الموضوع: يوميات رمضانية
عرض مشاركة مفردة
  #14  
قديم 22-09-2007, 03:35 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اليوم التاسع من رمضان المبارك
ـ القضاء على تمرد بابك الخرمي:
تولى المعتصم بالله الخلافة سنة 218 هـ. وعرف عنه صرامته وشجاعته في مواجهة أعدائه الخارجيين عليه أو المتمردين على النظام.
ترك المعتصم بصمة وأثراً واضحاً في الخلافة والدولة، من حيث أنه انشأ بعض المدن وحفر الأنهار، واعتنى بالزراعة والجيش، وتدخل في قضايا الفكر والدين، وكان مثالا للقوة الجسدية والأنفة الملكية.
وقد كان من قواد الجيش قائد متمرد استغل انشغال الخليفة عنه وبُعْدَ دياره في القيام بثورة مسلحة كادت أن تهدد الخلافة نفسها.
هذا القائد اسمه (بابك الخرمي) جمع حوله الناس ، واستمال إليه بعض القواد ، فلما تفرغ له المعتصم وجه إليه أكبر قواده وهو (الأفشين حيدر بن كاوس الأسروشني) وعقد له على جميع ما اجتاز به من الأعمال ، وحمل معه الأموال والخزائن ، وأمره بالتحرك للقضاء على (بابك) فكانت بينهما وقائع عدة ، دلت على حكمة (الأفشين) وحذره إلى أن وصل بزحفه نحو (بابك) إلى مدينة (البذ) عاصمة بابك ومعقله بعد معاناة شديدة من القتال والشتاء
يقول ابن واضح في تاريخه المعروف بتاريخ اليعقوبي (2/474):
ـ فأقام في محاربته حولاً حتى كثرت الثلوج ، ثم زحف إلى (البذ) يوم الخميس لتسع خلون من رمضان سنة 222هـ ، واشتدت الحرب حتى دخل المسلمون مدينة (البذ) وهرب (بابك) وستة من أصحابه، وأُخرج من كان بالبذ من أسارى المسلمين فكانوا سبعة آلاف وستمائة.
ومضى (بابك) هارباً على بغلة وقد لبس ثياب الصوف متنكراً، فكتب الأفشين إلى البطارقة (المختارين والعرفاء) في طلبه ، وضمن لمن جاء به ألف ألف درهم والصفح عن بلادهم. فما أسرع ما وشى ببابك أحدهم ـ واسمه سهل بن سنباط ـ مما سهل على (الأفشين) عملية القبض على (بابك) والرجوع به على المعتصم وهو في سر من رأى (سامراء) ، فتلقاه القواد والناس على مراحل منها ، فدخلها وبابك بين يديه مقيد على فيل حتى دخل على المعتصم ، فأمر بقطع يدي بابك ورجليه ثم قتله وصلبه.

ـ إنهيار جسر على دجلة ببغداد:
وفي اليوم التاسع من رمضان ينقل ابن الجوزي في (المنتظم 6/130) وقوع كارثة مفاجئة في مدينة الخلافة بغداد ، وهي إنهيار أحد الجسور المقامة فوق دجلة. يقول:
ـ وفي يوم الأربعاء لتسع خلون من رمضان سنة (303) انقطع كرسي الجسر (أي تهاوت قاعدته) والناس عليه فغرق خلق كثير.

