عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 04-04-2005, 03:54 PM
اليمامة اليمامة غير متصل
ياسمينة سندباد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: السعودية
المشاركات: 6,889
إفتراضي أمريكا تحفـــر قبرها الآن ...للذكـــــــــــــرى والتاريخ

الولايات المتحدة تحفر قبرها بيدها الآن كلام تكرر كثيراً في الآونة الأخيرة، ولكنه في حقيقة الأمر ليس بالجديد، فمنذ بدأت معامل المشروع الأمريكي بعد انهيار الاتجاد السوفيتي في الظهور زهرت الدراسات والأبحاث التي تتناول آفاق المشروع الأمريكي والسيادة الأمريكية في العالم، ومنها كتابي الذي صدر منذ أربع عشرة سنة (1991) تحت عنوان كيف ستواجه أمريكا العالم؟

وكان الفصل الأخير بعنوان الحرب من أجل السلم الذي بينت فيه أنَّ الولايات المتحدة مقدمة على حروب في أماكن محددة من العالم من أجل الحفاظ على سلمها، وكانت الخاتمة مخصوصة لتبيان أن الولايات المتحدة إمبراطورية على طريق الهاوية.

كل ذلك شيء وما نحن فيه اليوم شيء آخر، شيء آخر تماماً. ذلك أنَّ الدرسات السابقة دراسلت وأبحاث نظريَّة، صحيحٌ أنها سبقت الواقع، ولكنها في حقيقة الأمر كانت شبه عاجزة عن توقع ما تمارسه الولايات المتحدة اليوم من جرائم في حق الإنسانية والأديان والقيم.

يوم الخميس 31/3/2005م أجرت محطة الجزيرة الفضائية لقاءً مع الأسير المغربي محمد مزوز (وأرجو ألا أكون قد نسيت الاسم) المفرج عنه من معتقل غوانتانامو. الذي هو واحد من آلاف اعتقلتهم الولايات المتحدة تعسفيَّا وزجتهم في معتقل غوانتانامو؛ كل من له لحية تم اعتقاله، كل من اسمه عربي تم اعتقاله... آلاف من المعتقلين لم تثبت الإدانة (بالشروط الأمريكيَّة) إلا على أربعة منهم، ومع ذلك فالكل ما زالوا معتقلين.

ما زالوا معتقلين أمر يسير وسهل، سهل جدًّا ومقبول جدًّا أمام ما يحدث في هذا المعتقل، أي اللامعقول صار معقولاً أما هول الممارسات التي تتم في هذا المعتقل.

قل أن نتحدث عما لا يجوز السكون عنه بأي حال من الأحوال، وما يجب أن يعرف كل عربي ومسلم بالضرورة، أشار المعتقل إلى أنواع التعذيب التي تتم هناك.

الضرب والكسر صار معقولاً أمام الممارسات الأمريكيَّة الجديدة، إنهم يعرون المعتقلين أياماً تعرية تامة، وهم من هم في فهم العورات، ناهيك على انتهاك كل القيم الإنسانيَّة في هذه الممارسة الإذلاليَّة حتى ولو كانوا لا يعرفون الله لا هم ولا المعتقلون. ثم يسلطون عليهم كلاباً متوحشة جائعة تنهش في أجسادهم، وقد أشار المعتل إلى الكثير منهم قد بترت بعض أعضائه بسبب ذلك، لأنهم وبعض أن تعضهم الكلاب يتركونهم أيضاً عراة مقيدين حتى تتعفن جراحهم. ناهيك عن استخدام الكهرباء هذا الاختراع العظيم، في تعذيب المعتقلين لانتزاع الاعترافات منهم، وأية اعترافات.

وقد تحدث أيضاً عن الاغتصاب، وحسب سياق الكلام أن المحققات هن اللواتي كن يهددن بذلك أو يقمن به، وقد سمعنا من آخرين أن المحققات يدخلن عاريات على المعتقلين في أثناء التحقيق.

ربما يتمنى واحد ممن يقرأ ذلك أن يكون معتقلاً، ولكن لماذا يتمنى بإمكانه أن يذهب الى هنالك ويجد مكانه. ولكن ليتذكر أن دماء الحيض ستلطخ وجهه كما فعلت بعض المحققات حسبما أشار المعتقل المغربي. لم تفعل المحققات ذلك من باب المتعة ولكن من باب الإذلال.

لن نستفيض في أساليب التعذيب، وحسبنا أن ذلك يعطي مؤشراً ولو صغيراً على الاحتمالات الأخرى الممكنة التي مارسها الأمريكيون في غوانتانامو.

