عرض مشاركة مفردة
  #52  
قديم 04-09-2005, 04:08 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

وأما الأدلة من السنة فإننا نكتفي بذكر عشرة أدلة :

(1) روى الإمام أحمد في المسند بسنده عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنها أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله إني أحب الصلاة معك قال : ( قد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي ) . قال : فأمرت فبني لها مسجد في أقصى بيت من بيوتها وأظلمه فكانت والله تصلي فيه حتى ماتت .

وروى ابن خزيمة في صحيحه عن عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن أحب صلاة المرأة إلى الله في أشد مكان من بيتها ظلمة ) .
وبمعنى هذه الحديثين عدة أحاديث تدل على أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسحد .
• وجه الدلالة : أنه إذا شرع في حقها أن تصلي في بيتها وأنه أفضل من الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه فلأن يمنع الاختلاط من باب أولى .

(2) ما رواه مسلم والترمذي وغيرهما بأسانيدهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ) قال الترمذي بعد إخراجه : حديث صحيح .
• وجه الدلالة أن الرسول صلى الله عليه وسلم شرع للنساء إذا أتين إلى المسجد فإنهن ينفصلن عن المصلين على حدة ثم وصف أول صفوفهن بالشر والمؤخر منهن بالخير وما ذلك إلا لبعد المتأخرات من الرجال عن مخالطتهم ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم وذم أول صفوفهن لحصول عكس ذلك ووصف آخر صفوف الرجال بالشر إذا كان معهم نساء في المسجد لفوات التقدم والقرب من الإمام وقربه من النساء اللائي يشغلن البال وربما أفسدن عليه العبادة وشوشن النية والخشوع فإذا كان الشارع توقع حصول ذلك في مواطن العبادة مع أنه لم يحصل اختلاط وإنما هو مقاربة ذلك فكيف إذا وقع الاختلاط .

(3) روى مسلم في صحيحه عن زينب زوجة عبدالله بن مسعود رضي الله عنها قال : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيباً ) .
وروى أبو داود في سننه والإمام أحمد والشافعي في مسنديهما بأسانيدهم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله  قال : ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تفلات ) . وقال ابن دقيق العيد : ( فيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المسجد لما فيه من تحريك داعية الرجال وشهوتهم وربما يكون سبباً في تحريك شهوة المرأة أيضاً .. قال : ويلحق بالطيب ما في معناه كحسن الملبس والحلي الذي يظهر أثره والهيئة الفاخرة، قال الحافظ ابن حجر : وكذلك الاختلاط بالرجال، وقال الخطابي في معالم السنن : التفل سوء الدافعة يقال امرأة تفلة إذا لم تتطيب ونساء تفلات ) .

(4) روى أسامة بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء ) رواه البخاري ومسلم .
• وجه الدلالة : أنه وصفهن بإنهن فتنة على الرجال فكيف يجمع بين الفاتن والمفتون، هذا لا يجوز .

(5) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) . رواه مسلم .
• وجه الدلالة : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باتقاء النساء وهو يقتضي الوجوب فكيف يحصل الامتثال مع الاختلاط، هذا لا يمكن، فإذاً لا يجوز الاختلاط .

(6) روى أبو داود في السنن والبخاري في الكنى بسنديهما عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن أبيه رضي الله عنه أن سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء : ( استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بجافات الطريق ) فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به . هذا لفظ أبي داود، قال ابن الأثير في (( النهاية في غريب الحديث )) : ( يحققن الطريق أن يركبن حقها وهو وسطها ) .
• وجه الدلالة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم إذا منعهن من الاختلاط في الطريق لأنه يؤدي إلى الإفتتان فكيف يقال بجواز الإختلاط في غير ذلك .

(7) روى أبو داود الطيالسي في سننه وغيره عن نافع عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بنى المسجد جعل باباً للنساء وقال : ( لا يلج من هذا الباب من الرجال أحد ) . وروى البخاري في التأريخ الكبير له عن ابن عمر رضي الله عنهما عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تدخلوا المسجد من باب النساء ) .
• وجه الدلالة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم منع اختلاط الرجال بالنساء في أبواب المساجد دخولاً وخروجاً ومنع أصل اشتراكهما في أبواب المسجد سداً لذريعة الاختلاط فإذا منع الاختلاط في هذه الحالة ففيما سوى ذلك من باب أولى .

(8) روى البخاري في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من صلاته قام النساء حين يقضي تسليمه ومكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكانه يسيراً ) . وفي رواية ثانية له : كان يسلم فتنصرف النساء فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفي رواية ثالثــة : كن إذا سلمن من المكتوبـــة فمن وثبت رسول الله  ومن صلى من الرجال ماشاء الله فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال .
• وجه الدلالة أنه منع الاختلاط بالفعل وهذا فيه تنبيه على منع الاختلاط في غير هذا الموضع .

(9) روى الطبراني في المعجم الكبير عن معقل بن يساء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له ) .
قال الهيثمي في مجمع الزوائد : رجاله رجال الصحيح، وقال المنذري في الترغيب والترهيب: رجاله ثقات .

(10) وروى الطبراني أيضاً من حديث أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لأن يزحم رجل خنزيراً متلطخاً بطينٍ وحمأةٍ خير من أن يزحم منكبه منكب امرأة لا تحل له ) .
• وجه الدلالة من الحديثين : أنه صلى الله عليه وسلم منع مماسة الرجل للمرأة بحائل وبدون حائل إذا لم يكن محرماً لها لما في ذلك من الأثر السيء وكذلك الاختلاط يمنع لذلك، فمن تأمل ما ذكرناه من الأدلة تبين له أن القول بأن الاختلاط لا يؤدي إلى فتنة إنما هو بحسب تصور بعض الأشخاص وإلا فهو في الحقيقة يؤدي إلى فتنة، ولهذا منعه الشارع حسماً لمادة الفساد، ولا يدخل في ذلك ما تدعو إليه الضرورة وتشتد الحاجة إليه ويكون في مواضع العبادة كما يقع في الحرم المكي والحرم المدني. نسأل الله تعالى أن يهدي ضال المسلمين وأن يزيد المهتدي منهم هدىً وأن يوفق ولاتهم لفعل الخيرات وترك المنكرات والأخذ على أيدي السفهاء إنه سميع قريب مجيب .

إنتهى كلامه رحمه الله تعالى
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }