الموضوع: اين انتم؟
عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 15-03-2003, 12:46 PM
landles landles غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 285
إفتراضي العقل والنقل

شوف حبيب الأبي
أحسن نا يبقى موضوعك عنوان بلا نص نقلتلك هالنص:
أيهما الاساس , العقل أم النقل؟
نشأت الحضارة الإسلامية في بدايتها الأولى معتمدة على العقل الذي أكده الوحي ودعى أيضاً إلى استعماله المتكلمون والفقهاء , فكان النظر أول الواجبات عل المكلف حتى قبل الصلاة.

فلا صلاة بلا تكليف , ولا تكليف بغير نظر.

أثبت الفقهاء - أن العقل أساس النقل - , وموافقة صريح المعقول لصحيح المنقول , وقد قال المعتزلة بالحسن والقبح العقليين.

العقل والسمع كانا صنوين , والفلسفة والشريعة شقيقتين متفقتين بالشرع , متحابتين بالطبع والغريزة , وبالتالي نشأت أزهى الحضارات , بل إنه تم تأليه العقل في كثير من الأحاديث القدسية
فكان أول مخلوق خلقه الله هو العقل , ونشات علوم وضعية , علمية , طبيعية وإنسانية خالية من الخرافة والميتافيزيقيا وهو ما حدث بعد ذلك في العلوم في الغرب بعد الف سنه وبفضل الترجمة من الحضارة الإسلامية إلى الحضارة الغربية.

اليوم وفي هذا العصر قد تبدلّت المصالح ، وإختلت الموازين , وأصبح النقل هو أساس العقل عكس ماكان في صدر الحضارة الإسلامية , عندما كان يُنظر للدين على أنه فضاء حضاري وثقافي وليس مجرد عبادات ، ودعى الفقهاء المعاصرين إلى الأخذ بالنص وإن عارض العقل, وظهرت الحاكمية لله في مقابل حاكمية البشر بل ومناقضة لها وهذا ما جسده الفكر السلفي , وإحتد الصراع بين الإسلام السياسي والعلمانية.

هل كان الأولون أكثر وعياً وإدراكاً وتحرراً منا ونحن من أصبح اكثر محافظة منهم؟ ... ماالأسباب يا ترى ؟

لقد درسوا الجنس والدين والسلطة بلا حياء أو خوف او مزايدة , بينما جعلناها نحن ثالوثاً محرماً لا يجوز الإقتراب منها وإلا كان الإنسان ملحداً في الدين , منحلاً من الأخلاق عاصيا لأوامر الله و الإمام...!

وربما يحق لي أن أستهجن كل هذا التغيير إذا علمت وعلمتم بأن الحضارة الاسلامية الأولى نشأت على التوحيد بين الوحي والمصلحة , وبين الدين والدنيا , وبين االشريعة وواقع البشر , وبين الأوامر الإلهية وكرامة الناس. فالشريعة للإنسان وليس هو لها .. والفقهاء شرعوا المصلحة أساساً للشرع من قاعدة " لا ضرر ولا ضرار" و " درء المفاسد مقدم على جلب المصالح للإستناد إليها في الإستدلال .. أما الأن فنحن نعيش في زمن فيه الشرائع الموروثة في جانب,
والمصلحة في جانب أخر, وكأن الشرائع هدف في ذاتها وليست وسيلة لتحقيق المصالح العامة للناس... إنها تصادمات بين الحقوق ...!
__________________
أليس الدين لله والوطن للجميع...؟