عرض مشاركة مفردة
  #15  
قديم 22-06-2002, 03:29 PM
د . عبد الله قادري الأهدل د . عبد الله قادري الأهدل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 609
إفتراضي

أخي العزيز (إنسان)

أرجو إن كان أسلوبي في الرد قد أزعجك أن تعذرني... فقد يتأثر الكاتب أحيانا بعوامل خاصة ...

ألخص ردك بأمرين:
الأمر الأول: يتعلق بالمجاهدين... ولا أريد إعادة الكلام فيه...ويكفي أن نثبت قاعدة الاجتهاد والخطأ .

وأرجو أن أكون قد أوضحت رأيي في ردي الأول...وبأني لا أرى قيام أفراد أو مجموعات بجهاد الطلب بدون أمير شرعي... واستشارة أهل الحل والعقد...

الأمر الثاني: يتعلق بمسؤولية الحكام والشعوب، وهذا الأمر يحتاج إلى توضيح..
أولا: لا أرى المسؤولية خاصة ب لحكام وحدهم ولا بالشعوب وحدها، وإنما المسؤولية عامة على كل فرد... وعلى كل أسرة... وعلى كل مؤسسة ... وعلى المجتمع بأكمله... رعية ورعاة...

والموضوعات المتنوعة التي أرسلها للمنتديات شاهدة بذلك:
وعلى سبيل المثال:
موضوعات صونوا السفينة... وكيف نصون السفينة... ؟ ولم تكمل حلقاتها إلى الآن... بينت فيها شمول المسؤولية.. وقد ذكرت فيها واجب العلماء وواجب الحكام... وفي الحلقات القادمة ما يشمل الأغنياء والمتخصصين...

وفي حلقات "الجهاد في سبيل الله " بينت فيه الجهاد المعنوي الشامل لجهاد النفس... وجهاد الدعوة.. وجهاد الفرقة والتصدع... وجهاد الأسرة... وغير ذلك من أنواع الجهاد...التي أخذت مساحة واسعة من الكتاب، قبل الشروع في الجهاد العسكري ..

وفي حلقات: "أثر التربية الإسلامي في أمن المجتمع الإسلامي" شرح واضح لمسؤولية الفرد والأسرة... والمجتمع...

وفي حلقات: "الإيمان هو الأساس" البيان الواضح لتقوية الإيمان في النفوس وما يحدثه من أثر في الأمة...

وفي حلقات: "وقاية المجتمع من المسكرات والمخدرات" بيان واضح لمسؤولية المجتمع في هذا الأمر..

وغير ذلك كثير... في مقالات وموضوعيات...و تحميل الحكام وحدهم... أو الشعوب وحدها ظلم وليس بعدل.


أقول هذا وقد قرأت عبارة في ردك وهي: "لماذا لا نكون جريئين بما يكفي ونواجه أنفسنا ونصلح أنفسنا بدل أن نشتغل بقتال الحكام" نعم أنا معك وهذا ما نقوم به إن شاء الله.

فقد حاول بعض القراء أن يجذبوني إلى الاشتغال بنقد حكام معينين... ولم أعطهم أي فرصة في هذا الأمر.. ولعل الإخوة القراء يعرفون ردودي في هذه المسائل...

وللعلم أود أن أنبه أن كلامي عن الحكام لا أقصد به حكام دولة بعينها، بل أقتدي بما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما بال قوم...)

و أرى أن مسؤولية الحكام أعظم من مسؤوليات غيرهم بأضعاف مضاعفة – مع الاشتراك العام في المسؤولية – كما مضى.

لأن جميع التخطيطات والأنظمة والقوانين يصدرها الحكام وموظفوهم. ويطبقونها على الشعوب رضيت أم كرهت.

فمناهج التعليم... وبرامج الإعلام... والأنشطة الأدبية والرياضية والثقافية والسياحية، والاقتصادية والسياسية الداخلية والخارجية...إنما يصدرها الحكام وموظفوهم، سواء كان فيها مصالح للشعوب أم مفاسد، وسواء وافقت الإسلام أم خالفته...ولا ناقة للشعوب في ذلك ولا جمل...

ومعلوم أن الحكام إذا أرادوا تنفيذ أي مشروع من المشروعات جندوا له الدولة ومرافقها المالية والإعلامية والبشرية...والمواصلات الجوية والبرية والبحرية، ويتابعونه حتى يحققوه...

ولهذا قال الإمام أحمد رحمه الله: "لو أعلم أن لي دعوة مستجابة لآثرت بها ولي الأمر" أو كما قال.

