الموضوع: يوميات رمضانية
عرض مشاركة مفردة
  #15  
قديم 22-09-2007, 03:51 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

اليوم العاشر من رمضان المبارك


ـ الخروج لفتح مكة:
في اليوم العاشر من رمضان سنة ثمان للهجرة تحرك الركب النبوي من المدينة المنورة باتجاه مكة المكرمة في سرّية تامة يريد أن يباغت قريشاً قبل أن تستعد رجاء أن لا يقع قتال معها في الحرم. ولكن الموكب النبوي كان حاشداً وقوياً.

قال ابن إسحاق (سيرة ابن هشام 5/55) عن عبد الله بن عباس قال: مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لسفره واستخلف على المدينة أبا رهم كلثوم بن حصين بن عتبة الغفاري (وفي بعض المصادر استخلف عبد الله بن أم مكتوم ـ الطبقات الكبرى 2/135).

وخرج لعشر مضين من رمضان فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصام الناس معه ، حتى إذا كان بالكديد بين عسفان وأمج أفطر. وكان في عشرة آلاف من المسلمين. وأوعب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرون والأنصار فلم يختلف عنه منهم أحد.

وقال عروة بن الزبير: كان معه اثنا عشر ألفا (البداية والنهاية 4/285).

والقول بأنه صلى الله عليه وسلم خرج لعشر مضين من رمضان هو قول الأكثر من كتاب السيرة. وهناك أقوال أخرى.

منها ما رواه البيهقي عن أبي سعيد الخدري قال: آذننا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحيل عام الفتح لليلتين خلتا من رمضان فخرجنا صواماً.

ومنها ما نقله ابن القيم في (زاد المعاد 3/502) ورجحه عن مسند الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من المدينة إلى مكة بعد مضي ثمان عشرة ليلة من رمضان.

وعند ابن سعد في (الطبقات 2/135) خرج يوم الأربعاء لعشر خلون من شهر رمضان بعد العصر ، فلما انتهى إلى الصلصل قدم أمامه الزبير بن العوام في مائتين من المسلمين.

وعنده أيضاً (2/143) عن الحكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في رمضان من المدينة لست مضين فسار سبعاً يصلي ركعتين حتى قدم مكة. والله أعلم.




ـ وفاة أم المؤمنين السيدة خديجة:
وفي العاشر من رمضان في السنة العاشرة للبعثة ـ قبل الهجرة ـ توفيت في مكة أحب الأزواج إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاهن ، وهي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى

كانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عتيق بن عابد المخزومي (الطبقات 8/217) فولدت له جارية فسمتها هندا .

ثم خلف على خديجة بعد عتيق أبو هالة بن النباش بن زرارة التميمي حليف بني عبد الدار فولدت له ذكراً فسمته هندا أيضا .

ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ ابن خمس وعشرين سنة وخديجة ابنة أربعين سنة ، فولدت له (القاسم) و(الطاهر) وهو المطهر ويقال له عبد الله ، وولدت له من النساء (زينب) التي كانت تحت أبي العاص بن الربيع وكانت أكبر بناته صلى الله عليه وسلم ، ثم ولدت له (رقية) تزوجها عتيبة بن أبي لهب فطلقها قبل أن يدخل بها ، فتزوجها عثمان بن عفان بعد النبوة . ثم ولدت (أم كلثوم) فتزوجها عثمان بعد رقية ، ثم ولدت (فاطمة) فتزوجها علي بن أبي طالب.

تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة قبل النبوة بخمس عشرة سنة (الطبقات 7/604) وكانت موسرة وكانت ذات شرف وجمال.

قال الزبير بن بكار: كانت تدعى قبل البعثة: الطاهرة. وهي أول من صدق بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعن علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (خير نسائها خديجة). قال ابن كثير: أخرجاه في الصحيحين (1/363).

وقد وجد النبي صلى الله عليه وسلم لفقدها كثيراً وقال لخولة بنت حكيم حينما قالت له: يا رسول الله كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد خديجة. قال:ـ أجل كانت أم العيال وربة البيت.

ومما يذكر من فضائلها الجمة أن جبريل جاء ببشارة لها : وهي بيت في الجنة من قصب (لؤلؤ مجوف) لا صخب فيه ولا نصب . (متفق عليه)

وامتدحها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (آمنت إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بما لها إذ حرمني الناس ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء). رواه أحمد 6/117

ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين وكانت وفاتها ووفاة أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم في عام واحد.

قال الواقدي: توفيت لعشر خلون من رمضان وهي بنت خمس وستين سنة بعد خروج بني هاشم من الشِعب ، ودفنت بالحجون ، ونزل النبي صلى الله عليه وسلم في حفرتها ، ولم تكن شرعت الصلاة على الجنائز.




ـ دخول العباسيين عاصمة الأمويين دمشق:
وفي العاشر من شهر رمضان دخل العباسيون الثائرون عاصمة الأمويين (دمشق) بعد أن حاصروها من جهات عدة

يقول الطبري (4/355) ثم سار عبد الله بن علي وهو أمير جيوش العباسيين في الشام فنزل على الباب الشرقي لدمشق ، ونزل صالح بن علي على باب الجابية، وأبو عون على باب كيسان ، وبسام بن إبراهيم على باب الصغير ، وحميد بن قحطبة على باب توما ، وعبد الصمد ويحيى بن صفوان والعباس بن يزيد على باب الفراديس ... وفي دمشق الوليد بن معاوية ، فحصروا أهل دمشق والبلقاء وتعصب الناس بالمدينة فقتل بعضهم بعضا وقتلوا الوليد ، ففتحوا الأبواب يوم الأربعاء لعشر مضين من رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومائة ، فكان أول من صعد سور المدينة من الباب الشرقي عبد الله الطائي ، ومن قبل باب الصغير بسام بن إبراهيم فقاتلوا بها ثلاث ساعات .
وأقام عبد الله بن علي بدمشق خمسة عشر يوما ثم سار يريد فلسطين.




ـ المعتضد يمنح الأمان لعبد العزيز ابن أبي دلف:
وأورد الطبري في أخبار سنة 283 أنه في يوم الجمعة لعشر خلون من شهر رمضان قرئ كتاب على المنبر بمدينة السلام في مسجد جامعها : بأن عمر بن عبد العزيز بن أبي دلف صار إلى بدر وعبيد الله بن سليمان في الأمان يوم السبت لثلاث بقين من شعبان سامعاً مطيعاً منقاداً لأمير المؤمنين (المعتضد) مذعنا بالطاعة والمصير معهما إلى بابه ، وأن عبيد الله بن سليمان خرج إلى عمر فتلقاه وصار به إلى مضرب بدر ، فأخذ عليه وعلى أهل بيته البيعة لأمير المؤمنين وخلع عليه بدر وعلى الرؤساء من أهل بيته وانصرفوا إلى مضرب أعد لهم.

وكان قبل ذلك قد دخل بكر بن عبد العزيز (شقيق عمر بن عبد العزيز بن أبي دلف) في الأمان على بدر وعبيد الله بن سليمان فولياه على أخيه عمر ، على أن يخرج إليه ويحاربه ، فلما دخل عمر في الأمان قالا لبكر : إن أخاك قد دخل في طاعة السلطان ، وإنا كنا وليناك عليه على أنه عاص ، والآن فأمير المؤمنين أعلى عيناً فيما يرى من أمركما فامضيا إليه.
وهذا الخبر يعني عودة أحد الولاة المتمردين على الخلافة وإعلان ذلك على العامة.



ـ المسلمون يستعيدون حصن همدان من الفرنجة:
وجاء في كتاب (نبذة العصر في أخبار ملوك بني نصر 1/101) وهم من ملوك الأندلس المتأخرين الذين شهدوا اضطراب أحوال المسلمين فيها. قال:

ـ فلما صارت هذه البلاد كلها تحت ذمة العدو ولم يبق لصاحب قشتالة الفرنجي سوى غرناطة التي هي في صلحه (للمسلمين) ورأى أن الإسلام قد دثر من بلاد الأندلس وقع طمعه ، ونقض ما بينه وبين صاحب غرناطة محمد بن علي من الصلح ، فأخذ برج ملاحة غرناطة وبرج قرية همدان وكانا برجين كبيرين حصينين فزادهما تحصينا وتمنيعاً ، وشحنهما بالرجال وما يحتاج إليه من آله الحرب ليضيق على أهل غرناطة لأنهم كانوا قريبين منهما وقد حصل له ما أراد.

