عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 19-06-2006, 10:55 AM
صمت الكلام صمت الكلام غير متصل
كنتـُ هيّ ..!
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: QaTaR
المشاركات: 4,043
إفتراضي نزيف الدم في الصومال

نزيف الدم في الصومال


مع اشتداد المعارك في الصومال، يكون هذا البلد العربي المنسي علي أعتاب مرحلة جديدة، حيث أضحت البلاد قاب قوسين من إعلان حكومة إسلامية، بعد سقوط مدينة جوهر آخر معاقل أمراء الحرب بأيدي الميليشيات الإسلامية التابعة للمحاكم الشرعية. فالولايات المتحدة التي أعلنت نفسها الحاكم الفعلي للعالم وما يحدث في أقطابه كلها سترفض هذا الأمر وستسعي بكل ما أوتيت من قوة إلي إفشال أي خطط للمحاكم الإسلامية.

في خضم ما يجري منذ عام 1990 حين بدأت الحرب الأهلية في الصومال وبدأ النزيف الداخلي بات الشعب الصومالي يتطلع إلي الأمان، ووقف النزيف الدموي الذي تعددت أدواته، وبدء مرحلة إعادة بناء ما دمر خلال السنوات السابقة. فالشعب الصومالي مل من تغيير وجوه زعماء الحرب، الذين يتنازعون منذ أكثر من عشرين عاما علي مناطق الثروة والنفوذ، وبات يبحث عن معجزة تعيد الحياة إلي مؤسسات البلد وتعيد بناء البنية التحتية التي دمرت تماما، ليتمكن من تحقيق هدفه بإعادة بناء بلده بعد عقدين من الحرب الأهلية وغياب حكومة مركزية.

انتصار قوات المحاكم الشرعية يمثل أول اختراق للسياسة الأمريكية القائمة علي منع الإسلاميين من الوصول إلي السلطة في أي بلد كان، لذلك فإن المطلوب الآن عقد مؤتمر دولي يقدم فيه العرب مشروع مصالحة وطنية بين كافة الفرقاء، وعدم استبعاد أي من الفصائل من عملية المصالحة التي إن حدثت قد تؤدي إلي مزيد من نزيف الدماء في البلاد.

محاولات المصالحة الصومالية المتعددة كلها أثبتت فشلها بسبب المنهجية الخاطئة في المصالحة، حيث اعتمدت بالمجمل علي أمراء الحرب، ولكن المصالحة في مؤتمر دولي قد تثمر عن نتائج إيجابية إن قدمت المساعدة من المجتمع الدولي بشكل عام والدول العربية بشكل خاص.

الصومال بحاجة إلي البدء بعملية مصالحة داخلية عبر عقد مؤتمر دولي، فمثل هذا المؤتمر سيكون فرصة ليعلم العالم ما يجري حقيقة علي الأرض، وهو الأمر الذي أعلنت المحاكم الشرعية استعدادها للمشاركة فيه وإنجاحه
.
__________________