[ابن اليمامة]

في حوارمع جريدة الرياااض

كشف المختص في شئون "القاعدة" فارس بن حزام أن القاعدة في السعودية مرت بمرحلتين إعلاميتين اعتمدت على دعم السياسات والخطط لأفكار القاعدة والتدريب الذاتي على العمل الميداني، مؤكداً أن ضعف ونشاط إعلام الإرهاب قائم على وجود قائد ميداني وتنظيم مستعد للعمل العسكري.. وقال ل "الرياض" إن الإرهابيين بدأوا في التقهقر بشكل كبير بعد تضييق الخناق عليهم. مشيراً أنهم لا يمكثون أكثر من 3- 5دقائق عند إرسال بياناتهم في مقاهي الإنترنت خوفاً من القبض عليهم.
جاء ذلك في حوار ل "الرياض" مع الأستاذ فارس بن حزام أثنى فيه على الإنجاز الأمني الذي تم خلاله القبض على ثلاثة عناصر يروجون للفكر التكفيري عبر الإنترنت.. وفيما يلي نص الحوار:

@ كيف ترى هذه العملية الأمنية؟ وما مدى تأثيرها على النشاط الإعلامي للقاعدة؟

- هي عملية ناجحة جداً وامتداد ليقظة متواصلة وقد أكد البيان الرسمي أن هذه المجموعة تجيد استخدام آليات التخفي عبر شبكة الإنترنت ما يدل على قوة تنظيم واستعداد الأجهزة الأمنية السعودية.

أما ما يخص تأثيرها على النشاط الإعلامي فهم في الأصل لم يكن لهم النشاط المؤثر وبذلك سيتم استئصالهم من جذورهم.

انطفاء إعلام القاعدة

@ العمل الإعلامي في القاعدة تميز بنشاط كبير ما لبث أن انطفأ ما يدل على وجود فجوة بين الزمنين؟

- القاعدة في المملكة كانت في مرحلة نشاط وحراك نشط إعلامياً وفي الميدان العسكري وجود فترة الخمول والركود تدل على نجاح المواجهة الأمنية من قبل السلطات السعودية وتمكنها من تفكيكهم وإضعافهم إلى أقصى مستوى.

المراقبة والمداهمة الأمنية الوثيقة التي انتهجتها وزارة الداخلية ها هي تقطف الآن ثمارها وضعف الجهاز الإعلامي للقاعدة دليل على تقهقرها من الهرم التنظيمي لهم. فالداخلية السعودية استطاعت إحباط مخططات إرهابية هي الأكبر والأخطر من نوعها مؤخراً ونجحت في إسقاط مستمر لخلايا وأسماء من خارج القائمة وداخلها.

@ ماذا عن المرحلة الأولى من النشاط والحضور الإعلامي؟

- سؤال جيد.. العمل الإعلامي للقاعدة مر بمرحلتين كانت بدايتهما عام 2003مع بداية النشاط الفعلي الإرهابي للقاعدة وكان يتوفر في تلك المرحلة قائد عسكري وميداني محترف ما دفع القاعدة إلى اللجوء للنشاط الإعلامي لتحقيق أهداف استراتيجية عدة.

وقد نتج عن هذا النشاط الإعلامي إصدار مجلتين الأولى "صوت الجهاد" والمجلة الثانية "البتار"، وقد صنفت تلك المرحلة بالقديمة.

أما المرحلة الثانية فكانت عبارة عن نشاط مرئي من إصدار بيانات مرئية كالتي ظهر بها عبدالعزيز المقرن والرشود وغيرهما والتي كانت تحرض الناس وتوثق عملياتهم مثل تفجير مجمع المحيا والوشم.

كذلك الإعلام الصوتي كان له نصيب من خلال الأشرطة والتسجيلات الصوتية وعلى سبيل المثال صالح العوفي الذي قتل على يد رجال الأمن في مواجهة المنطقة الشرقية (أغسطس) أصدر تسجيلات صوتية في مارس 2005مدة كل تسجيل ما بين 5- 7دقائق.

وتضمنت المرحلة الثانية نشاطاً غير مرتبط بشكل مباشر باسم القاعدة بل كان ترويجاً لأفكارهم وإيجاد روابط إلكترونية عبر الشبكة العنكبوتية لتسجيلاتهم المرئية والصوتية وبياناتهم المختلفة، كذلك الإشراف على خدمة (البالتوك) والتي تُعد إذاعة صغيرة تتيح لمجموعة الحديث في أي موضوع بكلمات مشفرة دون حدوث أي اختراق كان.

محاولة التأثير الفكري

@ ذكرت أن هناك مجلتين للقاعدة، ما الهدف من إصدار مجلتين أو ما الاختلاف بينهما؟

- استفسار في محله، "مجلة صوت الجهاد" تخصصت في دعم استراتيجيات وأهداف القاعدة من كسب تعاطف الناس معهم ومحاولة التأثير الفكري في آرائهم وتوجهاتهم وإبراز الشخصيات في القاعدة وتلميعها.. وهي مجلة نصف شهرية.

أما مجلة "البتار" فهي مجلة عسكرية بحتة تهتم بتأسيس الخلايا الميدانية ونشر معلومات وتقارير من أبرز التكتيكات العسكرية وتنفيذ العمليات الميدانية دون الاعتماد على وجود قائد عسكري ميداني وهذه المجلة تم إصدارها لبعد استراتيجي وهي تدريب الأجيال القادمة والمتعاطفين الجدد على المواجهة ومواصلة العمل الإرهابي في المملكة.

@ من خلال سياق الحديث فيما سبق عن ارتباط العمل الميداني بالنشاط الإعلامي إلى ماذا تشير؟

- أعتقد أن اختفاء النشاط القاعدي من الإنترنت وضعف الإنتاج يدل على غياب العمل الميداني وبالتالي غياب التنظيم بشكل كبير.

ولقد تعودنا أن أي قائد جديد للقاعدة أن يقدم إنتاجاً إعلامياً من تهديد أو تحريض هو ما يدفعنا إلى فرضية انعدام التنظيم.

@ هل العمل الإعلامي للقاعدة مقتصر على بيانات وكسب التأييد فقط خصوصاً وأن بيانات وزارة الداخلية أشارت إلى تواصل مع جماعات خارجية؟

- عمل القاعدة يقوم على جمع أكبر قدر من المعلومات لنقل الخطط المدبرة ذهنياً إلى الواقع والمعلومات هي العنصر الأصعب والأكثر خطورة في نشاط التنظيم وأفضل طريقة للتواصل وآمنها إلى حد ما في نظرهم بعيداً عن عيون الرقابة هي الإنترنت.

وقد صادفت خروج يوسف العييري - مؤسس القاعدة - من السجن عام 1998والتنظيم يهيئ نفسه للتشكل عبر منتديات الإنترنت، وقد نتذكر كيف كان صوت الجهاد عالياً فيها بدءاً من التثقيف وثم التحريض والتجنيد.

@ الآن يستطيع الوصول إلى أعضاء القاعدة عبر تحديد مواقع الإنترنت، فهل هم بذلك الغباء؟!

- هم أذكى من ذلك فهم يجهزون المواد الإعلامية التي يريدون تقديمها ويحفظونها على قرص مدمج ومن ثم يأخذونه إلى مقهى إنترنت ويبثونه إلى أي موقع إلكتروني ويحرصون في العادة أن يكون موقع المقهى بعيد جداً عن مسكنهم ولا يمضي مكوثهم فيه سوى 3إلى 5دقائق وهي مدة تشغيل الجهاز وإضافة المادة إلى الموقع وما أن تلتقط أجهزة الرقابة الإشارة لتحديد جغرافية الموقع الذي استخدمه المشارك المشبوه ولكي تنتقل إليه الفرقة الأمنية يكون عضو القاعدة ابتعد إلى مكان آمن.

@ ماذا عن انقطاع أو توقف مجلة "صوت الجهاد" لعدة شهور طويلة ومن ثم إعادة إصدار العدد رقم 30بداية عام 2007م؟

- الأعداد السابقة ال 29جميعها اشرف على إصدارها عبدالعزيز العنزي وبعد اعتقاله من قبل رجال الأمن توقفت لمدة طويلة، ومن ثم أعادها إلى الظهور المدعو "أبو عبدالله النجدي"، وقد احتوى العدد 30على مواضيع تنتهج الفكر التفكيري وتدعو إلى استهداف الوطن في مقدراته وخاصة الصناعة البترولية.

التجنيد عبر الإنترنت

@ دعنا نختتم حديثنا عن آخر طرق تجنيد القاعدة في المملكة عبر الإنترنت؟

- حسب آخر ما تم رصده فالقاعدة تواجه خناقاً أمنياً قوياً جداً جداً بل أصبحت تحركاتهم شبه مشلولة وكل من لديه فكر تراجع إما بقناعة أو خوفاً من عواقب الأمور.

والقاعدة بدأت في غسل الفكر لدى السعوديين في العراق والتأثير عليهم بعد احتكاكهم بالتكفيريين هناك وبدأوا في التأثير على ما يقارب 10% من السعوديين في العراق ما يشكل خطراً جديداً بعد أن تم تدريبهم هناك وهذا التأثير يتم عبر الإنترنت مباشرة.

http://www.alriyadh.com/2007/06/07/article255469.html