الموضوع: جسد بلا روح
عرض مشاركة مفردة
  #125  
قديم 08-09-2007, 05:13 PM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

قنبلة موقوته ..!

هاتفت أم نواف الخاله هدى لتتعارف معها وتتجاذب أطراف الحديث..شيئا فشيئا حتى حددت موعد الزيارة لهم هي ومعها عائلتها.. وبعد أن أغلقت الخالة هدى سماعة الهاتف..خيمت سحابة الصمت على رأسها.. ولم تتحدث..ولم تنطق بحرف.. بل أخذت تحدق في الهاتف فترة طويلة.. ولكأنها تفكر في شيء مهم جدا وبالأخص أنه متعلق بالهاتف..
جائت روز وسئلتها:أمي.. مابك؟؟
نهضت الخالة هدى من مكانها وقالت وهي مشتتة الذهن متجهة بسرعة إلى حجرتها:روز..لا شيء!
تفاجأت روز من حال أمها..حاولت اللحاق بها ولكنها أغلقت باب غرفتها ففهمت روز أنها تريد البقاء وحدها..
وبعد فترة طويلة خرجت الخالة من حجرتها..
• * * * * * * * *
تمسك سماعة الهاتف وتقذفها بعيدا أخرى...تمسكها ثانية ولكنها سرعان ما ترميها عنها ولكأنها تلسعها..أو ربما..تخاف أن يأتيها منها ما يلسعها..
ولكن..وفي الآخر..قهرت خوفها..وابتلعت رعشة جسدها..وأمسكت سماعة الهاتف بقوة حتى كادت قبضتها لتحطمها.. ضربت الرقم باصابع مرتعشه وانتظرت..كان الصوت يصل لأذنها فيخترقها اختراقا مميتا ليصل بالآخر لقلبها فيطعنها الإنتظار ويفتت أعصابها فتحس أنها تذوب رويدا رويدا حتى..
- ألو ..
أجابت بصوت مرتعش: ألو.. السلام عليكم ..
- وعليكم السلام..من المتحدث؟
- أمي ؟
اردف الصوت باستغراب:من؟
اجابت بصوت باكي:أمي..ألم تعرفيني؟ هذه أنا؟
شهقت وقالت:هدى؟
- أجل يا أمي هدى..
- ويح قلبي يا ابنتي أين انت؟لم تفعلين بقلبي هذا؟تعرفين أني لا أحتمل..كل هذه السنين؟ومنذ وفاة أختك لم أسمع صوتك؟لماذا يا حبيبتي؟
- أمي..أنت تعلمين أن والدي ..
قاطعتها قائلة:والدك توفي يا هدى قبل سنه..حاولت أن أتصل بك ولكنك لم تتركي لي رقمك..ولم أعرف كيف أصل لك..وتعرفين لا استطيع أن ألجأ لإخوتك فأنت تعرفين نفسيتهم تجاهك..
- والدي توفى؟؟؟ بكت هدى بصمت ..فأردفت:أمات وهو غاضب مني؟
- لا ياعزيزتي..والدك سامحك..بل وكان يطلب أن يراك..
هتفت: أمي..حسن مات قبل ثلاث سنين..
- اعلم يا ابنتي..فلقد سمعت من فترة ليست ببعيدة فآلمني أنك أنت لم تخبريني وأني لم أكن بقربك لأضمك وأخفف عنك ألمك..أنت ابتعدت أكثر وأكثر..أعلم رأي أبيكي بالسابق..ولكنك استسلمت..ولم تقاتلي لأجل أمك..
أجابت هدى باكية:ولكني احتاجكم يا أمي..أحتاج وقفتكم معي..
-لماذا يا هدى..مابك؟هل كلكم بخير؟
- أجل بأفضل حال.ولكن روز ابنة اختي ستتزوج..ولا أريد أن يأتي أهل زوجها ولا يرى لها أهلا ولديها أنتم..
- بالطبع سنحضر يا هدى..بالطبع..
وفي تلك الأثناء دخل جابر غرفة والدته ورآها تتحدث بالهاتف فرحة فاستغرب فرحها وهي التي لم تفرح منذ وفاة والده..سألها مع من تتحدثين..غطت سماعة الهاتف بيدها وقالت:هدى يا بني..أختك هدى..تريدنا أن نذهب إليها..
وبدون مقدمات سحب سماعة الهاتف من يد والدته وقال بحده:نعم؟
أجابت هدى:جابر؟ أهذا أنت؟
- نعم أنا جابر ماذا تريدين منا؟ هل تريدين مالا؟
- لا يا جابر لا أريدمالكم ولا شي أريد وجودكم معي..لا أكثر ولا أقل..
