19-10-2006, 03:20 AM
|
كاتب مغوار
|
|
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
|
|
رمضــان
رمضــان
محمد حسن فقي
رمضان.. في قلبي هما هم نشوة ***** من قبل رؤية وجهك الوضاء
وعلى فمي طعم أحس بأنه ***** من طعم تلك الجنة الخضراء
ولا طعم دنيانا ,فليس بوسعها ***** تقديم هذا الطعم للخلفاء
ما ذقت قط ولا شعرت بمثله ***** أفلا أكون به من السعداء
قالوا بأنك قادم , فتهللت ***** بالبشر أوجهنا ..وبالخيلاء
وتطلعت نحو السماء نواظر ***** لهلال شهر نضارة ورواء
تهفوا إليه وفي القلوب وفي النهى ***** شوق لمقدمه , وحسن رجاء
لم لا نتيه مع الهيام..ونزدهي ***** بجلال أيام ..ووحي سماء ؟
بهما نحلق في الغمام ,ونرتوي ***** من عذبه .. ونصول في الأجواء
ونشف أرواحا فننهج منهجا ***** نفضي به لمرابع الجوزاء
ونصح أجسادا, فلا نشكو الونى ***** أبدل ولا نشكو من الأدواء
فنعود كالأسلاف أكرم أمة ***** وأعز في السراء والضراء
رمضان.. ما أدري ونورك غامر ***** قلبي فصبحي مشرق ,ومسائي
أأنال بعد مثالبي ومساوئي ***** بك منهما ,بعد القنوط شفائي
نفسي تحدثني بأنك شافع ***** عند المهيمن لي من الأسواء
وبأنني سأنال منك حمايتي ***** ووقايتي من معضل الأرزاء
ما أنت إلا رحمة ومحبة ***** للناس من ظلم قسا .. وعداء
فلقد كرمت من السماء بما أتى ***** من وحيها .. وشرفت بالإطراء
سدت الشهور فأنت سيد عامها ***** بل أنت سيد دهرها المتنائي
مهما أقول , فلن تطول مقالتي ***** شم الذرى , ولوامع الأسماء
رمضان .. من بعد الكدورة مسني ***** منك الجلال بحكمة ونقاء
قد كنت أسدر في الضلال وأرتمي ***** في حضنه بتبذل وغباء
حتى لقيتك فارعويت عن الخنى ***** وكرهت كل ضلالة وعماء
شتان ما يبن الخلاعة والتقى ***** أو بين عقل نابه وخواء
رمضان جئت وقومنا في محنة ***** والدين .. جازت حدها .. نكراء
زعماؤنا - إلا القليل - تورطوا ***** فيها , فشقوتنا من الزعماء
صبغوا الصوارم من دماء شعوبهم ***** في الأرض ,والأجواء والدماء
تلك الدماء زكية يا ليتها ***** سالت لأجل كرامة وجلاء
وتنكروا للدين , فهو خرافة ***** في زعمهم جازت على الآباء
حتى غدونا في صميم بلادنا ***** شذاذ آفاق من الغرباء
إن الزعامة حين تخضع رغبة ***** في الحكم ..تصبح لعنة الشرفاء
كلا ,فلا بالدين يعصف كيدهم ***** أبدا ،ولا العربية العرباء
الدين صرح شامل متوسد ***** كنف الجبال , وهامة الصحراء
لم تجد فيهم حكمة ووداعة ***** بالهمس .. أو بصراحة الصرحاء
فإذا استحى أو خاف منهم خائف ***** من سوء دعوته .. دعا بخفاء
سخروا بكل مسالم .. وتهكموا ***** جهلا وموجدة على الخلصاء
الفرد يعصف بالجماعة ضاربا ***** صفحا عن التشريع والإفتاء
فإذا نصحت له تنفج وانتضى ***** سيفا يسيل دما على النصحاء
لو لم يكن نذلا لما حسب العلا ***** وقفا ولا إرثا من الآباء
مهلا ..فرب جريمة لم تنتقم ***** من ربها انتقمت من الأبناء
ولربما عجلت فراح بطعنة ***** ممن أسال دماءهم .. نجلاء
كم أرعن أوحت له نزغاتة ***** بالموبقات ..فلج في الإفناء
ريعت به الدنيا وزلزل سمها ***** وضميرها من أسوأ الأنباء
لكنه استخذي وقد لاحت له ***** نذر الصوارم أيما استخذاء
سحقا لطاغية إذا نزلت به ***** أقداره أمسى من الجبناء
يبكي الذي سفك الدماء بريئة ***** تعسا له من سافك بكاء
من سامنا خسفا ولاقى مصرعا ***** لم يلق غير شماتة وهجاء
رمضان أثقلنا عليك ولم نكن ***** يوما على أحد من الثقلاء
عفوا , فإن نفوسنا في نشوة ***** تسري من الأعضاء للأعضاء
من بعد ما اصطبرت على لأوائها ***** رقصت وقد وافيت من لألأء
محبورة بثوابها ..مغمورة ***** بعطائها .. مسرورة بلقاء
لا زلت فينا قادما ومودعا ***** تسدى فنثني نحن خير ثناء
يا ذا الجلال ...وأنت خير مؤمل ***** للخاطئين ...وأنت خير وقاء
أوغلت في سبل الهوى فإذا الهوى ***** يمسي وطائي المشتهي وغطائي
وفناؤك الممتد أرحب ساحة ***** من أن يضيق بآثم خطاء
ضاقت علي منازلي ومرابعي ***** ومسالكي ..وجفا الجنوب كسائي
ودلفت في جنح الدياجر خائفا ***** ونكصت حين أبى علي فنائي
لم يبق لي إلاك فارحم آبقا ***** من ناره .. بالروضة الغناء
إني أحن لزهرها وثمارها ***** وتحسن برد ظلالها أحشائي
سأطوف في أرجائها متهللا ***** متوسلا بعقيدة سمحا ء
رغم الأثام ثوت بصدري صخرة ***** شماء لذت بها من الأنواء
يا صخرتي الشماء ..إن تتوسلي ***** لله أشد بصخرتي الشماء
فأنا فقير إليه في ملكوته ***** والفقر يقصد سيد الكرماء
ما أستريب بعدله وفضله ***** أو أستريب بتوبتي ودعائي
|