وتعلم يا أخي الكريم أن كثيرا من الحكام يبيحون ما حرم الله، ويسهلون للناس كل سبب يوصلهم إلى ذلك، من زنى وشرب خمر واختلاط في المراقص والمسارح... ودور السينما...

بل إنهم يهيئون للملحدين وأعداء الإسلام البروز في وسائل الإعلام، ليظهر بعضوا مفتين في أحكام الإسلام، ويعيبون أحكاما منصوصا عليها في القرآن الكريم وأجمع عليها علماء الإسلام، بل الأمة الإسلامية... ولقد سمعت بأذني عجوزا شيوعية ملحدة شمطاء، وهي تفتي على إحدى الفضائيات بأنه لا يجوز التفريق بين الرجل والمرأة في الميراث، وأن ذلك من الظلم الذي لا يجوز إقراره.

فلما قيل لها: ولكن هذا منصوص عليه في القرآن، قالت: هذا كان يصلح في عهد الرسول والصحابة، ولا يصلح اليوم في القرن الواحد والعشرين... وعندما اتصل بها أحد الغيورين: وقال لها: كيف تتجرئين على هذا الكلام وأنت لست متخصصة في الشريعة؟ كان جوابها: لقد قرأت كتاب الأغاني وكان أبي عالما....!!!!!

ومعلوم أن كثيرا من الحكام بدءوا يضعون مناهج للتعليم جديدة يحذف منها ما يتعلق بأي آية عن الجهاد... أو آية تتعلق باليهود... أو كلام جغرافي يتعلق بتاريخ فلسطين... وحدودها وكفاح المجاهدين ... استجابة لأوامر أمريكا وضغوط اليهود... حتى تنشأ أجيالنا وهي تجهل تاريخها وجهادها وعزتها وأعداءها...

وجميع الدول العربية وحكومات الشعوب الإسلامية وهي تهرول للاعتراف بدولة اليهود المغتصبين، لا يمكن أن يتم بينهم وبين اليهود إلا إذا غيروا المناهج على درب من قد سبقهم... وكلما تنازلوا عن شيء طلب منهم المزيد: (( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم))

وليس اتباع ملتهم هو إعلان الكفر الصريح.. بل يدخل فيه طاعتهم فيما يغضب الله.. ((إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم(25)ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم)) محمد(26)

وأي شيء يغضب الله إن لم يغضبه طاعة الصليبيين واليهود في حذف آيات القرآن من مناهج التعليم وكتبه، إرضاء لهم؟

يا أخي الكريم (إنسان) هل تستطيع الشعوب أن تقف أمام حكام يفرضون كل ما يريدون في كل شؤونهم، بدون مشورتهم في أمورهم المصيرية؟

نعم واجب الشعوب أن يقوموا بواجبهم في تربية أبنائهم... وكل من يقدرون على تربيته على حقائق دينهم الحنيف... ولكن كيف يستطيعون بناء حجر على حجر والحكام يهدمون قصور وحصون الإسلام؟


وإذا نصح ناصح ((كثيرا)) من الحكام في البلدان الإسلامية، لا يخلون من أحد أمرين:

الأمر الأول: السكوت وعدم الاستجابة أو الرد، بل يكون الإهمال هو جوابهم... وهذا أفضل مما يليه.
الأمر الثاني: اتهامه بالإرهاب وتهديده، أواعتقاله وسجنه، أ وتشريده، وقد يكون اغتياله أوقتله.

ومعلومة هي محاربة بعض الدول لذوي السمت الإسلامي، كتوفير اللحية، أو المحافظة على صلاة الجماعة، أو حجاب المرأة المسلمة... والمدارس الإسلامية... هل تعلم أن بعض حكومات الشعوب الإسلامية أغلقوا مدارس تحفيظ القرآن الكريم... وأن بعض الدول العربية ألغت مدارس إسلامية كان لها من تأثير تربوي إسلامي عظيم؟

وأنا معك بأن كثيرا من الأموال التي تنفق في نشاطات قد تعود على المسلمين بالضرر، ينبغي أن تصرف في مؤسسات إسلامية تعليمية وخيرية في البلدان الإسلامية التي فيها من المحتاجين للتعليم والطعام والشراب والدواء واللباس.... الكثير الكثير..

أخيرا أسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا وبرزقنا اجتنابه... وأن يوفقنا ويوفق ولاة أمر المسلمين لاجتماع كلمتنا على الحق ... إنه على كل شيء قدير..

ومعذرة للك وللقراء عن الإطالة. فما القصد إلا بيان ما نعتقد إن شاء الله بانه حق... ونستغفر الله من خطأ لا نتعمده بإذنه تعالى.


__________________
الأهدل