عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 19-07-2007, 01:54 AM
عادل العاني عادل العاني غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 64
إفتراضي

هدى محمد

في العدد الثاني من مجلة أمير الشعراء

مواقف وآراء في الأدب والشعر، وحوارات تميزت بالجرأة في الطرح

نشوة الروينى : العرب في حاجة إلى حكمة شعراء الأمس

سلطان العميمي : المسلسلات التاريخية تُقدّم للمشاهد مادة لغوية حافلة بالأخطاء

ويطرح الدكتور علي بن تميم رؤيةً نقديةً للعلاقة بين القدماء والمحدثين


صدر العدد الثاني من مجلة "أمير الشعراء" التي تصدرها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ضمن مهرجان "أمير الشعراء"، وتضمن موضوعات في الأدب والشعر، وصفحات ثابتة يكتبها الشاعر سلطان العميمي، الدكتور علي بن تميم، نشوة الرويني، و محمد منير، ، وحواراً مع الفنان غسان مسعود، عضو لجنة تحكيم "أمير الشعراء"، وشهادات وآراء للشعراء الخمسة والثلاثين المشاركين في مسابقة "أمير الشعراء".

واستشهدت نشوة الرويني، المديرة التنفيذية لشركة "بيراميديا"، في مقالتها التي تضمنها العدد، بأبيات للشاعر زهير بن أبي سلمى في الحكمة التي تقدّم برأيها وصفة من وحي التجارب الحياتية والحكم العربية الأصيلة التي استقى الشعراء العرب منها ثقافتهم وقيمهم ومفاهيمهم، واستمدوا منها مفرداتهم اللغوية ودلالات التعايش بين الناس، وواجب المرء نحو أهله وقومه، معبّرةً عن حاجة العرب اليوم إلى حكمة شعراء الأمس في خضم الصراعات والفتن التي تعصف بالعرب، ولا ينجيهم منها سوى الفضل الذي يُزرع في أهله ليسد الثغرات ويقطع الطريق على أي محاولة لزعزعة الاستقرار السياسي أو النيل من الأمن الاجتماعي.

وكشف الشاعر سلطان العميمي عن افتقار الشاشة الصغيرة إلى البرامج والمسلسلات التي تعنى باللغة العربية، ونطقها بطريقة سليمة، وتوضيح الأخطاء اللغوية الشائعة، مشيراً إلى أن شركات الإنتاج والقنوات الفضائية تبحث عن المسلسلات والبرامج التي لا تحتاج إلى تعبٍ كبيرٍ في إعدادها، من الناحية اللغوية على الأقل.

وأشار إلى الخطأ الذي تقع فيه المسلسلات العربية التاريخية والمدبلجة من المسلسلات المكسيكية، كونها تقدّم للمشاهد مادة لغوية حافلة بالأخطاء اللغوية، والخلط بين مازا وماذا، وهازا وهذا، في تغليب للمادة الفنية على الأهداف التعليمية التثقيفية.

وتمنى الشاعر سلطان العميمي من القائمين على المؤسسات الثقافية والتربوية والفنية مجتمعةً العمل على تقديم المادة اللغوية التعليمية السليمة للجمهور بصورة مبسطة وقريبة منهم تحقيقاً لهذا الغرض.

وطرح الدكتور علي بن تميم رؤيةً نقديةً جادةً تنظر في العلاقة بين القدماء والمحدثين في ما يطلق عليه تسمية "التناص"، ونزعَتي البنوّة والتبني، وقلق التأثر عند الشعراء اللاحقين، فالشاعر المعاصر يقع صريع التجاذب بين علاقتين تربطانه بالماضي السابق، فإما يرث مميزات التراث السابق عليه، ويدور في فلكه تماماً مثلما يرث الابن صفات أبويه بصورة بيلوجية حتمية، وإما يعمل على عدم التحدر من الأسلاف وخلق بدايات جديدة لتجربته الشعرية.

وتمثّل الدكتور علي بن تميم بنظرية "هيلس ملر" عن الطفيلي والمضيف ليصل إلى نتيجة مفادها أن الماضي الشعري إما يكون آكلاً أو مأكولاً، آكلاً إذا لم يصادف طفيلياً قوياً فيعيد كتابته، ومأكولاً إذا صادف شاعراً قوياً يستخدم أدبه لغرض المقاومة والتغيير.

وطرح محمد ولد عبدي سؤالاً في مقالته حول علاقة الشاعر العربي المعاصر بشياطين الشعر، ودورهم في عملية الإبداع، في عصر الفضائيات والإنترنت، مشيراً إلى أن الشاعر العربي يعيش عزلةً عن القارئ والمشاهد والمستمع متعالياً عن واقعه، ويبحث عن شيطان شعره الذي تمرّد عليه، وتركه وحيداً يواجه قدره الشعري أمام العالم في منافسات مصيرية على شاشات الفضائيات.

بينما أعاد محمد منير تسليط الضوء على ما أخذته اللغات الأوروبية واللغة الفرنسية تحديداً عن اللغة العربية، مشيراً إلى أن عدد المفردات الفرنسية ذات الأصول العربية يزيد على الألف والستمئة والثمانين مفردة، بما يعنيه ذلك من دلالات حضارية وتاريخية وثقافية تشهد على مكانة اللغة العربية كلغة للعلم والفكر والحضارة.

وتضمن العدد مقالةً للدكتور عبد الملك مرتاض، عرض فيها للقيمة الجمالية الكامنة في اللغة العربية كلغة علم ودين وأدب وشعر، فالعربية برأيه لغة نزل بها القرآن الكريم، فاغتدت لغة معظم المسلمين في العالم، يصلون بها ويبتهلون، والعربية استطاعت أن تضطلع بدور حضاري طوال سبعة قرون وأكثر، اخترع العلماء والأطباء العرب بفضلها، وتحت جناحها، كثيراً من المخترعات التي كانت ذات أهمية كبيرة في سيرورة الحضارة الإنسانية، منها الأرقام والجبر، واللوغاريتم، والكحول، والبارود والطب الجراحي. والعربية لغة الحياة في أدق تصويرها وأجمل تعبيرها، في الشعر والأدب والنحو، والعروض والفلسفة وعلم الكلام.

كما احتوى العدد الثاني من مجلة "أمير الشعراء" مقالة حول الشعراء وقلق الحياة، في تعبهم اليومي ووقوعهم في اليأس والسأم، منذ زهير بن أبي سلمى وأبياته في المعلقة "سئمتُ تكاليف الحياة ومن يعش/ ثمانين حولاً لا أبا لكَ يسأمِ"، وصولاً إلى أدونيس، مروراً بتجربة عبد الوهاب البياتي، وبدر شاكر السياب، وأمل دنقل، وغيرهم من الشعراء المعاصرين في صراعم اليومي مع الرتابة والضجر، و محاولة إبداع شكل آخر للحياة.



--------------------
الرد مع إقتباس