عرض مشاركة مفردة
  #46  
قديم 18-04-2006, 01:58 PM
عبد الرحمن السحيم عبد الرحمن السحيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 73
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة muslima04
إي نعم نسأل الله العفو والعافية آمين..وجزاكم الله خيرا..

السؤال الرابع ( من عادل سعد ).. يقول:

بر الوالدين واجب أمرنا الله به ، وقدم سبحانه بر الوالدة على بر الوالد ، ولكن ما رأيك يا شيخ في والدتي التي رضيت أن أهان من إخوتي ، وساعدتهم في الجور عليّ ، ومقاطعتي .
وقد حدث بيني وبينها ( وأسأل الله أن يغفر لي ) مواقف فيها شد ورفع في الصوت ولكن من دون قصد مني فأنا يتملكني الغضب والعياذ بالله ، ولكني أسارع بعدها إلى الإعتذار منها وطلب السماح ، وهي تقيم عندي وتدعو لي صباح مساء ، ولكن إذا أتت سيرة إخوتي لا أتمالك نفسي إن طال الحوار بيننا في أن أثور وأغضب وقد يرتفع صوتي عليها ، مع العلم أنني قد قاطعت أخواتي اللاتي سببن لي تلك المشاكل بمساعدت أزواجهن ، و ليس ذلك كرها فيهن ولكن لأني أبحث عن الراحة والهدوء في حياتي الاجتماعية ، مع أنه لو أصابهن شيء لا سمح الله كنت أول من يبادر إلى نصرتهن والوقوف معهن ، ولن يصبح الدم ماء أبدا

الجواب :

أعانك الله .. ووفّقك لِبرِّ والِدتك

أوصيك ونفسي بِوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أسأت فأحْسِن . رواه الإمام أحمد .

والإساءة تُمْحَى بالإحسان ، كما قال تعالى : (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ) .
وقال عليه الصلاة والسلام : اتَّقِ الله حيث كُنت ، وأتْبِع السيئة الحسنة تَمْحُها ، وخَالِق الناس بِخُلُقٍ حَسَن . رواه الترمذي وغيره .

فإذا أسأت أو رَفعتَ صوتك ، فبادِر بالاعتذار إلى الوالدة ولو لم تَكُن مُخطئا ..

فالوالد أوسَط أبواب الجنة ، كما قال عليه الصلاة والسلام ..

وحاول – رعاك الله – أن لا تُستَثار بهذه السُّرْعة ، فإنما العِلْم بالتعلّم ، والْحِلم بالتحلّم ، كما جاء عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .

فالـنَّفْس تحتاج إلى ترويض كما تُعسَف الدابّة !
والمسألة تحتاج إلى تَعوّد وتَعويد على ضبط النفس والأعصاب ..

وإذا كنت لا تستطيع فحاول أن لا تَبْقى حيث تُستثار ..

فإنك إذا فارَقْت ذلك المكان ، أو خَرَجتَ منه انتهى ما كان ..

وكذلك إذا كنت واقفا وغضبت فاجْلِس .. وإن كنت جالساً فاضطجِع ..
وإذا غضِبْتَ فتوضأ .. لأن الغضب من الشيطان ، والشيطان خُلِق مِن نار ..
كذلك لا تنسَ الاستعاذة بالله من الشيطان كلما غضِبْتَ ..

استبّ رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما يَغضب ويَحْمَرّ وَجهه ، فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فقام إلى الرجل رجل ممن سمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أتدري ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا ؟ قال : إني لأعْلَم كلمة لو قالها لَذَهَب ذَا عَنه : (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ، فقال له الرجل : أمجنوناً تَراني ؟! رواه البخاري ومسلم .

والله تعالى أعلم .
__________________
الرد مع إقتباس