ـ خروج المكتفي بالله للقضاء على القرامطة:
وفي اليوم التاسع من رمضان تحرك المكتفي بالله للقضاء على فتنة القرامطة التي استشرت في بادية الشام.
يقول صاحب ( بغية الطلب في تاريخ حلب 2/929 ) : إن القرامطة نسبوا إلى قرمط واسمه حمدان بن الأشعث كان بسواد الكوفة ، وإنما سمي قرمطا لأنه كان رجلاً قصيراً ، وكانت رجلاه قصيرتين وكان خطوه متقارباً ، وقد أظهر الزهد والورع وتسوق به على الناس مكيدة وخبثا وادعى أنه المهدي، وادعى أن نسبه يتصل بآل البيت. وقد هزم كثيراً من الجيوش التي وجهت إليه.
وقد اعتبر العلماء مذهبه خارجاً عن الإسلام.
وكان من حاله أنه لا يركب الدواب والخيل، بل له جمل يركبه ، ويلبس الثياب الواسعة ويتعمم عمة أعرابية ، ويأمر أصحابه أن لا يحاربوا أحداً - وإن أتى عليهم - حتى ينبعث جمله الذي هو عليه من قبل نفسه، فكانوا إذا فعلوا لم يهزموا ، واستغوى بذلك الأعراب .
وقد خلف أخاه بعد قتله فاشتدت شكوته وكثر أتباعه وحاصر دمشق حتى صالحه أهلها على خراج دفعوه ، ثم سار إلى أطراف دمشق وحمص فتغلب عليها ثم صار إلى حماه وسلمية وبعلبك ، فاستباح أهلها وقتل الذراري وفجر بالنساء وقتل أهل الذمة...
قال : فخرج المكتفي بالله متوجهاً نحوهم من عاصمته في العراق يوم الثلاثاء لتسع من خلون من شهر رمضان سنة 292 في قواده ومواليه وغلمانه وجيوشه وأخذ على طريق الموصل إلى الرقة وأقام بها ، وأناب عنه في قيادة الجيوش هذه القاسم بن عبيد الله ، ثم وجه أحد قواده وهو محمد بن سليمان في جيش ضخم وآلة جميلة وسلاح شاكٍ نحو القرمطي ، فلم يزل يعمل التدبير ويذكي العيون ويتعرف الطرقات حتى التقى محمد بن سليمان مع القرامطة على اثني عشر ميلاً من حماه، في موضع بينه وبين سلمية ، وثبت المسلمون حتى منحهم الله أكتاف القرامطة فهزموهم شر هزيمة وهرب القرمطي الملقب بصاحب الخال ، لكنه ألقي القبض عليه أخيراً وجيء به إلى المكتفي بالله في مدينة السلام فتقله.

ـ الفقيه محمد بن داود الظاهري يخلف أباه في المذهب:
وفي اليوم التاسع من رمضان سنة 297 توفي الفقيه محمد بن داود علي الظاهري الذي خلف أباه الإمام داود بن علي مؤسس مذهب الظاهرية في حلقته.
كان محمد بن داود فقيهاً متقناً له بصر تام بالحديث وبأقوال الصحابة مع ذكاء شديد وفصاحة في اللسان وقد رة على الجدل والمناظرة .
قام بنشر مذهبه ودعا الناس إليه ، وألف كتباً كثيرة منها : الوصول إلى معرفة الأصول ، واختلاف مسائل الصحابة ، وكتاب المناسك ، وكتاب الفرائض . وأشهر كتبه : الزُهْرة جمع فيه نوادر وأشعاراً.
نشر مذهبه في الشرق لكن ذلك لم يستمر طويلاً بل اختفى وزال. (احمد تمام ـ إسلام أون لاين ـ حدث في رمضان).

ـ القاضي يوسف بن يعقوب صاحب حزم وهيبة:
وفي اليوم التاسع من رمضان سنة 297 مات القاضي الشهير يوسف بن يعقوب قاضي البصرة وواسط والجانب الشرقي من بغداد (تاريخ بغداد 14/310)
كان رجلاً صالحاً عفيفاً شديداً في الحكم لا يراقب فيه أحداً ، وكانت له هيبة ورياسة.
يذكر عنه أن أحد أبرز خدم الخليفة المعتضد بالله جاء في مجلس الحكم فارتفع في المجلس ، فأمره الحاجب بموازاة خصمه فلم يفعل ادلالاً بعظم مجلسه من الدولة ، فصاح فيه القاضي يوسف بن يعقوب وقال لحرسه:
ـ اوقفوه . أتؤمر بموازاة خصمك فتمتنع ، يا غلام (عمرو بن ابي عمرو) أحضر النخاسي الساعة. يُقدم إليه ببيع هذا العبد وحمل ثمنه إلى أمير المؤمنين.
فأخذ كرهاً وأجلس مع خصمه ثم انصرف إلى سيده الخليفة المعتضد فحدثه بالحديث وبكى بين يديه ، فصاح عليه المعتضد وقال له:ـ لو باعك لأجزت بيعه...
عن أحمد بن كامل القاضي أن يوسف بن يعقوب القاضي مات يوم الاثنين لتسع خلون من رمضان سنة 297 في اليوم الذي مات فيه محمد بن داود بن علي الأصبهاني.

