عرض مشاركة مفردة
  #39  
قديم 10-06-2000, 01:43 PM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

إلى جميع الاخوة والاخوات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرجاء احترام أدب الحوار، لاسيما والكلام يدور حول النبي؛ صلى الله عليه وسلم؛ وآل بيته، وأصحابه؛ رضي الله عنهم أجمعين.
وعلى كل من ينسب قولاً لأحد الفريقين ذكر المصدر، لأن التقول كثير، ولأن بعض الاتهامات (من كلا الفريقين) لا أساس لها من الصحة.

ونرجو عدم المزايدة في نظرة المسلمين إلى الإمام السبط الشهيد الحسين بن علي؛ رضي الله عنهما؛ فما من عالم أو عابد أو فرد عادي من المسلمين، إلا ويعتقد اعتقاداً جازماً أنه سيد شباب أهل الجنة.

وأما خروجه إلى كربلاء فأمر تختلف فيه النظرة بين المسلمين وأهل الفرق، لأن المسلمين لا يعتقدون بعصمته، ولا بعصمة أحد سوى الأنبياء والرسل، عليهم السلام. وبالتالي فهو عندهم مجتهد فيما فعل، مأجور أصاب أو أخطأ. وهم لا يبرأون قتلته من فعلتهم، ولكنهم لا يلعنونهم، لأن اللعن ليس من دين المسلمين. ويرون ما جرى فتنة من فتن التاريخ، التي يحرصون على عدم تكرارها.

ولو كان المسلمون مبتدعة لفعلوا من المناحات والعزاء لمذابح التاريخ ما يفعله أهل الفرق في مواسمهم المخصوصة، وقد تم قتل بني أمية كلهم في مجزرة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً في بدء الثورة العباسية تحت شعار (الرضا من آل محمد)، حتى تم بقر بطون الحوامل من النساء والسراري، وكذا فعل الفاطميون في شمال أفريقيا تحت عنوان (المهدي من آل محمد) فقتلوا العلماء والقادة وكثيراً من العامة لتثبيت ملكهم. وكذا فعل التتار بتحريض نصير الدين الطوسي بالأسرة العباسية فقضوا على أبنائها جميعاً، ولم ينج إلا من هرب منهم إلى مصر أو أقاصي بلاد الترك والعجم، وكذلك وقع لمسلمي الأندلس، وللأسر المملوكية الحاكمة في مصر في عهد محمد علي باشا، ولمسلمي إيران في عهد الصفويين. وسلسلة المذابح التاريخية قائمة طويلة ترهق ضمائر الأحرار.

وأما الإصرار على تحميل المسلمين جميعاً مسؤولية استشهاد الإمام الحسين، فأمر لم يقل به شرع ولا عرف ولا قانون، وإن كان الأمر كذلك، فلا شك أن الذين غرروا به وأخرجوه من مكة، وتظاهروا ببيعته، وانقلبوا عليه عند أول فرصة أولى من يتحمل هذه المسؤولية التي تهز الضمائر الأبية والنفوس الحرة.
وعلى الذين يبتغون الحقيقة أن يقرأوا التاريخ بعقول واعية، وأعين مفتوحة.

وحبذا لو تم الحوار فيما يعود على المسلمين المعاصرين والجيل القادم بالفائدة الراجحة. فنحن في زمن لم يعد فيه لا بنو أمية ولا بنو العباس ولا العثمانيون ولا الصفويون، والإسلام نفسه مهدد، وأبناؤه يقاسون في مشارق الأرض ومغاربها.