عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 10-09-2002, 01:42 AM
العقاب العقاب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 41
إفتراضي

الاخ القوس
صدقت يجب ان ننتبه من هذه الفرق التي تحيد بالمسلمين من الطريق الحق ، وقد وجد الغرب ضالتهم في تشويه الاسلام من خلال دعم حركة التصوف كبديل للمسلمين من اتباع السلف لما للتصوف من دور في البعد عن الجهاد وتعطيل الروح الجهادية التي يدعو لها الاسلام ، وفي ذلك يقول شيخ الاسلام بن تيمية

من : لمعة الاعتقاد
التحذير من البدع وفرق الضلال والجدال والخصومات
بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال -رحمه الله- تعالى:

ومن السنة هجران أهل البدع ومباعدتهم، وترك الجدال والخصومات في الدين، وترك النظر في كتب المبتدعة، والإصغاء إلى كلامهم، وكل محدثة في الدين بدعة، وكل مُتَسَمٍّ بغير الإسلام والسنة مبتدع، كالرافضة، والجهمية، والخوارج، والقدرية، والمرجئة، والمعتزلة، والكرامية، والسابقة+، والكلابية، ونظرائهم، فهذه فرق الضلال، وطوائف البدع -أعاذنا الله منها- .


--------------------------------------------------------------------------------


يتكرر معنا التحذير عن البدع، والبدع تارة تكون في العقائد، وتارة تكون في الأعمال، ولا شك أن البدع التي في العقائد أشد نكرانا، وأشد خطرا من البدع التي في الأعمال؛ وذلك لأن البدع التي في الأعمال قد يقال إنها محرمة، ولكنها ليست مكفِّرة، ولا مضللة؛ لأنها مجال للاجتهاد، ومع ذلك فإنها منكرة؛ لعموم قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: وكل محدثة بدعة ولعموم قوله: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد .

وعلى هذا فإن البدع كلها مأمورون باجتنابها، وبالابتعاد عنها، ولو كانت حقيرة، ولو كانت صغيرة، فإنها منكر، وكان السلف -رحمهم الله- ينكرون على من أحدث ما لم يُسبق إليه، ولو كان يسيرا من الأمور المعتادة.

أنكروا على مروان لما قدم الخطبة على الصلاة في صلاة العيد، هذه بدعة، تقديم الخطبة على الصلاة، فإن في صلاة العيد تُقدم صلاة العيد على خطبتيه، بخلاف الجمعة، فعدوا هذه بدعة وأنكروها، ولكنها بدعة عملية، ليست بدعة اعتقاديه.

كذلك أنكروا بدعة إحياء المولد، إحياء ليلة المولد الليلة الثانية عشر من ربيع الأول، أنكروها وقالوا: إنها بدعة، مع أنها بدعة عملية، وإن كان للاعتقاد فيها مجال، ولكنها تلحق بالأعمال لا بالعقائد ؛ وسبب ذلك أنها محدثة، لم يكن لها أصل في الشرع .

وكذلك إحياء ليلة أول جمعة من رجب بصلاة تسمى صلاة الرغائب ، لا أصل لها مع أنها صلاة، الذين يفعلونها يقولون: أتنكرون علينا الصلاة؟ أتنكرون علينا طول القيام؟ أتنكرون علينا قراءة القرآن؟ أتنكرون علينا قراءة الأحاديث واستعمال الأدعية.

فنقول لهم: لا ننكر ذلك، ولكن ننكر عليكم تخصيص هذه الليلة دون غيرها؛ فإن هذا لم يرد به الشرع، فتعبَّدوا في السنة كلها ، ولا تخصوا ليلة من الليالي بعبادة ليست مشروعة فيها محددة.

وهكذا البدع الكثيرة، وقد استوفاها العلماء في مؤلفاتهم، كالشاطبي -رحمه الله- في "الاعتصام"، وكأبي شابة+ في "الباعث على إنكار البدع والحوادث"، وقبلهما ابن وضاح في نبذة له مطبوعة اسمها "البدع والنهي عنها"، وغيرهم كثير.