ـ الإمام علي بن الحسين المحاملي عالم ثقة:
وممن توفي هذا اليوم وهو التاسع من رمضان الإمام علي بن الحسين الضبي المحاملي كان ثقة عالماً روى حديث (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في كل صلاة في صلاة المكتوبة).
ونقل الخطيب البغدادي (11/400) عن الأزهري: توفي علي بن الحسين بن إسماعيل المحاملي في ليلة السبت التاسع من شهر رمضان سنة ست وثمانين وثلاثمائة ودفن في نفس اليوم.

ـ الحافظ أحمد بن عبد الملك المؤذن:
وفي اليوم التاسع من شهر رمضان توفي رجل عالم صالح طوّف كثيراً في طلب العلم حتى جمع منه الكثير. آثر أن يكون مؤذناً ـ ككثير من العلماء الذين يقولون بأن وظيفة الأذان ورتبة المؤذن أفضل وأعلى من وظيفة ورتبة الإمامة والإمام ـ إنه أحمد بن عبد الملك بن علي المؤذن الحافظ (بغية الطلب في تاريخ حلب 2/1002).
رحل إلى منبج ودمشق والموصل وحلب وجرجان وأصبهان وهذان وبغداد.
روى الحديث المسلسل بالأولوية الذي يقول فيه كل راو وهو صادق: وهذا أول حديث سمعته ممن قبلي إلى عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( الراحمون يرحمهم الرحمن اِرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).
نقل عن بعض تلامذته قال: أول سماعي سنة 399 هـ ـ أي وعمره أحد عشر سنة ـ وكنت قد حفظت القرآن الكريم ولي نحو من تسع سنين.
قال عنه عبد الكريم بن محمد السمعاني: أبوصالح المؤذن من أهل نيسابور أمين ثقة محدث صوفي نسيج وحده في طريقته وجمعه وإفادته ، كان عليه الاعتماد في الودائع من كتب الحديث المجموعة في الخزائن الموروثة عن المشايخ والموقوفة على أصحاب الحديث ، فكان يصونها ويتعهد حفظها ، ويتولى أوقاف المحدثين من الخبز والكاغد وغير ذلك ، ويقوم بتغريقها عليهم وإيصالها لهم.
وكان أبو صالح المؤذن يؤذن على منارة المدرسة البيهقية سنين احتساباً ووعظ المسلمين وذكرهم الأذكار في الليالي ، وكان يأخذ صدقات الرؤساء والتجار ويوصلها إلى المستحقين والمستورين من أهل الحاجات والأرامل واليتامى، ويقيم مجالس الحديث وتقرأ عليه، جمع بين الحفظ والإفادة والرحلة، وكتب الكثير بخطه.
وعن علي بن الحسن قال : سألت أبا سعد بن أبي صالح عن وفاة والده ؟ فقال: في سنة سبعين وأربعمائة قيل : في أي شهر ؟ قال في شهر رمضان ، وذلك أنه كان قد سأل الله بمكة أن لا يقبضه إلا في شهر رمضان ، فكان إذا دخل شهر رجب تفرغ للعبادة إلى أن يخرج شهر رمضان.
وقد توفي صباح يوم الاثنين لتسع خلون من شهر رمضان بعد أن بلغ خمساً وثمانين عاماً
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية