الموضوع: تقرير هام
عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 09-09-2003, 11:20 PM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
Arrow تتمة الموضوع ..

القسم الثاني: التحديات والفرص الداخلية
أول تحديات مسلمي أمريكا الداخلية هو ضعف مواردهم وقلة المنظمات القائمة على رعاية شئونهم، إذ تقوم حوالي 2300 هيئة مسلمة – غالبيتها مساجد ومؤسسات دينية وطلابية - على رعاية احتياجات حوالي 6-8 ملايين مسلم وفقا لدراسة أصدرها مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) في عام 2002 عن المؤسسات المسلمة الأمريكية وتصنيفاتها، بمعنى أن كل هيئة تقوم على خدمة 3 آلاف فرد في المتوسط، وإذا علمنا أن هذه المؤسسات تنتمي إلى فئات عديدة مثل المساجد والمدارس الإسلامية والمنظمات الإعلامية والسياسية وغير ذلك من المنظمات التي تحتاجها حياة أي جماعة، وأن بعض هذه الهيئات هي هيئات صغيرة جدا في طور التكوين، لوجدنا أن كل فئة من المؤسسات المسلمة الأمريكية تقوم على رعاية احتياجات أعداد كبيرة جدا من المسلمين الأمريكيين تفوق طاقاتها الاستيعابية في معظم الأحيان، فعلى سبيل المثال يقتصر عدد المؤسسات العاملة في مجال الشئون العامة مثل الدفاع عن الحقوق المدنية وتشجيع المشاركة المدنية على 55 منظمة فقط (غالبيتها منظمات صغيرة ومحلية)، وهو ما يعني أن كل منظمة تخدم حاجات حوالي 130 ألف مسلم بالولايات المتحدة.

كما تعاني ميزانيات غالبية هذه المؤسسات من الفقر الشديد إذا قارناها بميزانيات المؤسسات الأمريكية المشابهة لها، فعلى سبيل المثال تقل ميزانيات 76 % من المساجد في أمريكا عن 100 ألف دولار سنويا، كما تقل ميزانيات 54 % منها عن أربعين ألف دولار سنويا، ولا تتعدى ميزانية أكبر منظمات الشئون العامة المسلمة خمسة ملايين دولار سنويا، وذلك وفقا لدراسة المساجد في أمريكا التي أصدرتها كير في عام 2001. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الشعب الأمريكي أنفق في عام 2002 حوالي 241 بليون دولار على العمل الخيري ذهب 84 بليون دولار منها للمؤسسات الدينية، و31 بليون دولار منها للمؤسسات التعليمية، و11 بليون دولار منها للمؤسسات المعنية بالشئون العامة، لوجدنا أن موارد المنظمات المسلمة الأمريكية ضعيفة جدا بالمقارنة.

ثانيا تتركز معظم جهود المسلمين في أمريكا في مجال العمل الديني بمفهومه التقليدي إذ تبلغ نسبة المساجد والمؤسسات المعنية بالشئون الدينية 59 % من إجمالي المنظمات المسلمة الأمريكية، وهي أكبر نسبة على الإطلاق من الهيئات المسلمة تليها المنظمات العرقية بنسبة 12 %، ثم الاتحادات الطلابية والمدارس الإسلامية بنسبة 8 % لكلا منهما تقريبا، أما المؤسسات المعنية بالشئون العامة – وغالبيتها منظمات صغيرة ومحلية - فتقتصر نسبتها على 2.4 % فقط من إجمالي المؤسسات المسلمة الأمريكية مما يعد مؤشرا خطيرا على قلة عدد المؤسسات القائمة على الدفاع عن حقوق المسلمين وصورتهم في المحيط الأمريكي الكبير.

ندرة الموارد المركزة على العمل في مجالات الشئون العامة والسياسية يرتبط بطبيعة المسلمين في أمريكا كجماعة مازالت تعيش طور التكوين ركزت معظم مواردها على بناء المؤسسات القائمة على حماية هويتها الدينية والثقافية في بداية فترة نموها واستقرارها في أمريكا ولم تبدأ في عملية بناء مؤسساتها السياسية إلا في فترة متأخرة، كما أرتبط أيضا بضعف ثقافة المشاركة السياسية لدى نسبة كبيرة من المسلمين الأمريكيين بسبب خبرات بعض المسلمين المهاجرين السلبية في بلدانهم الأصلية وشعور المسلمين الأفارقة الأمريكيين العام بعدم الثقة في النظام السياسي الأمريكي، وهما معا يشكلان غالبية مسلمي أمريكا.

ثالثا التأخر في بناء المؤسسات المسلمة المعنية بالشئون العامة والسياسية ارتبط بالتأخر في انتشار أيدلوجيا مسلمة أمريكية تشجع مسلمي أمريكا على الانفتاح على الحياة العامة الأمريكية والمشاركة في مؤسسات المجتمع الأمريكي المختلفة، وقد ارتبط بضعف مستويات المشاركة السياسية في أوساط المسلمين الأمريكيين وافتقارهم لخبرة المشاركة والكوادر المدربة.

ولكن كان من الواضح أن توجهات المسلمين الأمريكيين نحو المشاركة في الحياة العامة والسياسية الأمريكية تصاعدت بشكل مستمر خاصة خلال عقد التسعينات والذي شهد تأسيس مجموعة من أنشط منظمات مسلمي أمريكا السياسية والإعلامية حاليا، وقد أوضحت دراسة أجرتها كير في عام 2000 لتوجهات قادة المساجد في أمريكا أن 96% منهم يؤيدون مشاركة المسلمين في مؤسسات المجتمع الأمريكي المختلفة، كما أيد 89% منهم المشاركة في العملية السياسية، وأيد 77 % منهم فكرة أن الولايات المتحدة تقدم نموذجا من الحرية والديمقراطية يمكن أن يتعلم منه المسلمون.

وقد انتهي عقد التسعينات بخاتمة إيجابية لمسلمي أمريكا تمثلت في نجاحهم في تنشيط أعداد كبيرة منهم في أول حملة لوبي منظمة ضغطوا فيها على الكونجرس الأمريكي للمطالبة بإبطال بعض القوانين التي طبقت بشكل تمييزي ضدهم، كما نجحوا أيضا في بناء أول كتلة انتخابية موحدة لهم في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2000. ولكن ذلك لم يعن أن مسلمي أمريكا دخلوا القرن الحادي والعشرين بعد أن تغلبوا على جميع مشاكلهم الداخلية، ففي الحقيقة أن ما فعلوه هو السير بضع خطوات ناجحة على السبيل الصحيح للتأثير في الحياة العامة الأمريكية.

القسم الثالث: التحديات والفرص الخارجية

خبرة مسلمي أمريكا خلال العقد الأخير من القرن العشرين تميزت بتركيزهم - أكثر من أي مرحة أخرى من مراحل تواجدهم في أمريكا - على مواجهة الضغوط الخارجية التي تعرضوا لها من قبل المجتمع الأمريكي منذ استقرارهم المتزايد في الولايات المتحدة منذ الستينات من القرن العشرين، وذلك بعد أن ركزوا جهودهم خلال السبعينات والثمانينات من القرن العشرين على بناء المؤسسات القادرة على الحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية مثل المساجد والمدارس الإسلامية والمؤسسات الراعية لها، ويمكن تقسيم الضغوط الخارجية التي تعرض لها مسلمو أمريكا إلى أنواع ثلاثة رئيسية:

(1) الانتهاكات التي تعرضت لها حقوق وحريات المسلمين في أمريكا سواء من قبل مؤسسات المجتمع الأمريكي المختلف كالشركات والمدارس أو بسبب القوانين والسياسات الحكومية.

(2) مواجهة ما تتعرض لها صورة الإسلام والمسلمين في الإعلام الأمريكي من تشويه متزايد.

(3) تشجيع المسلمين على المشاركة في العملية السياسية الأمريكية لحماية وجودهم وإنجازاتهم على المستويات الحياتية الأخرى.

وكان من الواضح أن التحديات الثلاثة السابقة ظهرت لأربعة أسباب رئيسية، وهي:

(1) جهل غالبية الأمريكيين بحقيقة الإسلام والمسلمين وتأثرهم بالسمعة السلبية المنتشرة عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الأمريكية.

(2) وجود أقليات أمريكية نشطة ومنظمة سياسيا تعمل بشكل مستمر على تقويض صورة الإسلام والمسلمين وحقوقهم ووجودهم في الولايات المتحدة، وعلى رأس هذه الجماعات قوى اللوبي الموالي لإسرائيل وقوى اليمين الأمريكي الأصولي المتشدد.

(3) رصيد الصراعات المتزايدة بين بعض بلدان العالم الإسلامي والولايات المتحدة وتزايد مشاعر العداء لدى كلا الطرفين تجاه الأخر، وعدم نشاط المسلمين في أمريكا وخارجها في توضيح صورتهم وشرح قضاياهم لدى الرأي العام والمسئولين الأمريكيين على حد سواء.

وقد استجاب المسلمين الأمريكيين لهذه التحديات ببناء عدد متزايد من المنظمات المسلمة الأمريكية المعنية بالدفاع عن حقوق المسلمين وصورتهم وتشجيع مشاركتهم في الحياة السياسية الأمريكية.

وقد قادت أزمة سبتمبر 2001 خلال العامين السابقين إلى تفاقم التحديات الخارجية لمسلمي أمريكا للأسباب التالية:

- الأزمة أدت على زيادة الضغوط التي يتعرض لها المسلمون في أمريكا لكونهم مسلمين على المستويات الثلاثة التالية:

-----



(1) على مستوى الحقوق المدنية تعرض حوالي ألفي مسلم للمضايقات والتمييز خلال الشهور القليلة التالية لأحداث سبتمبر بسبب موجة الغضب التي شعر بها الشعب الأمريكي تجاه مسلم أمريكا بسبب هوية مرتكبي تفجيرات سبتمبر، كما أضطر 60-85 ألف من المهاجرين المسلمين إلى تسجيل أنفسهم لدى دوائر الهجرة أو للقاء مع مسئولي مكتب التحقيقات الفيدرالي بسبب الاحتياطات الأمنية التي اتخذتها الحكومة الأمريكية بعد أحداث سبتمبر ضد المهاجرين والأمريكيين من ذوي الأصول المسلمة والعربية.

وقد أحصى تقرير عن أوضاع الحقوق المدنية للمسلمين في أمريكا خلال العام 2002 أعده مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) 602 شكوى من حوادث تمييز تعرض لها المسلمون في أمريكا خلال عام 2002 بما يمثل زيادة قدرها 15 % مقارنة بعام 2001، وزيادة قدرها 64 % مقارنة بعام 2000، وقد أرجع التقرير الارتفاع الملحوظ في حوادث التمييز ضد المسلمين في أمريكا خلال عامي 2001 و2001 إلى تبعات أحداث سبتمبر 2001 السلبية على حقوق وحريات المسلمين في أمريكا، والتي شهدت موجة اعتداءات واسعة ضد المسلمين في الولايات المتحدة وانتشارا غير مسبوقا لخطاب العداء للإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام ودوائر السياسية الأمريكية خاصة اليمنية المتطرفة منها. كما أشار التقرير إلى أن حوادث التمييز ضد المسلمين في الولايات المتحدة زادت بنسبة قدرها 752 % منذ عام 1995.

وأشار التقرير إلى أن عام 2002 شهد ارتفاعا ملحوظا ومضطردا في عدد حوادث التمييز الواقعة في حق المسلمين في أمريكا من قبل المؤسسات الحكومية والتي كانت مصدر 10 % من حوادث التمييز التي وقعت ضد المسلمين في أمريكا خلال عام 2000، ثم ارتفعت في عام 2001 لتصل إلى نسبة 19 %، وبلغت في عام 2002 نسبة 23 % من إجمالي حوادث التمييز ضد المسلمين في أمريكا، مما رشحها لاحتلال الفئة الأولى من فئات الأماكن التي شهدت حوادث التمييز ضد المسلمين في أمريكا خلال العام الماضي بالتساوي مع أماكن العمل والتي تعد تاريخيا المصدر الأول لحوادث التمييز ضد المسلمين في أمريكا.

كما تضاعفت نسبة حوادث التمييز ضد المسلمين في المطارات الأمريكية خلال عام 2002 فقد كانت تمثل في عام 2000 نسبة 2 % فقط من إجمالي حوادث التمييز، ثم قفزت في عام 2001 لتصل إلى 26 %، أما في عام 2002 فقد مثلت نسبة 14 % من إجمالي حوادث التمييز التي تعرض لها المسلمون في أمريكا خلال ذلك العام، وهي نسبة مرتفعة.

(2) على مستوى الإعلام الأمريكي زادت معدلات التشويه التي تتعرض لها صورة الإسلام والمسلمين بشكل غير مسبوق، قد أشار استطلاع لتوجهات الرأي العام الأمريكي تجاه الإسلام والمسلمين نشره مركز بيو الأمريكي للأبحاث في شهر يوليو الماضي إلى تدهور صورة الإسلام في أعين الأمريكيين مقارنة بصورة الأديان الأخرى، إذ توصل الاستطلاع إلى أن 44% من الأمريكيين يعتقدون أن الإسلام يشجع العنف أكثر من الأديان الأخرى، وذلك مقارنة بنسبة 22% فقط منهم في شهر مارس من عام 2002، كما زادت نسبة الأمريكيين الذين يعتقدون أن المسلمين يعادون أمريكا إذ وصلت إلى نسبة 49 % مقارنة بنسبة 36% في مارس عام 2002، وفي الوقت نفسه قلت نسبة الأمريكيين الذين ينظرون نظرة إيجابية تجاه مسلمي أمريكا إلى 22% فقط مقارنة بنسبة 27 % في عام 2002 ونسبة 31 % في خريف عام 2001.

[/color]
__________________
معين بن محمد