عرض مشاركة مفردة
  #19  
قديم 06-07-2001, 10:30 AM
مسلم مسالم مسلم مسالم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
المشاركات: 156
Post

بسمه تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

الأخ الكريم أسعد الأسعد،
هذا أقل ما يمكن أن نقدّمه لخدمة مذهب أهل البيت عليهم السلام، ونسأل الله أن يطيل نعمته علينا بوجودك في هذا المنتدى.

الأخ درويش،
كعادتك تحاول أن تثير الآخرين بتطرق للأمور الشخصية، ولكنك مخطئ إن اعتقدت إنني سأنجرف ورائك لأدافع عن نفسي، أو أبيّن لرواد الخيمة من هو درويش الحقيقي الذي يختبأ وراء قناع التديّن في الخيمة. فأنا أكبر من ذلك، ولا أرى داعياً للكلام عن الأمور الشخصية في الخيمة.

الأخ الكريم عسّاف،
أرى إن الأخ أسعد الأسعد قد كفّى بالرد عليك، ولكنني أريد أن أدلّك على بعض التناقضات والتحريفات التي أوردتها في ردودك، لكي تعرف حقيقة من تقرأ كتبهم وتنقل عنهم، فلو كانوا فعلاً على حق، لما لجأوا للكذب والتحريف.

أولا: يقول عسّاف:
قال الشيخ المفيد :
" إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وسلم باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان " اوائل المقالات : ص 91.

وبهذا فهو يحاول أن يقول إن الشيخ المفيد من القائلين بتحريف القرآن، بينما العكس هو الصحيح،
حيث يقول الاِمام الشيخ المفيد في (أوائل المقالات) : «قال جماعة من أهل الاِمامة : إنّه لم ينقص من كَلِمة ولا من آية ولا من سورة ، ولكن حُذِف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله ، وذلك كان ثابتاً منزلاً ، وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز ، وعندي أنّ هذا القول أشبه ـ أي أقرب في النظر ـ مِن مقال من أدّعى نقصان كَلِمٍ من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل ، وإليه أميل» (1) .
وفي (أجوبة المسائل السروية) ، قال : «فان قال قائل : كيف يصحّ القول بأنّ الذي بين الدفّتين هو كلام الله تعالى على الحقيقة من غير زيادة فيه ولانقصان ، وأنتم تروون عن الاَئمّة عليهم السلام أنّهم قرأوا «كنتم خير أئمّة أُخرجت للناس» ، «وكذلك جعلناكم أئمّة وسطاً» . وقرأوا «يسألونك الاَنفال» . وهذا بخلاف ما في المصحف الذي في أيدي الناس ؟
قيل له : إنّ الاَخبار التي جاءت بذلك أخبار آحاد لايُقْطَع على الله تعالى بصحّتها ، فلذلك وقفنا فيها ، ولم نعدل عمّا في المصحف الظاهر ، على ما أُمِرنا به (2)حسب مابيّناه مع أنّه لايُنْكر أن تأتي القراءة على وجهين منزلين ، أحدهما : ما تضمّنه المصحف ، والثاني : ما جاء به الخبر، كما يعترف به مخالفونا من نزول القرآن على أوجهٍ شتّى» (3).
--------
(1) أوائل المقالات : 55 .
(2) روي عن الصادق عليه السلام أنه قال : «اقرءوا كما عُلّمتم...» ، وقال عليه السلام : «اقرءُوا كما يقرأ الناس».
(3) المسائل السروية : 83 تحقيق الاستاذ صائب عبدالحميد

ثانياً: ونسب عسّاف القول بتحريف القرآن إلى الفيض الكاشاني أيضاً حيث قال نقلاً عن كتابه:
وممن صرح بالتحريف من علمائهم : مفسرهم الكبير الفيض الكاشاني صاحب تفسير " الصافي ".
قال في مقدمة تفسيره معللا تسمية كتابه بهذا الأسم (( وبالحري أن يسمى هذا التفسير بالصافي لصفائه عن كدورات آراء العامة والممل والمحير )) تفسير الصافي - منشورات مكتبة الصدر - طهران - ايران ج1 ص13.
وقد مهد لكتابه هذا باثنتي عشرة مقدمة ، خصص المقدمة السادسة لإثبات تحريف القرآن. وعنون لهذه المقدمة بقوله ( المقدمة السادسة في نبذ مما جاء في جمع القرآن ، وتحريفه وزيادته ونقصه ، وتأويل ذلك) المصدر السابق ص 40.
وبعد أن ذكر الروايات التي استدل بها على تحريف القرآن ، والتي نقلها من أوثق المصادر المعتمدة عندهم ، خرج بالنتيجة التالية فقال : (( والمستفاد من هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل منه ماهو خلاف ما أنزل الله ، ومنه ما هو مغير محرف ، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها اسم علي عليه السلام ، في كثير من المواضع ، ومنها لفظة آل محمد
صلى الله عليه وآله وسلم غير مرة ، ومنها أسماء المنافقين في مواضعها ، ومنها غير ذلك ، وأنه ليس أيضا على الترتبيب المرضي عند الله ، وعند رسول صلى الله عليه وآله وسلم ))

وما أقبح هذا الادّعاء الذي يحاول فيه صاحبه استغفال القارئ.

ويكفي إن إسم المقدمة
( المقدمة السادسة في"نبذ"مما جاء في جمع القرآن ، وتحريفه وزيادته ونقصه ، وتأويل ذلك) .
وأظنكم تعرفون معنى النبذ ولا داعي لأشرح.
على كلِ الفيض الكاشاني أورد الروايات نعم، ثم قال:
"( والمستفاد من هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل منه ماهو خلاف ما أنزل الله ، ومنه ما هو مغير محرف ، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها اسم علي عليه السلام ، في كثير من المواضع ، ومنها لفظة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم غير مرة ، ومنها أسماء المنافقين في مواضعها ، ومنها غير ذلك ، وأنه ليس أيضا على الترتبيب المرضي عند الله ، وعند رسول صلى الله عليه وآله وسلم) "
يقصد به إنه إذا سلّمنا بصحة الروايات الضعيفة، وعدم تأويل الروايات التي بها تأويل
وإلى هنا هو في مجال عرض الروايات والآراء، ولم يبدي رأيه، ثم ينتقل إلى رأيه الشخصي، حيث تكلّم مطوّلا عن إنكار تحريف القرآن واسنكار أقوال من يقول بذلك، وتكلّم أيضاً مطوّلاً عن تأويل تلك الروايات
وأقتصر هنا على ذكر ما ورد في بداية رأيه (لأن برنامج التفسير لديّ لا يمتلك خاصية النسخ واللصق، لذا أنا مضطر لكتابته):
"أقول: ويرد لي هذا كله إشكال وهو إنه على هذا التقدير لم يبق لنا اعتماد على شيء من القرآن إذا على هذا يحتمل كل آية منه أن يكون محرّفاً ومغيّراً ويكون على خلاف ما أنزل الله فلم يبق لنا في القرآن حجة أصلاً فتنتفي فائدته وفائدة الأمر باتباعه في الوصية بالتمسك به إلى غير ذلك. وأيضاً قال الله عز وجل: (وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) وقال (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فكيف يتطرق إليه التحريف والتغيير، وأياَ قد استفاض عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام حديث عرض الخبر المروي على كتاب الله ليعلم صحته بموافقته له وفساده بمخالفته، فإذا كان القرآن الذي بأيدينا محرّفاً فما فائدة العرض؟ مع إن خبر التحريف مخالف لكتاب الله مكذّب له فيجب رده والحكم بفساده أو تأويله .... "

ثالثاً:
يقول الأخ عسّاف نقلاً عن كتابه:
"بعض علماء الرافضة أنكروا التحريف تقية وليس حقيقة."
وأودّ أن أطرح هنا رد المكتبة الثقافية الإسلامية في السويد على هذا الادّعاء الذي كان موجوداً حرفياً في احدى النشرات التي وزعها أحد علماء المذهب الوهابي:
"وأية تقيّة التي ذكرها ؟ انه بَـيـَن أنه رجلٌ غبي بمعنى الكلمة' حيث انه جهل أو تجاهل حكم التقية عند الشيعة وهي لاتجوز في إظهار الحق' وممن يتقون وان اغلب الذين ذكرهم كانوا يعيشون في ظـــل حــكومات شيعية حكمت ايران والعراق وبلاد كثيرة مدةً من الزمن ؟ والتقية لا تجـعل من الشـيعة الامـامية جـمعية سـرية لا تـُعرف عـقائـدها وأفكارها' كـما يريد أن يصــورها هذا الافاك الاثيم' كما انه ليس معناها أن تجعل من الدين وأحكامه سراً من الأسرار لايجوز أن يُذاع لمن لايدين به ' كيف وكتب الامامية ومؤلفاتهم فيما يخص الفقه والاحكام' ومباحث الكلام' والمعتقدات قــد مــلأت الدنيــا' وتجاوزت الحد الذي يُنتظر من أية أمة تدين بدينها "

رابعا: يقول الأخ عساف:
"و كل شيعي في هذا العصر ينكر التحريف سواء كان عالماً أو من عوام الشيعة لا يحتج إلا بهؤلاء العلماء ( الطوسي ، والطبرسي صاحب مجمع البيان ، والصدوق، والمرتضي "
فأتسائل ترى أين ذهبت آراء الاِمام الشيخ المفيد ، محمّد بن محمّد بن النعمان، والاِمام العلاّمة الحلي ، أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهر ، والاِمام الشيخ البهائي ، محمد بن الحسين الحارثي العاملي، والاِمام الشيخ جعفر كاشف الغطاء، والاِمام المجاهد السيد محمد الطباطبائي ، والاِمام الشيخ محمد جواد البلاغي ، والشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء ، والاِمام السيد عبدالحسين شرف الدين العاملي ، والاِمام السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي ، والاِمام الخميني ، والفيض الكاشاني، وآية الله النجفي، والسيستاني والتبريزي والسيد محمد حسين فضل الله، والسيد نور الله التستري، والسيد حسين الكوه كمري؟
هل كل هؤلاء لا يعمل لهم حساب، رغم إنهم من كبار علمائنا ومن جميع العصور؟
ثم إن الاستدلال بالشيخ الصدوق والشيخ الطوسي والشيخ الطبرسي والشيخ المرتضى، هو لأن هؤلاء هم أكبر علماء عصرهم، وأكثرهم بياناً لعدم تحريف القرآن. كما لا يخفى عليك إن أقدم موسوعات الحديث عند الشيعة هي الكتب الأربعة، ويكفي إن شيخ الطائفة الطوسي قد جمع اثنان منهما (التهذيب - الاستبصار) والسيخ الصدوق قد جمع كتاب منهم (من لا يحضره الفقيه)

خامساً: يستدل الأخ عسّاف على إن العلماء القائلين بعدم تحريف القرن صدر ذلك منهم تقية، بالأدلة التالية:
1 - لم يألفوا كتبا يردون فيها على من قال بالتحريف.
2 - أنهم يلقبون القائلين بالتحريف بالآيات والأعلام ويعظمونهم ويتخذونهم مراجع لهم.
3 - لم يسندوا انكارهم بأحاديث عن الأئمة.
4 - ذكروا في مؤلفاتهم روايات تصرح بالتحريف مثال

الجواب على الدليل الأول: لم تكن هناك حاجة أبداً لتأليف كتاب للرد على تحريف القرآن، فإن مسألة عدم تحريف القرآن لا تحتاج لأي كتب، وهي متفق عليها بإجماع العلماء مع بعض الشواذ، ولم تكن المسألة في عصرهم بذلك الحجم الذي يستلزم تأليف كتاب في عدم تحريف القرآن، إنما المسألة كبرها أهل السنة والجماعة في هذا العصر.

الجواب على الدليل الثاني: الذين نعتقد بقولهم بتحريف القرآن من العلماء الكبار اثنان فقط، وهم النوري الطبرسي، ونعمة الله الجزائري، وإن كنّا نعظمهم، فذلك لأننا نعتقد إنهم اجتهدوا وأخطأوا، واجتهادهم لم يكن أمام النص، ولكنهم أسائوا فهم النصوص، ولا يتدّبروا كفاية في معناها. ثم أليس لديكم إنه من يجتهد ويخطئ فله أجر؟

الجواب على الدليل الثالث: بل استدلوا بروايات عن الأئمة والرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وأبرزها حديث التمسك بالثقلين، ورواية عرض الحديث على الكتاب.

الجواب على الدليل الرابع الرابع: مجرد إيراد الروايات لا يعني بأن صاحبها يعتقد بها، ولا يخفى عليك إن معظم الروايات التي أوردتها تحمل على التأويل، وإن شئت فصلنا لك في ذلك.

-----
بعد هذا هل بقي لديك ثقة في أصحاب هذه الكتب المشبوهة التي تنقل عنها، وهل سيكون غريباً إن تصرّفوا وحرّفوا آراء باقي العلماء؟


هداكم الله إلى الصراط المستقيم
وصل اللهم على محمد وآله الطاهرين
__________________