عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 15-08-2001, 06:13 PM
أبو عاصم أبو عاصم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 800
Post

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته...
أما عن قولك : ((نسيت أن تجيب على الحديث الصحيح الذي رواه النسائي بلفظ: ( يأمر مناديا ) عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة))...
فالحمد لله أجبت على السؤال الأول وبقي السؤال الثاني وسأجيب عليه... وبعدها عليك أن تجيب على الأقل سؤالين لي...

قلت ((حديث النسائي (يأمر مناديا)...))

هذا الحديث عند النسائي:
عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري-رضي الله عنهما- قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((إن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل ثم يأمر مناديا ينادي يقول: هل من داع يستجاب له هل من مستغفر يغفر له هل من سائل يعطى)).(أخرجه النسائي وقال محقق مسند أبي يعلى: إسناده حسن(342/10) (5936) وقال محقق الطبراني: إسناده حسن لغيرة (2/846)(146) )

ووجه الإستدلال على نفي النزول عندك هو (((يأمر مناديا)))...
أين وجه الدلاله على نفي النزول...؟؟؟؟؟
هل نحن نتكلم عن المناداة أم النزول..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والرد على هذا من وجوه :

أولاً: الحديث المتواتر المتفق عليه :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ينزل ربنا –تبارك وتعالى- كل ليله إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له)

أخرجه البخاري كتاب التهجد باب الدعاء والصلاة من آخر الليل (3/35) (1145) وأخرجه مسلم في صلاة المسافرين باب الترغيب في الدعاء والذكر آخر الليل (1/521) (758) وأبوداود في كتاب السنه باب الرد على الجهميه (5/100) (4733) وفي كتاب الصلاة (2/76) (1315) وأخرجه أيضا الترمذي في كتاب الدعوات (5/526) (3498) والدارمي في الرد على الجهميه ح(125) وأخرجه غيرهم كثير جدا...

والحديث صريح في إثبات النزول لله (ينزل ربنا) ولا يقبل التأويل ولفظ الحديث يرد علي إدعى بأنه المقصود الملائكة بالنزول كما في سياقه (فيقول من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له)...

وقال صلى الله عليه وسلم: ((ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليله حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول:أنا الملك أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر))
( أخرجه مسلم في صحيحه (1/522) وأحمد في مسنده (13/203) (7792) و (15/256) (9436) والترمذي في كتاب الصلاة (2/307) (446) وابن خزيمه في التوحيد (1/304) (195) والصابوني في عقيدة السلف ص(221-222).)

وأيضاً هذا الحديث الصحيح صريح في إثبات النزول لله (ينزل الله إلى السماء الدنيا) ولفظ الحديث يرد علي من إدعى أنه المقصود الملائكة كما في سياقه (فيقول:أنا الملك أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له)

وكما أخبرتك هناك اكثر من 30 حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم في إثبات هذه الصفة لله من غير تكييف منا ولا تعطيل ولا تشبيه بالخلق...

ثانياً: ما أوردة النسائي أيضاً ولم تورده أنت في كتابه عمل اليوم والليلة (6/124) (10315):

جاء الحديث أيضاً عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري :
عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري-رضي الله عنهما- قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر هل من تائب ، هل من سائل ، هل من داع حتى ينفجر الفجر)).( حديث صحيح رواة مسلم في صحيحه(1/523)(172) ورواها أيضاً النسائي وغيرهم كثير)...

فهذا حديث رواة النسائي كما ترى وفيه تصريح بنزول الرب ((إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء...)) وغير ذلك كثير من الأحاديث الصريحة بهذه الصفه...

ثالثاً : لا تعارض بين نزول الرب وقوله وأمره للملك بالنداء وقد أثبت التابعين وتابعيهم والأئمة الاربعة رحمهم الله جميعاً هذه الصفة (النزول) وإذا كنت غير مقتنع بذلك فلنناقش أقوالهم واحداً تلو الآخر...

بل لو فرض أدنى تعارض بين الحديثين لكان ما يقتضيه أصول الفقه وأصول الحديث أن تقدم الرواية التي اتفق عليها الشيخان (البخاري ومسلم) واتفق أهل العلم بالنقل على صحتها ، بل المتواترة وهي التي فيها النص على نسبه القول والنزول إلى الله تعالى على غيرها من مما أختلف فيه أهل الحديث بين الحسن والصحيح وغيرة...

بل إن بعض الأحاديث جمع بينهما نزول الخالق وأمرة للملك بالنداء...
كما في الحديث الذي أوردة ابن المنذر و الطبراني والدار قطني وغيرهم بقوله صلى الله عليه وسلم : (( إن الرب ينزل إلى سماء الدنيا كل ليله إذا مضى ثلث الليل الأول ثم يأمر منادياً ينادي...))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
والآن بعد أن أجبت عن سؤالين لك جاء دورك حتى نثري النقاش ... ولا يمنع أن تعلق على كلامي وليكن بين تعليقك عليه وإجابتك على السؤالين خط فاصل للتميز... وأرجو أن تجيب على كل سؤال على حدة مثل ما عملت أنا...

ما رأيك بقول الإمام أبو حنيفة رحمه الله :
سُئِل عن النزول فقال : (( ينزل بلا كيف))
المصادر: ((البيهقي في الإسماء والصفات(2/380) ، والصابوني في عقيدة السلف (ص59) ، وابن أبي عز في شرح الطحاوية (ص245) ، عبد الغني المقدسي في الاقتصاد في الاعتقاد (ص109) ، وملا علي القاري في شرح الفقه الأكبر(ص60) وانظر أيضاً عداء الماتريدية للعقيدة السلفية (3/40).))


وما رأيك بقول الإمام الشافعي رحمه الله:
قال : (( القول في السنة التي أنا عليها ، ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل سفيان ومالك وغيرهما ، الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأن الله على عرشه ، في سمائه ، يقرب من خلقه كيف شاء ، وينزل إلى سمـاء الدنيا كيف شاء))

المصادر: ((عون المعبود ( 13 / 41 و 47 ) وساقه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة بإسناده المتصل إلى الشافعي ( 1 / 283 ) وهو في " العلو للعلي الغفار " للذهبي برقم ( 196 المختصر ) .))

[ 15-08-2001: المشاركة عدلت بواسطة: أبو عاصم ]
__________________
التوقيع :
نصيحتي لكل مسلم ومسلمة أن يتمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله والرجوع إليها وإلى كلام سلف الأمة فنحن في عصر كثرت فيه الخلافات والفتن وتعددت فيه الفرق والأحزاب ، وسيطرت فيه الهواء .. لذلك أضع هذا الرابط ففيه من الفوائد والعواصم من كثير من القواصم والبدع : http://www.assiraj.bizland.com/library.htm