عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 15-06-2007, 11:59 PM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

حقيقة ما جرى ويجري في فلسطيــن

حامد بن عبدالله العلي
في العام 1871 أرسلت بريطانيا بعثة مساحية لفلسطين ، عملت فيها 4سنوات ، ثم أكملـت في لندن 4 سنوات أخرى ، ترصد النتائج وتنظمـها ، حتى أصدرت العام 1888 م ، عشرة مجلدات عن قرى فلسطين ، بكل شيء فيها ، حتى طيورها ، وزهورها ، وعن القدس كذلك ، ومعها 26 خريطة تفصيلية عن كل فلسطين.
،
كانت هذه الخرائط بحوزة الصليبي اللنبي في بداية إحتلاله لفلسطين عام 1917م ، وهو الذي وُضعت تحت صورته كلمتـُه المشهورة في الصحف البريطانية إذْ ذاك ( اليوم انتهت الحروب الصليبية ) ، ومعها إعـلان وزير الخارجية البريطاني في مجلس العموم ، أنّ حملة اللنبي هي الحملة الصليبية الثامنـة !
،
ثـم بعد ذلك كان وايزمان الصهيوني ، يلحّ على حكومة الاحتلال البريطاني ، لتوثيق كلّ شيء على أرض فلسطين ، فسجّلت حكومة الإحتلال كلّ قطعة أرض ، بهدف استيلاء حكومة الاحتلال البريطاني على كلّ مالا يثبت لدى مالك الأرض أنـّه صاحبـها ، حتى يتم تحويلها للإستيطان اليهودي وفق المادة السادسة من صك الانتداب .
،
ثم جـرت بعد ذلك أكبر عملية نهب منظمة بريطانية لوطــن ، وكانت بريطانيا تجمع ما تنهـب لتسلمها في النهاية للصهاينة ،
،
ثم إنطـلقت الخطوة الأولى للغزو الصهيوني لفلسطين ، في مارس 1948م ، وانتهت بعد عام في مارس 1949م ، وأسفـرت عن احتلال الصهاينة 78% من فلسطين ، إنطلاقا من قواعد تحت سيطرة الاحتلال البريطاني ، وكانت المساحة اليهودية قبل ذلك 5% فقط .
،
وأما الخطوة الثانية فكانـت التطهير العرقي ، بالإستيلاء على ممتلكات الأهالي ، تـمّ فيها تهجيـر أهالي 675 مدينة وقريـة فلسطينية، كانت تدمر فيها أكثر من ثلثي القرى المهجّرة ، وارتكـب الصهاينـة ما لايقل عن 73 مذبحة ، وعشرات جرائم الحرب ، بما فيها من حرق المحصولات ، وتسميم الآبار ، وقتل كل من يحاول العودة إلى بيته .
،
ثم جاءت الخطوة الثالثــة وهي عندما أمر بن جوريون قواته ، وخبراءه العسكرييين ، والجغرافيين ، أن يمحـو كلّ أثـر للأسمـاء الفلسطينية سواء كانت عربيةإسلامية ، أو لنصارى فلسطين ، أو حتى ما كان من أسماء من كنعانيـة قبل ذلك ، ووضع أسماء عبرية مكانهـا .
،
لكنّ الأعجـب من هذا كلّـه ، أن نابليون عندما غزا بلاد الشام عام 1801 ـ وهو الذي وجـه نداءً دعا فيه اليهود في آسيا ، وأفريقيا ، للالتحاق بجيشه من أجل دخول القدس ـ كان برفقته ضابط مساح اسمه ( جاكوتان ) ، وهـو الذي تعد خريطته هـي أول خريطة مفصلة لفلسطين ، وقد مسح فيها كلّ فلسطين ، وكان الهدف المعلن هـو تتبع خطوات السيد المسيح ، غـير أن ما تبع ذلك من حملات لجواسيس وخبراء طيلة القرن التاسع عشـر ، قـد كشف الوجه غير المعـلن ، وهو الإستيـلاء على هذه الأرض ونهبها في أكبر عملية سطو في التاريخ الحديث.
،
وفي هـذه الفترة بين ( جاكوتان ) وما بعده ، جاء ما ذكرناه في أول المقال أنه في العام 1871 أرسلت بريطانيا بعثة مساحية لفلسطين ، عملت فيها 4سنوات ، ثم أكملـت في لندن 4 سنوات أخرى ، ترصد النتائج وتنظمـها ، حتى أصدرت العام 1888 م ، عشرة مجلدات عن قرى فلسطين ، بكلّ شيء فيها ، حتى طيورها ، وزهورها ، وعن القدس كذلك ، ومعها 26 خريطة تفصيلية عن كلّ فلسطين.
،
ثـم استمـر الصهاينة في عدوانهم ، ومجازرهم ، ونهبهم الوطن الفلسطينـي ، واستـمرت الهزائم العربية ، بسبب الخيانات والموالاة للأعداء ،
،
حتى أخـذت القضية الفلسطينة منحى جديدا ومذهلا في أواخر 1987 بقيام الإنتفاضـة الأولى ، وقـد بدأت الإنتفاضة الأولـى في 8 ديسمبر/كانون الأول 1987 في قطاع غزة ، بعد حادث مروري متعمّد قتل 6فلسطينيين كان مدبرا من جهاز الأمن الإسرائيلي للإنتقام لطعن إسرائيلي الأسبـوع السابق ، قتـل نـحو 1,300 فلسطيني و80 صهيوني ، حتـى نهايـة 1991. ونسـف العديد من المنازل الفلسطينية .
،
ثـم بعـدما انكشف الغطاء عن الخداع الصهيوني في مسيرة الإستسلام في أوسلو ، انطلـقت الشرارة الأعظـم في تاريخ الجهاد الفلسطيني ، في أيلول 2000م ، بالإنتفاضة الثانية التي فجرت العمليات الإستشهادية ، وصـعّدت المواجهة في فلسطين المحتلة إلى مستوى بالغ الخطـورة بالنسبة للكيان الصهيوني.
،
مـن هنا دخل الخـط الإسلامـي على الجهاد الفلسطيني بقـوة ، وبدأ يخوض تجربـة فريـدة في تاريخ الحركة الإسلامية .
،
صحيح أن هذه الإنتفاضة كانـت تقاد من ثلاث جهات ، السلطة الفلسطينية التي لم تكن سوى نموذج لأحد الأنظمة العربية بأمراضها المعهودة ، فقد أتخمت بالفساد ، وكانت السلطة قد أرغمت على الإنجرار وراء الإنتفاضـة ، لكنها بقيت متعلقة بإستجداء رضا أمريكا والصهاينة أيضا للبقاء في مشروع أوسلو البائـس ، ولهذا لعبت أدوارا متناقضة ، بين رغبتها الزائفة في الظهور بمظهر حركة تحرير وطني ، وبين إملاءات الخيانة وحب السلطة التي كان يستحوذ عليها.
،