[ARGUN]

تاريخ العرب الأسود....الصورة قاسية نوعا ما، أو هكذا قد يتبادر الى الأذهان...مع احترامي لخيار صاحب الموضوع الا أنه ربما كان من الأفضل اعادة تحميض الصورة مرات في معين السخرية حتى نحصل على صورة أقرب الى الواقع و يمكن حينها أن نعون تحتها بالبنط العريض : السخرية السوداء لتاريخ العرب أو حتى تاريخ المسخرة العربية الأسود

أولا و قبل ان ابدأ بطرح وجهة نظري أود أن اشير الى نقطة مهمة و هي كوني غير عربي هذا سيعطيني هامش من المناورة و يسمح لي بابداء رئيي بعيدا عن التشنج و الطرح المرتجل المجرد من كل موضوعية و هذا ما جرت عليه العادة في هكذا مواضيع في المنتديات العربية ..

لعل أكثر النقاط سوادا من مخلفات زمن الهزائم التي ذكرها السيد شراب الميل مختصرة في موضوعه تلك الآبارالتي تسمى مجازا دولا و التي لا تكاد ترى على الخرائط ... لعل أصح تسمية يمكن أن نطلقها دون اطناب في الشرح و التلميح هي"مسامير جحا" ..و يمكن تغيير اسم جحا ببوش أو بلير أو من يأتي من بعدهما حتى تتضح الصورة في ذهن القارئ .

تعرفن ايتها السيدات قصة جحا الذي باع المنزل و لم يبع المسمار...

صحيح أن المتمعن في تاريخ العرب يشعر أنه أمام مشهد كوميدي لا ينتهي بدءا بالانقلاب المشين على كل الأعراف الانسانية في التعامل مع الآلهة بأكل ذلك الأعرابي اله التمر في حادثة مروعة أثبتت بدائية العقل العربي و نهاية بقصة التسعات الأربع التي تؤمن نوما هادئا لفخامات ممالك الجمهوريات العربية و لننزع منها و لو لمرة صفة الموزية ..لأنها صارت لوحدها (الجمهوريات الملكية العربية) معلما للسخرية هكذا مجردة و دون وصلها بصور التصفت بذهن العربي المغفل حول حقيقة مجتمعات افريقيا السوداء التي هي الآن أكثر تحضرا واقعا.

رأيتم أنني لم ادرج المملكات و السلطنات و المشيخات في سياق الحديث لأنها لم ترق الى الآن الى محاولة ( فعل الترقي هنا ليس مطلق طبعا و انما استعمل للضرورة فقط) ..قلت لم ترق الى محاولة اقامة دولة حديثة مع كل ما يرافق ذلك من مفاهيم المواطنة و الشراكة الاجتماعية و الحريات الفردية و الجماعية و المساواة أمام القانون و العدالة في توزيع الثروة ..الخ

ان ما يسمى بالمشيخات هي في الحقيقة مجرد ديكور غير متقن الصنع لتجمعات بدائية التفكير هي امتداد لذلك الهمج من القبائل المتصارعة حول كثبان الرمل التي تحذوها نحوها الجهات الأربع و الربع الخالي معها.

لقد تطرق السيد شراب الميل في معرض حديثه الى دول مرشحة لتبييض وجهها من طرف أمريكا و هذا ساناقشه لاحقا و دول اخرى "متخلفة" و أعطى مثال بموريتانيا و الجزائر و أنا أطرح السؤال : أي المقاييس استندت اليها في وصفها بالتخلف؟

لا شك و ان من يحكم على الآخر بالتخلف يكون هو غارق في الحضارة و التطور ..لكن المتمعن في حال هؤلاء الأعراب و تخلفهم يستطيع اضافة حلقة أخرى الى مسلسل المسخرة العربية من خلال هكذا امثلة يوردونها و مواضيع يكتبونها.

أنا دائما كنت أعزو التخلف العربي في الالمام بحقائق الأمور و عمق الأشياء و تفسير الظواهر الى الاختلال الطبيعي للعقل العربي و انحصاره في بيئة monotone تربي فيه صفة البلادة التي صارت طفرة يتوارثونها أبا عن جد...و ساعطي مثال

خذ على سبيل المثال حمار ..لو طلبت منه ان يعطيك مثال عن الجمال فسوف لن يجد سوى أتانه....واضح التفسير؟

يا عزيزي شراب الميل يوم كانت موريتانيا دولة البحرين الأبيض و المحيط كان جدك (ان وجد) كان تارة يحلب معزة و أخرى تيسا لاختلاط الأمور عليه

هل تسمع باحتفالات اسبانيا كل عام باسترجاع أراضيهم من المور؟ و المور هم قبائل أمازيغية منهم اشتقت كلمة موريتانيا.

هنالك صديق من المور يشارك هنا في الخيمة منذ مدة و هو ISSAM و ربما هو من سيتولى تنوير عقلك المظلم

سوف لن احدثك عن دول نوميديا و عن القادة التاريخيين الذين سبقوا عصرهم بافكار التحرر و الديمقراطية التي شهدتها الجزائر فجر التاريخ ..لن أحدثك عن القديس Augustinus الجزائري صاحب فكرة تعايش الشعوب و الحضارات منذ 2000 سنة تقريبا ..لن احدثك عن Massinissa الملك النوميدي من cirta (قسنطينة حاليا) و مقولته الخالدة و هو يحارب الرومان "افريقيا للافريقيين" لن أحدثك عن Syfax من جيجل و Juba-I و Juba-II و Jughurta

هؤلاء القادة و العظماء من الجزائر "المتخلفة"

لن احدثك عن أمراء البحر الى زمن غير بعيد و المعاهدات و الاتفاقات التي كانت بموجبها القوى الكبرى آنذاك تدففع دم فؤادها مقابل تأمين تجارتها و اساطيلها من طرف الأسطول الجزائري الذي لم يكن يعادل قوته الا الأسطول التركي...أنظر أنا اتحدث عن اسطول حربي و ليس اسطول كارتون لصيد الأسماك في بركة الخليج...

لي عودة ان شاء الله لأشرح سبب الصورة القاتمة التي ارتسمت في أذهان البعض عن الجزائر و لأكمل مناقشة بعض النقاط المهمة التي جائت في مداخلات السيدات و السادة المشاركين هنا هناو سوف لن تفاجأ لو كنت ذكيا فطنا أن السبب هم امثالك من الأعراب الوافدين ..داكور؟

تاسوعث !