عرض مشاركة مفردة
  #17  
قديم 04-01-2007, 05:28 AM
جروان جروان غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2006
المشاركات: 83
إفتراضي

( 3 )

شاعت بين بعض الناس مقولة : أن " طاغية العراق " صدام حسين تحول للإسلام وأن حزب البعث الكافر بدأ ينادي بالجهاد وتأثر بهذه المقولة بعض ضعاف العقول ومن تحركهم العاطفة وابتعدوا عن فقه المنقول والمعقول .

وقد روجت للأسف الشديد بعض الحركات الإسلامية ممن تسمي نفسها بالحركة الإسلامية العالمية ! ومن سلك مسلكهم وشرب مشربهم .

أقول : رُبّي هؤلاء على أن الحكم في العراق مسلم ! وأن حزب البعث العراقي وجيش العراق مسلم ! أُعدَّ لحماية مقدسات الأمة ، وأن الكفار قد تكالبوا على إضعاف هذا الجيش لتحطيم القدرة العسكرية للأمة المسلمة العربية .

هكذا زعم هؤلاء وضللوا العوام في البلدان العربية وغيرها ! بهذه المقولات الفاسدة ، ولذا نادوا بالحرب مع صدام البعث والجهاد معه فانخذع بعقولهم جمهور كبير من الناس ممن يحسنون الظن بهم ، لذا كان لابد من التصدي والرد على هذه الأقوال الضالة ، والآراء الفاسدة ، وذلك حتى لا تضل هذه الأمة بعد ذلك وتشقى .

والرد على هذه المقولة من وجوه :

الأول : إن هذا الجيش لم يسخر أسلحته ضد اليهود ومن والاهم ، وإنما ضرب بها شعباً مسلماً مسالما ً ، تشرد أفراده وهتكت أعراضه ، فلم يحافظ على حرمة المسلم ولم يرعَ حق الله ، وسرق الأموال ، وعاث في الأرض الفساد ، فهذه القدرة العسكرية لم تستخدم ضد أعداء الأمة من يهود ونصارى ، وإنما استخدمت ضد أبناء الأمة الإسلامية ، وأول من تضرر هم أبناء الشعب العراقي وينسى شعب الكويت حتى كأنهم ليسوا مسلمين !

الوجه الثاني :

إن الذي ينادي بهذا الجهاد هو نفسه الذي لا يؤمن بالبعث ، وحزب البعث أصوله كافرة ، ويقوم على تصور كافر ، فكيف يجتمع الإيمان والكفر ؟

وإني أتعجب من الذين يكفرون ببعث ويؤمنون ببعث العراق ، والكفر ملة واحدة ونحن المسلمين يجب ألا ننخدع ، فكم من حاكم نادى بتحرير فلسطين كان هو أول من سلمها لليهود ، ولذلك فإن هذه الدعوى وهي حرب اليهود دعوة متكررة من كل مخادع أثيم يخدع هذه الأمة ، كما قال تعالى : ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) " البقرة : 502 " .

ولا يستقيم الإيمان بالله والإيمان بالكفر والطاغوت .

كما يقول الحق جل وعلا : ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد أستمسك بالعروة الوثقى ) فلابد من كفر بالطاغوت ، ثم إيمان بالله بعد ذلك.

ثم لعل الذين ينادون بالجهاد مع صدام البعث لم يقروا ما كتبه مشيل عفلق :

( والطريق الوحيد لتشييد حضارة العرب وبناء المجتمع العربي هي خلق الإنسان الاشتراكي العربي الجديد الذي يؤمن أن الله والأديان والأقطاع ورأس المال وكل القيم التي سادت المجتمع السابق ليست إلا لحظة في متاحف التاريخ ) منقول .