنفسه أمام الملايين من المشاهدين في محطة (العربية). نقول أفي حد من حدود الله يا دكتور! فماذا يكون رأيك في أمور شائكة متشعبة يمكن لمثلك أن يصول فيها ويجول؟

هذا القصة تؤكد ما جاء في الدراسة وهي دليل قطعي على صحة ما نقلناه منها أعلاه. كما أن لهذه القصة معان كثيرة وأهما هو أن صدام حسين لم يكن من أسرة متدينة ولم ينشأ نشأة إسلامية، ولكن لما شاء الله لبعض الفطرة التي في داخل كل إنسان أن تجد طريقها إلى عقله ونفسه جاء من كبسها كبساً يداً بيد مع الشيطان يريدا أن يعيدها مكانها. ولكن الحمد لله انتصرت الفطرة رغم كل هذا وطبق حد السرقة في العراق رغم أنف الشياطين! والطريف في الموضوع أن هذا الشخص كانت رسالة منحه الدكتوراه هي في حد السرقة!

والآن لنطبق مبدأ الولاء والبراء مرة أخرى: فما هو قولكم وموقفكم ممن أفتى لصدام؟ أقول لمن لا يعرف من هو هذا الشخص : انتبه ! فلا يجوز لك أن تغيير رأيك بعد أن نكشف لك هويته!

ولمن عرف الشخص الذي أعنيه أقول إياك أن تظن أني ألمحت عنه في البداية لأني أجد حرجاً بالتصريح عنه. لا وألف لا! إنما قصدت التشويق فقط ولغرض آخر في نفسي. فهل أنا جننت لأتستر على رجل يمنع حدود الله أن تطبق ثم لا يجد بعدها حرجاً بأن يتباهى بذلك الجرم الشنيع أمام الناس! تجد الحوار على هذا الرابط