وأغلقت بنك البركات، متجاهلة تقارير الأمم المتحدة نفسها فقد شهدت أنه ليس له علاقة بما تدعيه أمريكا بنشاطات إرهابية ، وحذرت من إغلاقه ، وأنه كارثة على أمن واستقرار الصومال، .
ثم جاء النشاط التنصيري ليطمّ الوادي على القريِّ ، فهرعت منظمة كنسية هي(Swiss church) إلى الصومال وألقت حمولةً تزن الأطنان في مدينة مركا ، وهي علب كرتونية تحتوي قصص الإنجيل ، ونشرات تدعو إلى الردة الصريحة عن الإسلام ، إضافة إلى لعب أطفال ، وميداليات مفاتيح عليها علامات الصليب ،
وتتابع النشاط التنصيري هناك ، حتى فتحت بعض المدارس الغربية ذات الطابع التنصيري أبوابها للفتيـات شريطة نزع النقاب !
واتخذت أمريكا من سفنها في سواحل الصومال ، سجونا ، يقذفون فيها كلّ من يُتهم بالإرهاب ، وينتهكون كلّ حقوق الإنسان ، فتحوّلت إلى معتقلات لكلّ من لايدين بالولاء للمستعمر الجديد !
فما كان من رجال الصومال إلاّ التنادي لحماية دينهم ، والذود عن حرماتهم ، كما يفعل كلّ شعب حــرّ مسلم .
فقامت رابطة علماء الصومــال بتسيير أكبر مظاهرة ضخمة ، في مقديشو ، بالتعاون مع اتحاد المحاكم الإسلامية ضد ما يُسمَّى بـ"تحالف السلام ومكافحة الإرهاب" ، هؤلاء الخونة الذين باعوا أمتهم للأجنبي.
ووجهت الرابطة نداءً لإيقاف تدخلات أمريكا السافرة في شئون بلاد الصومال ، وأكّدت أنه ليس في الصومال ما تدّعيه من (الإرهاب) و(الإرهابيين )، وإنما هو غطاء للهيمنة ، ومسوّغ للإحتلال ، ومدخل للنشاط التنصيري .
وأنَّ جهود هيئة المحاكم الإسلامية ما هي إلا محاولةٌ شعبية من الشعب الصومالي ، لإشاعة الأمن ، ومساعدة المحتاجين ، والفقراء ، على شؤون حياتهم .
ولكن هيهات أن يصدّ ذلك الأمريكيون ، الذين أضحى معهم إخوانهم في الدين الأثيوبيون ، ردفَهم ، يصفقون لهم ، ويطبّلون ، فرحين بهذا الرزف بالمكر الصليبي على الصومال وأهله ،
بل صعّدت الاستخبارات الأمريكية ، نشاطها في الصومال ، ، وكثفت لقاءاتها مع أمراء الحرب المنضوين في التنظيم الجديد لمكافحة "الإرهاب" وأمدّتهم بالسلاح ، والخبراء ، وجعلت قواتها ـ لاسيما الجوية ـ إسنادا في أيّ مواجهة ضد هيئة المحاكم الإسلامية ، وقد نشرت بعض هذه اللقاءات صحفٌ صومالية .
وقبل نحو أسبوعين قدم وفـد من الاستخبارات الأمريكية ، والتقى أمراء الحرب الذين يطلقون على أنفسهم ( مكافحة الإرهاب ) ،وذلك لتنسيق حملة عسكرية على هيئة المحاكم الإسلامية والنشاط الإسلامي في الصومال .
ودارت رحى معركة حامية الوطيس ، سجّل فيها المجاهدون الصوماليون الأبطال أروع الأمثلة في الإستبسال ، حتى أزاحوا العدوّ فتمزّق شمله ، وتفرّق جمعه ، ولاذ فرارا ،
وأحكم المجاهدون السيطرة على ميناء المعن ومطار السالي ، وألحقوا خسائر فادحة في قوات أمراء الحرب الموالية للحملة الصليبية .
فقد نشرت وكالات الأنباء الخبر ، وفي بعضها كما يلي :
( استولي 300 مسلح من الميليشيات الإسلامية علي ميناء هام ومطار في شمال شرقي العاصمة الصومالية يوم السبت (25 مارس) بعد معركة قتل فيها ما لا يقل عن 73 شخصا .
يقول قادة الميليشيات أن مقاتلين موالين لعلماء الإسلام الراديكاليين، هاجموا القوات المسيطرة علي الطريق الرئيسي المؤدي لميناء المعن ومطار السالي .
وكان المقاتلون شديدي التسليح حيث استخدموا راجمات صواريخ ، وقذائف صاروخية محمولة علي شاحنات ، وقاذفات مضادة للطائرات .
ولم يتسن التأكد من عدد القتلي ، بسبب شدة المعارك .
هذا وكانت مجموعة من أمراء الحرب ورجال الأعمال (المرتدين) كونت تحالفا في الشهر الماضي لتحد من تنامي قوة المسلحين الإسلاميين (المجاهدين) ، وكنتيجة لهذا التحالف فقد التحم الطرفان في قتال للسيطرة علي مناطق من العاصمة .
ويسعي المقاتلون الإسلاميون إلي تعزيز سيطرة العلماء الراديكاليين الذين يحاولون أن يحكموا قبضتهم علي السلطة كقوة سياسية بديلة )أهـ
وبعد هذه المعركة يستعدّ المجاهدون الأبطال في الصومال ، لجولات جديدة ، وصولات عديدة ، وهم كإخوانهم المجاهدين في كل بلاد الإسلام ، أكفّهم على أرواحهم مبذولة لنصر الإسلام وحفظ حماه أن يُدنس ، ودماؤهم رخيصة لتبقى قلاع الدين طاهرة لاتُنجّس .
فيا أيها العلماء ، والدعاة ، والخطباء ، والكتّاب ، والمفكرون ، ولّـوا شطر وجوهكم إلى شمس في الصومال أشرقت بالأمجاد ، ونحو نجوم حول مقديشو تربـّع عليها الآساد .
تابعوا أخبارها ، وانقلوا أحداثها ، ومجّدوا جهادها ، ورجالها ، وحضّوا على نصرهم ، بالمال والنفس ، فإنّهم يُحيط بهم مكرٌ خبيث ، يريد ليطفئ نور الإسلام فيهم ، غير أن الله تعالى سيخزيه ، كما أخزاه أوّل مرة ، و يرده خائبا كما ارتد أول كـرّة،
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون .