[ممتطي القلم]

روسيا هل تقلب الطاولة على أمريكا ؟
شاهد الجميع التصريحات النارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي بعد حوادث نيويورك وواشنطن فقد كانت تمثل تلك التصريحات رأي الحكومة الأمريكية وليس بالضرورة شعبها .
فأمريكا التي كانت تقيم الدنيا ولا تقعدها عند مقتل بضعة جنود لها في أقصى الأرض ، ها هي تُضرب في عقر دارها ويموت آلاف الناس . ومما زاد الوضع سوأً أن المواقع التي استهدفت وحصل فيها الحوادث هي وزارة الدفاع ( البنتاغون ) رمز القوة الدولية كما يُزعم ، والمركز التجاري العالمي مركز المال والحضارة العالمية .
وقد لاحظ الجميع مدى الاندفاع الأمريكي إلى التهديد بمعاقبة وتدمير كل من له علاقة من قريب أو بعيد بالحادث ، ولكن لا عجب من هذا الاندفاع فقد أعلنت معظم دول العالم مساندتها لأمريكا وأنها سوف تكون شريكة لها بدحر الإرهاب ومعاقبة المعتدين .
إذن فقد كان مع بوش الحق في إعلان الحرب على جميع المنضمات الإرهابية وعلى كل الدول الراعية له ، وذلك لأن معظم إن لم نقل كل دول العالم تسانده وتشاركه .
ولكن يبدو أن بعض الدول كان لها أهداف أخرى غير معلنة من إظهار مساندتها لأمريكا ، فقد أعلنت بعد أيام قلائل كل من روسيا وفرنسا وغيرهما تلكأ فيما أعلنتاه ، حيث ذكرت تلك الدول أنها لن تشارك إلا وفق شروط محددة ( أسلوب وضع العراقيل والحجج لعدم المشاركة ) كما أن روسيا أعلنت أنها لا تريد أن تُضرب بعض الدول التي تربطها بروسيا علاقات جيدة مثل إيران والعراق وسوريا وإن كانت تراها أمريكا من الدول المارقة .
من خلال ذلك يتضح لنا أن الهدف من إعلان روسيا السريع تأيدها ومناصرتها لأمريكا بعد ساعات من وقوع حوادث نيويورك وواشنطن هو جر قدم أمريكا إلى أفغانستان التي ذاقت فيها روسيا الويلات والحسرات كما أن بريطانيا قبلها قد ذاقت ذلك مِرارً .
وقد تلجأ روسيا إلى مساعدة المجاهدين بوسائل غير معلنة عن طريق إمدادهم بالأسلحة المتقدمة والمال والخطط المتطورة لمواجهة العتاد والزحف الأمريكي .
من خلال كل ما سبق يتبادر إلى الذهن الأسئلة التالية :
· هل تقلب روسيا الطاولة على أمريكا ؟
· وهل تُذيق روسيا أمريكا من نفس الكأس التي شربت منه ؟
· وهل تثبت أفغانستان للعالم أنها مقبرة الدول الكبرى ؟

للتعليق الكتابة للبريد hotmael2222@hotmail.com