ولكن صاحب غرناطة قرر استعادة حصن همدان فخرج بعدته وآلة حربه نحو قرية همدان فلما نزل بها تحصن من بها من النصارى والمرتدين بحصنهم ، ودارت بهم جيوش المسلمين من كل جانب بالقتال الشديد حتى قربوا من السور الأول ، فجعلت كل طائفة من المسلمين نقبا ، حتى دخلوا معهم في الحزام الأول ثم في الحزام الثاني ثم في الحزام الثالث ، حتى الجؤوهم إلى داخل البرج ، وذلك بعد محاربة عديدة وقتال شديد استشهد فيه جماعة من المسلمين رحمهم الله تعالى وحين وصل المسلمون إلى أصل البرج أخذوا في نقبه، فجعلوا ينقبون ويدعمون بالخشب إلى أن نقبوا فيه نقباً كثيرة ، فلما علم من في البراج أن النقب قد كثر خافوا من هدمه عليهم فيهلكون ، فسلموا البرج وأذعنوا للأسر فأسروا عن آخرهم ومن معهم من المرتدين واحتوى المسلمون على ما كان في البرج من الطعام والعدة والأموال ونحو مائة وثمانين أسيرا ، وكان ذلك يوم العاشر من رمضان عام 895 هـ .

ثم أقبل الأمير بمحلته راجعاً إلى غرناطة في اليوم الحادي عشر لرمضان المعظم ، وفرج المسلمون بما من الله وفتح عليهم فرحاً شديداً... نعم كانت هذه الوقفة مبعث عودة الروح ـ ولو لأمد قصير ـ إلى المسلمين في الأندلس.




ـ حرب بين الخليفة وملكشاه.
ومن حوادث اليوم العاشر من رمضان. ذكر صاحب كتاب (مآثر الإنافة في معالم الخلافة) أنه في سنة تسع وعشرين وخمسمائة هجرية جرى بين الخليفة المسترشد وبين السلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه حرب.

وكان منشؤ الحرب أن سار جماعة من أصحاب السلطان إلى الخليفة وهونوا عليه أمر السلطان مسعود ، فخرج الخليفة من بغداد بجيشه وسار لقتال مسعود وسار مسعود لملاقاته.

والتقوا في عاشر رمضان من السنة ، فصار غالب عسكر الخليفة إلى السلطان مسعود ، وانهزم الباقون .

وأخذ الخليفة المسترشد أسيراً ونهب عسكره ، ثم سار مسعود من همدان إلى مراغة والمسترشد مأسور معه في خيمة منفردة ، بعد أن وقع الاتفاق بينهما على مال يحمله إليه الخليفة وأن لا يعود يخرج من بغداد ، فوثبت الباطنية في بغداد على المسترشد فقتلوه وجدعوا أنفه وقطعوا أذنه ، وأخذ السلطان البردة والقضيب فتركهما عنده.




ـ الإمام حماد بن زيد المحدث محدث كبير:
ومن الذين توفوا في هذا اليوم وهو العاشر من رمضان إمام عظيم من أئمة الحديث النبوي الشريف هو حماد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي أبو إسماعيل (طبقات الحفاظ 1/103)
قال ابن حبان: كان ضريراً وكان يحفظ الحديث كله .
وقال ابن مهدي: أئمة الناس في زمانهم أربعة: سفيان الثوري بالكوفة ، ومالك بالحجاز ، والأوزاعي بالشام ، وحماد بن زيد بالبصرة .
ولد سنة ثمان وتسعين ومات يوم الجمعة لعشر خلون من رمضان سبع تسع وسبعين ومائة يرحمه الله.
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية