عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 16-08-2001, 03:15 PM
أبو عاصم أبو عاصم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 800
Post

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته…

حتى نبقى ضمن دائرة المناظرة يجب تحديد المشكله بالضبط…

حتى لا يضيع وقتي ووقتك…
القضية لن تتحول بالتأكيد إلى سند حديث هل هو حسن أم صحيح…

لأن هناك أحاديث وردت في البخاري ومسلم متفق بالإجماع على صحتها أوردتها لك ولم تعلق عليها…
مع أنني وضعت لك في الأعلى مصادري في من حسنه بالكتاب و الصفحة وأنا لم أرد الحديث أيضاً بل ناقشت ما فيه وبينت لك على شكل ثلاث نقاط ردي على استدلالك به وسأعيدها هنا :

(( أولاً: الحديث المتواتر المتفق عليه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ينزل ربنا –تبارك وتعالى- كل ليله إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له)
أخرجه البخاري كتاب التهجد باب الدعاء والصلاة من آخر الليل (3/35) (1145) وأخرجه مسلم في صلاة المسافرين باب الترغيب في الدعاء والذكر آخر الليل (1/521) (758) وأبوداود في كتاب السنه باب الرد على الجهميه (5/100) (4733) وفي كتاب الصلاة (2/76) (1315) وأخرجه أيضا الترمذي في كتاب الدعوات (5/526) (3498) والدارمي في الرد على الجهميه ح(125) وأخرجه غيرهم كثير جدا...

والحديث صريح في إثبات النزول لله (ينزل ربنا) ولا يقبل التأويل ولفظ الحديث يرد علي إدعى بأنه المقصود الملائكة بالنزول كما في سياقه (من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له)...

وقال صلى الله عليه وسلم: ((ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليله حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول:أنا الملك أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر))
( أخرجه مسلم في صحيحه (1/522) وأحمد في مسنده (13/203) (7792) و (15/256) (9436) والترمذي في كتاب الصلاة (2/307) (446) وابن خزيمه في التوحيد (1/304) (195) والصابوني في عقيدة السلف ص(221-222).)

وأيضاً هذا الحديث الصحيح صريح في إثبات النزول لله (ينزل الله إلى السماء الدنيا) ولفظ الحديث يرد علي من إدعى أنه المقصود الملائكة كما في سياقه (أنا الملك أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له)

وكما أخبرتك هناك اكثر من 30 حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم في إثبات هذه الصفة لله من غير تكييف منا ولا تعطيل ولا تشبيه بالخلق...

ثانياً: ما أوردة النسائي أيضاً ولم تورده أنت في كتابه عمل اليوم والليلة (6/124) (10315):
جاء الحديث أيضاً عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري :
عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري-رضي الله عنهما- قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر هل من تائب ، هل من سائل ، هل من داع حتى ينفجر الفجر)).( حديث صحيح رواة مسلم في صحيحه(1/523)(172) ورواها أيضاً النسائي وغيرهم كثير)...
فهذا حديث رواة النسائي كما ترى وفيه تصريح بنزول الرب ((إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء...)) وغير ذلك كثير من الأحاديث الصريحة بهذه الصفه...

ثالثاً : لا تعارض بين نزول الرب وقوله وأمره للملك بالنداء وقد أثبت التابعين وتابعيهم والأئمة الاربعة رحمهم الله جميعاً هذه الصفة (النزول) وإذا كنت غير مقتنع بذلك فلنناقش أقوالهم واحداً تلو الآخر...(لاحظ هنا إذا كنت غير مقتنع)

بل لو فرض أدنى تعارض بين الحديثين لكان ما يقتضيه أصول الفقه وأصول الحديث أن تقدم الرواية التي اتفق عليها الشيخان (البخاري ومسلم) واتفق أهل العلم بالنقل على صحتها ، بل المتواترة وهي التي فيها النص على نسبه القول والنزول إلى الله تعالى على غيرها من مما أختلف فيه أهل الحديث بين الحسن والصحيح وغيرة...
بل إن بعض الأحاديث جمع بينهما نزول الخالق وأمرة للملك بالنداء...
كما في الحديث الذي أوردة ابن المنذر و الطبراني والدار قطني وغيرهم بقوله صلى الله عليه وسلم : (( إن الرب ينزل إلى سماء الدنيا كل ليله إذا مضى ثلث الليل الأول ثم يأمر منادياً ينادي...))
))

ولا ريب أنه يجب تحديد المشكلة حتى لا نخرج عن الموضوع:

أنت تقول: ((… فالنازل إذن ملك ليس الله والعياذ بالله))
إذن أنت تقول أن النزول هو لملك من الملائكة… (تذكر ذلك جيداً)

وأنا أقول : أنا أثبت النزول للرب تعالى إثباتاً بلا تمثيل وتنزيهاً بلا تعطيل ومن غير تكييف لنزوله ولا تأويل…
والنزول ربما لا تعلم انه ورد بالنزول كل ليله وليله النصف من شعبان وعشيه عرفه…
ولأننا كلانا ندعي بأننا نتبع السلف وحتى لا يضيع وقتنا فعندنا مسائل أخرى لا مانع من عرض كلام السلف من ما قبل المائتين للهجرة وكلام الأئمة الأربعة في من نفى النزول لله وقال (( فالنازل إذن ملك ليس الله والعياذ بالله )) ومن أثبت ذلك بدون تكييف لها ولا تشبيه وأظن أن هذا أفضل حل…

خصوصاً وأنت تقول ((بدليل إتيانك بأقوال السلف وما روي بين غث وسمين)) إذن لابد أن نستفيد من علمك في معرفة الغث والسمين ولنبدأ بهذه:

الإمام الفضيل بن عياض رحمه الله (توفى:187 هجريه):
قال : (( ليس لنا أن نتوهم في الله كيف وكيف لأن الله وصف فأبلغ فقال: ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ(1) اللَّهُ الصَّمَدُ)) ، فلا صفه أبلغ مما وصف به نفسه ومثل هذا النزول والضحك وهذه المباهاة ، وهذا الاطلاع كما شاء أن ينزل وكما شاء أن يضحك ، فليس لنا أن نتوهم أن ينزل عن مكانه كيف وكيف.
فإذا قال لك الجهمي : أنا كفرت برب ينزل. فقل أنت أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء))
المصادر : ((رواة البخاري في خلق أفعال العباد (46) وابن بطه في الإبانة الكبرى (3/3/205) وقال المحقق إسناده صحيح واللالكائي في شرح الاعتقاد (3/502) وعمدة القاري (7/199) وانظر درء التعارض (2/24).))

وعن الحسن بن زياد قال : (( أخذ الفضيل بن عياض بيدي فقال : يا حسن ، ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول: كذب من إدعى محبتي ، فإذا جنه الليل نام عني))( سير أعلام النبلاء (14/424) ، أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/99) )

ولا مانع أن تذكر قول السلف و الأئمه الأربعة التي تدعم قولك: (( فالنازل إذن ملك ليس الله والعياذ بالله))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
لا يمنع أن تعلق على كلامي أعلاه أن تجيب على أسئلتي مثل ما أفعل أنا وليكن بين تعليقك عليه وإجابتك على الأسئلة خط فاصل للتميز... وأرجو أن تجيب على كل سؤال على حدة مثل ما عملت أنا...

ما رأيك بقول الإمام أبو حنيفة رحمه الله :
سُئِل عن النزول فقال : (( ينزل بلا كيف))
المصادر: ((البيهقي في الإسماء والصفات(2/380) ، والصابوني في عقيدة السلف (ص59) ، وابن أبي عز في شرح الطحاوية (ص245) ، عبد الغني المقدسي في الاقتصاد في الاعتقاد (ص109) ، وملا علي القاري في شرح الفقه الأكبر(ص60) وانظر أيضاً عداء الماتريدية للعقيدة السلفية (3/40).))

وما رأيك بقول الإمام الشافعي رحمه الله:
قال : (( القول في السنة التي أنا عليها ، ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل سفيان ومالك وغيرهما ، الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأن الله على عرشه ، في سمائه ، يقرب من خلقه كيف شاء ، وينزل إلى سمـاء الدنيا كيف شاء))
المصادر: ((عون المعبود ( 13 / 41 و 47 ) وساقه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة بإسناده المتصل إلى الشافعي ( 1 / 283 ) وهو في " العلو للعلي الغفار " للذهبي برقم ( 196 المختصر ) .))

[ 16-08-2001: المشاركة عدلت بواسطة: أبو عاصم ]
__________________
التوقيع :
نصيحتي لكل مسلم ومسلمة أن يتمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله والرجوع إليها وإلى كلام سلف الأمة فنحن في عصر كثرت فيه الخلافات والفتن وتعددت فيه الفرق والأحزاب ، وسيطرت فيه الهواء .. لذلك أضع هذا الرابط ففيه من الفوائد والعواصم من كثير من القواصم والبدع : http://www.assiraj.bizland.com/library.htm