ولكن الأمر الذي لا يجوز السكوت عليه على الإطلاق، وهو ما أشار إليه المعتقل محمد مزوز على أنه أكثر ما أزعجهم، وكان الأمريكيون يدركون أن أن هذا أكثر ما يزعجهم، هو أنهم كانوا يلقون القرآن الكريم في بالوعة المرحاض/ بيت الخلاء، كانوا يمزقونه ويلقونه في المرحاض، ويبولون على القرآن الكريم...

الأمر ليس خطيراً كما تتصورن. إنه أخطر بكثير جدًّا جدًّا جدًّا مما يمكن أن تتخيلوا وتتصورا. سيان أكنتم تؤمنون بالله أم لا تؤمنون.

ماذا ننتظر بعد ذلك أيها السادة؟؟
ماذا ننتظر أكثر من ذلك ايها السادة؟؟؟


حدثت فظائع سجن أبو غريب التي لا يمكن أن تقبل ولا أن تطاق وسكتنا فوصلنا إلى ما هو أعظم وأخطر.

أتدرون ماذا حدث في معتقل أبو غريب؟

ما عرفتموه من وسائل الإعلام ليس إلا صورة مصغرة لما حدث ويحدث. لقد وصلتنا بضع صور من آلاف الصور عن اغتصاب الجنود الأمريكان للسجينات العراقيات اغتصاباً جماعيًّا... صور قليلة هي التي وصلتنا عن هذا الاغتصاب للماجدات العراقيات... وسكتنا فوصلنا إلى ما هو أعظم بكثير.

صور قليلة وصلتنا على العبث الجنسي الذي كان يفرضه الجنود الأمريكان على المعتقلين؛ يجبرونهم على ممارسة اللواطة مع بعضهم بضروب من العبثية الجنسية، بل لقد روى المفرج عنهم كيف أن المرء منهم يفاجئ بعد أن يرفع الغطاء عن عينيه أنه كان يمارس الجنس مع صديقه أو ابن عمه أو أخيه... ومنهم من ألزم على ممارسة الجنس مع أخته... الصور وصلتنا وقد نشرتها بعض الصحف العالميَّة. وسكتنا، سكتنا فوصلنا إلى ما هو أعظم.

صور قليلة وصلتنا منذ فترة غير بعيدة تصور لنا الجنود الإنجليز الأشاوس وهم يلعبون برؤوس الصحايا كرة القدم... الله أكبر... يقطعون رؤوس العراقيين ويلعبون ويتقاذغونها بالأرجل!!!

هذه هي التسلية التي قبلنا بها لما سكتنا على احتلال العراق، لما تكالبت الحكومات العربية على الشكوى من الديكتاتور صدام حسين الذي يهدد أمنها بامتلاكه أسلحة الدمار الشامل، وسعت هذه الحكومات سعي المسعورين للقضاء على نظام صدام حسين... قضي على هذا النظام، ووصلنا إلى ما وصلنا إليه مما ترون... سكتنا، رأينا الصور وسكتنا، فوصلنا إلى ما هو أعظم من ذلك وأخطر.

وضع أبناؤنا في أقفاص القرود في غوانتانامو، وصاروا طعاماً للكلاب، ورأينا ذلك كله بأم أعيننا لا بالنقل ولا التواتر... وسكتنا، فوصلنا إلى ما هو أعظم.
صارت لحى أبنائنا التي يعتزون به فوطاً نسائيَّة تمسح بها دماء حيض المحققات الأمريكيات وسكتنا، رأينا ذلك وسكتنا فوصلنا إلى ما هو أعظم.

منذ أيام وصلني تقرير مصور عن مساجد في فلسطين تحولت إلى خمارات ونوادي عهر ودعارة، وقد علمنا بمثل ذلك منذ سنوات، وسكتنا، فوصلنا إلى ما هو أعظم.

منذ سنوات وهم يشتمون نبي العربي ويصفونه بالأوصاف البذيئة القميئة والسفيهة وسكتنا، قرأنا ذلك مرات ومرات ومرات وسكتنا... وأدبا أقول سكتنا، لأن الحقيقة أنَّ الكثيرين تشققت أفواههم فرحاً ومتعة..!!

سنجد اليوم يقول: وما القرآن إذا فعلوا فيه ما فعلوا؟ إنه نصف كيلو ورق، وهناك الكثير الكثير من النسخ...

هل سننتظر هذه الإجابة؟؟

أم سنسكت لننتظر ما هو أعظم؟



الدكتور عزت السيد أحمد
__________________