عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 06-03-2001, 09:53 AM
الشاذلي الشاذلي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 146
Post

2- طريقتها:
يذكر الغزالي رحمه الله طريقة الخلوة ومراحلها ومقاماتها , فيبين : ((أن الشيخ يلزم المريد زاوية ينفرد بها , ويوكل به من يقوم له بقدر يسير من القوت الحلال فأصل الدين القوت الحلال وعند ذلك يلقنه ذكرا من الاذكار , حتى يشغل به لسانه وقلبه , فيجلس ويقول مثلا الله , الله , أو سبحان الله أو ما يراه الشيخ من الاذكار , فلا يزال يواظب عليه , حتى يسقط الاثر عن اللسان , وتيقى صورة اللفظ في القلب , ثم لايزال كذلك حتى تمحى من القلب حروف اللفظ وصورته , وتبقى حقيقة معناه لازمة للقلب , حاضرة معه , غالبة عليه ,قد فرغ عن كل ما سواه , لان القلب إذا اشتغل بشئ خلا عن غيره _ أي شيء كان_ فاذا اشتغل بذكر الله تعالى وهو المقصود , خلا لامحالة من غيره . وعند ذلك يلزمه أن يراقب وساوس القلب, والخواطر التي تتعلق بالدنيا , وما يتذكر فيه مما قد مضى من أحواله وأحوال غيره . فانه مهما اشتغل بشيء منه _ ولو في لحظة_ خلا قلبه عن الذكر في تلك اللحظة وكان أيضا نقصاناً. فليجتهد في دفع ذلك , ومهما دفع الوساوس كلها وردّ النفس إلى هذه الكلمة جاءته الوسواس من هذه الكلمة , وإنها ماهي؟ وما معنى قولنا الله ؟ ولأي معنى كان إلها , وكان معبودا ؟ ويعتريه عند ذلك خواطر تفتح عليع باب الفكر , وربما يرد عليه من وسواس الشيطان ماهو كفر وبدعة , ومهما كان كارها لذلك , ومتشمّراً لإماطته عن القلب لم يضره ذلك .
وهذه الوساوس ومنقسمة الى قسمين :
آ-ما يعلم قطعا أن الله تعالى منزه عنه , ولكن الشيطان يلقي ذلك في قلبه , ويجريه على خاطره , فشرطه أن لايبالي به , ويفزع الى ذكر الله تعالى , ويبتهل اليه ليدفعه عنه , كما قال تعالى : { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم } . وقال تعالى :{ إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون }.
ب- ما يشك فيه , فينبغي أن يعرض ذلك على شيخه ليعلمه الصواب من الخطأ.
يتبع........