[شراب الهيل]

الاخت العنود

العرب لا يتكلمون الا عن العنف وانقطاع الكهرباء وانعدام الأمن في العراق. ومن يقرأ لكي يعتقد ان عصر صدام حسين كان عصر الأمن، ويبدو ان المقابر الجماعية التي ظهرت ليست دليلاً كافياً على طبيعة «الأمن والاستقرار» أيام النظام المقبور.

العرب يتحدثون عن انقطاع الكهرباء وانعدام الخدمات، وكأن عصر صدام حسين كان عصر الرخاء والحياة الرغيدة. وكلنا يتذكر، عندما دخلت قوات التحالف مدن العراق وقراه ومعها مصورو التلفزيون، حجم الألم الذي أصاب الجميع من حالة الفقر والبؤس وانعدام الخدمات. كانت تقاطيع وجوه الناس، وملابسهم الرثة ومنازلهم المهدمة، وشوارعهم التي لم تعرف الصيانة أدلة دامغة على حجم الدمار الذي مارسه نظام صدام حسين، وحجم السرقة الرهيبة للثروة العراقية التي بددها على أسلحة ضرب بها أبناء شعبه وجيرانه، وبددها على مرتزقة كثيرين في الاعلام العربي ما زالوا يدافعون عن ذلك النظام.

العراقيون اليوم بدأوا انطلاقة جديدة، وصحيح ان حل المشاكل التي خلقها النظام البائد ليست بالأمر السهل، الا ان العراق بدأ يتعافى، فلا زوار فجر ولا أجهزة استخبارات، ولا سجون يلقى فيها الأبرياء من دون محاكمة، ولا حزب استهتر بالناس واستهان بكرامتهم.

الصحف الحرة تنتشر فوق ارصفة المدن العراقية، والبلاد يعاد بناؤها، وكل محاولات إثارة الفتنة الطائفية والقتل والتفجير لم تدفع العراقيين الا الى مزيد من التماسك، والوزارة الجديدة لا تضم لصوصاً ولا قتلة محترفين، وهي تمثل كل ألوان الطيف السياسي العراقي، والمهمة بالتأكيد ليست سهلة في بلد عاش نظام القمع في ظل الحزب الواحد، وفي بلد تم تدمير بنيته التحتية بالكامل، وتم تدمير نفوس كثير من الناس الأبرياء.

سينهض العراقيون بعد طول سكون وخمول، وسيتمكنون من إعادة بناء وطنهم مهما حاولت بقايا النظام البائد والأبواق المبحوحة في عدد من الدول العربية ان تشكك في كل ذلك ولا ترى في العراق سوى الدمار
[quote]الرسالة الأصلية كتبت بواسطة العنود النبطيه
[b][b][align=JUSTIFY][color=black]يا اخي الكريم

نحن لا نتباكى على صدام ( بغض النظر عن راينا فيه ) ولكننا نبكي بدم على العراق الحبيب الذي صار محتلا من قبل قوات الانجاس وصار نهاره وليله خوفٌ بالقتل وانتهاك الحرمات .... الا تستطيعون التمييز بين الحزن على شخص والحزن على وطن؟؟؟؟