عرض مشاركة مفردة
  #22  
قديم 11-08-2006, 05:27 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

جلد الذات .. هل يعيد العافية للذات أم يجهز عليها ؟

في الظروف الراهنة ، و كون الأمة تمر بحالة التقعر لها ، يبرز على صفحات الجرائد و المجلات و الكتب و الشبكة العنكبوتية ، كتاب احترفوا فن الصياغة و فن تركيب الصور ، وأسلوب الشد للقراء ، ووظفوا تلك الإمكانيات للهجوم على الأمة لكي يغسل أبناؤها أيديهم منها .. ولكل منهم غاية و هدف ، وهم أصناف :

1 ـ صنف لا يمت للعروبة و الإسلام بصلة ، فيجد فرصته الذهبية في الهجوم على الأمة وماضيها و حاضرها بكل ما أوتي من قوة ، دون أن يضيع فرصة ، وكأنهم كلاب سائبة وجدت في وفيات مزرعة دواجن أصيب بوباء شديد لتملأ بطونها ، قبل أن يستعدل حال المزرعة .

2 ـ صنف يساير الصنف الأول ، اعترافا بفداحة الوضع ورداءته و يقدم للصنف الأول غطاء ، ليقول المزيد ، وليمعن في هجومه .

3 ـ صنف تمترس خلف قناعاته ، بأن الذي يحل بالأمة ، هو عقاب لها لأن من يقود صفوفها الرسمية والشعبية ، لا يتبع وجهة نظره ، فهم يتحرقون على الأمة ، لكنهم فرحون في تلك المناسبة ، وكأنها فصلت لهم ليقولوا ما عندهم .

4 ـ صنف يعتقد أن ذكر مساوئ الأمة ونشر غسيلها القذر ، سيكون بمثابة مهماز يحرض به الغيارى ليأخذوا أمكنتهم في وضع الدفاع من ثم الهجوم لتصويب وضع الأمة .

إن أخطر الأصناف هما الصنف الأول والثاني ، فإن الصنف الأول يقوم بطرق خبيثة بفرز وقائع التاريخ للأمة ، ويعزل الرديء منها عن الجيد ، ويوظف أسوأ ما في الرديء في مقالاته بأسلوب ساخر لاذع ، كما يقوم من يستخدم برنامج (الإكسل ) في جهاز الحاسوب .. و يستطيع أن يخدع القراء من خلال أسلوبه الساخر بالتسليم بما جاء فيه من الهجوم على الأمة ليسهم في صناعة مزاج يشرع للإستسلام و قبول وضعنا كأمة دونية ..

لا يترك هذا الصنف فرصة ، في النيل من الأمة ، لا قبل الإسلام ولا بعده إلا ويذكر أردأها ، فإن ذكر له النعمان بن المنذر أو هاني بن مسعود ، فإنه يصفهما بأسوأ الصفات ، وإن ذكر له الحجاج أو وال خلده التاريخ من خلال صفات القسوة ، فإنه سينفذ من خلال تلك الصفة ليصنع نفقا يهاجم فيه الأمة .

ويساعد هذا الصنف من الطابور الخامس في صفوف المثقفين ، كل المتشددين العقائديين الذين كان ولا زال همهم ، أن يفكفكوا مكونات الأمة ، ويتناولوا كل فئة بأسوأ الصفات ، فيجد أفراد الصنف الأول تمهيدا قويا لهم في النفوذ الى مآربهم ..

إن مهمة الغرب الإمبريالي هي طمس فكرة العروبة ، من عقلية أبناء الأمة ، فتارة يبشرون بشرق أوسط جديد ، ليدخلوا به كل من إيران وتركيا والكيان الصهيوني ، لينسفوا بذلك فكرة العروبة ، كموئل للغة التي نزل بها القرآن ومن ثم يدخلون من خلالها على الإسلام كدين ، وقد ابتدأت محاولاتهم منذ بداية القرن العشرين عندما تم تغيير الحروف العربية في تركيا الى حروف لاتينية ، وعندما ظهرت دعوات لكتابة العربية بحروف لاتينية ، أو اعتماد اللهجات المحلية .. وكلها تصب في خدمة تجفيف جهود إبقاء اللغة العربية كمفسر للقرآن و همزة وصل مع تراث الأمتين العربية والإسلامية ..

إن مهمة الدفاع عن تلك الهجمة المبيتة ، تقتضي الوقوف في جبهة عريضة من كل أصناف المدافعين عن الأمة من إسلاميين وقوميين ويساريين .. وتبدأ في إعادة ترميم الثقة لأبناء الأمة بأمتهم .. لأن أي نجاح لهؤلاء الغامزين اللامزين بجوانب الأمة ستؤذي مشاريع هؤلاء كلهم ، ولا تؤذي مشروعا بعينه .

فالمبالغة بجلد الذات يقود الى ترسيخ فلسفة عدم القدرة عن الذود عن حياض الأمة ، وإن كان قصد البعض منه للتحريض على النهوض !
__________________
ابن حوران