عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 16-03-2001, 06:11 PM
عبد الله الصادق عبد الله الصادق غير متصل
عضو صادق
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 505
Unhappy هل تدرون أنّ الخيمة في خطر؟

بسم الله الرحمن الرحيم.
ما زالت تطلع الشمس…
لكنّ الكثيرين ما زالوا نائمين…
كلّنا رأى ماذا فعلوا بخيمتنا العربيّة… كيف اقتلعوا أوتاد تراثنا من أرضٍ عربيّة أصيلة، لطالما كانت فيها راسخة، كما المبادئ والشيم…
لكنّهم أوهمونا أنّ البنيان الشاهق، أفضل لنا من خيمتنا…
أقنعونا أنّ مبادئنا لا تتماشى مع الحضارة والتمدن… فسرعان ما اقتلعنا جذورنا امتثالاً لهم، مستبدلين عراقة الخيمة بما بهرنا في مدنهم…
بالتأكيد، أنا لا أتحدّث عن خيمة القماش والأخشاب، وإنمّا أعني ما تمثلّه لنا الخيمة في ملامحها الشرقيّة العريقة، وما ينتجه تخلّينا عنها. فإن كنّا قد انشققنا عن اللغة العربيّة الفصحى مثلاً، بلهجاتنا العامية المختلفة، فهذا من أهمّ العوامل التي تؤدي إلى تفكّك صفوفنا العربيّة، بعد أن كانت اللغة الواحدة هي التي تجمعنا كعرب…
لكنني بعد كلّ هذه السلبيّة، أعود فأجد أنّ الوحدة -وإن قيل إنّها وهنت- فهي لم تزل، ومن أبرز مظاهرها اهتزاز المشاعر العربيّة للمشاهد نفسها. وما أصاب العرب لرؤية ما جرى لمحمد الدرّة، أو الطعنة التي آلمتهم برؤية ذاك الشاب الفلسطينيّ الشهيد، يمثّل الصهاينة بجثّته سعداء بانعدام إنسانيّتهم… وما يحسّون به حين يشاهدون شقيقهم العربيّ يذلّ كلّ يومٍ ألف مرة، في فلسطين والعراق…
كلّ هذه المشاعر المشتركة، لا بدّ أنّها تعكس ما تبقّى من الوحدة…
وكأنّي بالعرب ما زالوا يحفظون شيئًا من خيمتهم وإن في الخيال، وهذا الأمر وإن كان يثلج قلبي للحظات، فإنني لا أكتمكم سرًّا أنّ خيمتنا _أو قل ما بقي منها_ ترزح تحت خطر الزوال…
في المرّات المقبلة سأكتب عن أسباب هذا الشرخ الكبير الذي أحدثه الغرب بأمّتنا…
ويبقى للحديث تتمة
بقلم عبد الله الصادق