- الآن.. الآن تريدين وقفتنا معك؟؟أين كنا بنظرك عندما عصيت أمر والدي وتزوجتي حسن؟
- ويحك يا جابر ألازلت تحاسبني على زواجي من حسن؟ أنا الآن جدة ولازلت تحاسبني على ذلك؟
- أجل وسأظل حتى أموت..لأنك تركتي ابن عمك وتزوجتي حسن هذا..
- قاطعته هدى وقالت:أصمت ولا تنطق حرفا آخر..حسن الذي تتحدث عنه جعلني أعيش بحاية وحتى بعد مماته بأفضل عيشه..حسن رحمه الله لم يسمح لي أو لأي كان أن يتحدث عنكم بسوء حتى بعد كل ما أذيتموني به وآلمتم قلبه هو..
- ماذا تريدين الآن يا هدى؟
- جابر..أرجوك..أريد وقفتكم معي..أريد أن تكونون معي..تصنعوا حبي وحب أولادي..فقط بهذه الفترة.. إن أردتم المال سأعطيكم..ولكن كونوا اهلي وقفوا معي..ولو بالمظاهر..
- ولماذا؟ماذا تغير بالحال الآن؟ ألأن حسن مات؟
- لا..بل لأن روز ابنة أختي رحمها الله انخطبت.. ولا أريد أن يأتي أهل خطيبها ليروا أنا لفتاة بلا اهل وأنتم كلكم أهلها.. أرجوك يا أخي.. أرجوك.. أتوسل إليك..
اراقت مقلتيه دمعه مسحها بسرعه وقال وهي يبتلع عبراته:أختي..كفاك رجاء..فلننسى كل شيء..ولن نتظاهر بحبك.. لأننا نحبك ..
انهارت هدى باكية ومعها بالطرف الآخر من المدينة أمها وأخيها.. واتفقوا على زيارة قريبة..ليلم الشمل مرة أخرى ويجتمع القلوب..
خرجت هدى من غرفتها تمسح دموعها وكانت روز ونوره عند الباب يرتقبون خرجوها.. وما أن خرجت حتى صاحت ينوره: أذهبي ونادي أخوتك.. وأنت يا روز..اتصلي بسعود وفهد ليأتوا حالا..
سألوا: ماذا هناك..أمي أكل شيء بخير؟
- نعم..فقط اجتمعوا الآن لدي ما أقوله..
وبأقصر وقت..اجتمعت العائله.. وقفت هدى بين ابنائها المرتقبين حديثها.. طال صمتها ومن ثم..ألقت بقنبلة السر المميته وقالت:أنا مكونة من أسرة كبيرة أم وأب وسبع أخوة وخمس أخوات احداهن أمكم رحمها الله.. أخفيت عنكم أن لدي أهل وهنا بالمدينة وذلك لأن أبي كان معارضا على زواجي من والدكم حسن الذي أدى إلى زواج أختي من عمكم أي والدكم يا أبناء أختي.. فكان أبي يحملني كل اللوم على زواجي ويكره أبويكم ومن دون سبب فقط لأن حالتهم كانت ضعيفه ونحن من أسرة غنية جدا.. وأدى ذلك إلى جعل العلاقات بيننا رسمية جدا.. حتى توفي والداكم..انقطعت العلاقات تماما..ولم أحاول الإتصال بوالدتي أو أي أحد من اخوتي لأني وحسن وأختي ووالدكم ذقنا الكثير والمميت منهم حتى أضحى بقلوبنا جروحا داميه..إلا أنه حان الوقت الآن لنعيد العلاقات ولو القليل منها كما كان.. فكما تعلمون روز ستتزوج..ولا أريد أن يعتقد زوجها أو أهله أن لا أهل لنا.. لذلك..فأنا اتصلت بوالدتي وحددت موعدا للقاء مع أهلكم هنا ببيتنا بعد غد.. أريدكم كلكم متواجدون ليتم التعارف فتكونون يوم حضور أهل خطيب روز معهم وكأن علاقتكم منذ زمن..لا أن يحصل اللقاء الاول بهذا اليوم..
انهت هدى حديثها واذا بالثغور فتحت والعيون تطايرت بعدما قالت..ضحكت عندما نظرت إلى وجوههم وقالت:حسنا..يبدو أن كلامي وصل لكم جميعا..لأذا تصبحون على خير..
تلاقت أعينهم وتناقلت بينهم.. فكل منهم يسأل الآخر عن حقيقة ما سمع..ولم يكن هناك مجال للتأكد سوى..بعد غد..



يتبع ...
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس