عرض مشاركة مفردة
  #14  
قديم 22-06-2002, 03:18 PM
د . عبد الله قادري الأهدل د . عبد الله قادري الأهدل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 609
إفتراضي

الإجابة على سؤال الأخت اليمامة المتعلق بتعدد الزوجات:

الكلام في هذا الأمر مستوفى في كتب العلماء واقوالهم قديما وحديثا...

ذكر العلماء أن النكاح من حيث هو تتناوب عليه أحكام اتكليف الخمسة:

قد يكون سنة... وقد يكون واجبا...وقد يكون محرما... وقد يكون مباحا... بحسب حال المكلفين الأفراد... أما من حيث مجموع الأمة فالزواج واجب ولا يجوز زهد الأمة أو غالبها فيه.

ويدخل في تلك الأحكام التعدد ...
والذي يظهر أن حكم التعدد تابع للحاجة ... او الضرورة... من ناحية الرجل ومن ناحية المرأة.

والأصل أن للرجل الحق من حيث الشرع الحق أن يعدد غلى الأربع... ولكن من شرط ذلك أن يكون عازما على العدل بين زوجاته فيما يقدر عليه...

فإذا كان يعلم من نفسه أنه لا يعدل بينهن فظاهر الآية يدل أنه لا يجوز له التعدد... من حيث التعبد بينه وبين الله تعالى...


وللمرأة الحق في الموافقة على الزواج بمن عنده زوجة أو جات وأن ترفض...ولكن ليس لها ولا لغيرها حق في الاعتراض على ما شرعه الله.

ومعلوم أن في التعدد مصالح شرعية عظيمة تعود على الرجال وعلى النساء وعلى المجتمع:

فالرجل قد لا تكفيه المرأة الواحدة لأساب كثيرة:

منها: ما يتعلق بحاجته الشخصية... بسبب حالات تتعلق بالمرأة من مرض أو غيره...

ومنها: عقم الزوجة الذي يحول بينه وبين الإنجاب الذي هو من أهم أهداف النكاح.

أما ما يعود إلى المرأ:

فمنها: أنها قد تكون مطلقة أو أرملة بوفاة زوجها أو كبر سنها فلا تجد من يطلب الزواج بها من الرجال العزوبيين، وذلك خير من بقائها عانسا، إذ قد يكون ذلك ضررا عليها نفسيا أو خلقيا...

ومنها: أن النساء قد يكثر عددهن كثرة لا يمكن معها استقلال المرأة الواحدة بالزوج ... ولا حل لزواج الأخريات إلا بالتعدد، ومن حكم تشريع الله تعالى تعدد الزوجات حل هذه المشلة التي تقع كثيرا لأسباب معروفة.

ومع أن سجية المرأ كراهيتها لمشاركة امرأة أخرى لها في زوجها... يجب عليها أن تراعي حقوق غيرها من النساء اللواتي يحتجن إلى ما تحتاج إليه هي..

ولتضع نفسها موضع غيرها... أي لتفرض أنه لم يتقد أحد لزواجها... ألا ترغب أن تحل مشكلتها بالزواج من رجل متزوج...؟

أما ما يعود إلى المجتمع :

فمنها: أن وجود نساء كثيرات بدون زواج فيه تترتب عليه مشكلات أسرية واجتماعية غير خافية... منها ما هو اقتصادي ومنها ما هو أخلاقي... ومنها ما يتعلق بقلة النسل بسبب قتل الشعوب في الحروب أو موت كثير منهم بسبب الأوبئة أو الفقر...

وغير ذل:

ثم إن الواقع يدل على أن الأولى للمرأة قبول الزواج بمن له زوجة أو زوجات وتتدارك ذلك قبل أن يفوتها الوقت بسبب كبر سنها... فكثير من الفتيات اللاتي رفضن ذلك في سن مبكرة ندمن على ذلك بعد أن كبرن وتجاوزن السن التي يرغب الرجال الزواج بها فيه...

وأذكر أن بعض الجرائد في المملكة العربية السعودية... أجرت لقاءات مع فتيات جامعيات طالبات ومتخرجات... وموظفات كثير منهم أيدنا الزواج من رجل متزوج...

وينبغي أن نعلم ان الله تعالى لا يمكن أن يشرع حكما لعباده إلا لما فيه من الحكم وجلب المصالح لهم... ودفع المفاسد عنهم...وأن المصالح الشخصية لا يجوز أن تحول بين العباد والأحكام ذات المصالح العامة..

وسأرد على سؤالك الثاني قريبا إن شاء الله.
__________________
الأهدل