والكلام عليها أهون من الكلام على البدع العقدية، لا شك أن البدع الاعتقادية أشد إنكارا؛ وما ذاك إلا أنها تعتمد القدح في الشرع، إما قدحا في كماله، وإما قدحا في صلاحيته، وإما إطِّراحا لبعض تعاليمه.

فلأجل ذلك يحذر العلماء من هؤلاء المبتدعة، وينكرون عليهم: احذروا من المبتدعة، احذروا من قراءة كتبهم، احذروا من مجالستهم، احذروا من الانخداع بشبهاتهم، احذروا من قراءة نشراتهم التي ينشرون فيها ضلالاتهم وبدعهم ؛ حتى لا يعلق بقلوبكم شيء من كلامهم وأنتم لا تشعرون، فيصعب بعد ذلك تخلص ما علق بالقلوب.

كان السلف -رحمهم الله- يعرضون عن هؤلاء المبتدعة، ويقولون: السكوت عنهم إذلال وإهانة لهم. إذا نطق السفيه فلا تجبه

فخـير مـن إجابته السكوت



احتقِروه، واسكتوا عنه، واتركوه يهذر، ولا يُلتفت إليه، ولا يُستمع له .

وكان الناس يستجيبون لنا، يستجيبون لأهل السنة إذا حذرناهم وقلنا: هذا مبتدع، احذروه، لا تجالسوه؛ بقي معزولا، لا أحد يجالسه، ولا أحد يستمع منه، ولا حتى المناظرة، ويقولون: نصون علمنا عن أن نجادله، أو أن نناظره، أو أن نناقشه، أو أن نتكلم معه، كما نصون أخوتنا عن أن يجالسوه.

وهكذا بقوا معزولين طوال أو أكثر القرون المفضلة، نبغ مثلا.. كلما نبغ مبتدع وحاول -مثلا- أن يضل الناس سمع العلماء وفطاحلة العلم يحذرون منه ، فابتعد وتركه، وتمسك بما كان عليه علماء الأمة وجهابذتها.

ولكن مع طول الزمان ومع غربته تمكن هؤلاء المبتدعة، وصار لهم كلمة، وصار لهم أتباع، وصار لهم قوة، ونفوذ، ومقلدون، ومذاهب متبعة، معترف بها -في زعمهم- لها مكانتها، ولها قوتها -في زعمهم-، فحصل بذلك الانخداع لكثير من الجهلة والعوام حينما راجت مؤلفاتهم، فعند ذلك لم يروا بدا من مناقشتهم، إما مناقشة علنية حتى ينقمعوا+، وإما مناقشة كتابية.

تذكرون قد مر بنا مخاصمة الأدرمي محمد بن عبد الرحمن الأدرمي -رحمه الله-، وذكرنا أن ذلك المبتدع هو ابن أبي ذؤاد+، ناقشه وقطعه، قطعه بكلمات مختصرة، وإن كان المؤلف أوجزها، وقد توسع فيها العلماء الذين يروون بالأسانيد كالآجري في الشريعة ونحوه، هذه مخاصمة مع مبتدع.

كذلك أيضا لما اشتهر من المبتدعة بشْر المريسي، بشْر المريسي اشتهر بقوله: إن القرآن مخلوق؛ رأى بعض العلماء أن يخاصموه ، يمكن قرأتم رسالة الحيدة لعبد العزيز الكناني، فيها مخاصمة له؛ وذلك لأنه أراد أن يظهر نفسه حتى يجتمع مع ذلك المبتدع، فجمعه الخليفة هو وبشر، وتخاصما بقوة وبجدل، فكان الظهور للكناني -رحمه الله-.

وانقطع بشْر، ولم يكن معه جواب كافٍ في إقناع هذا العالم، وكتب صورة المناظرة في هذه الرسالة المطبوعة: "كتاب الحيدة" للكناني، ثم تتلمذ على المريسي رجل حنفي -ولكنه مبتدع- يقال له: محمد بن شجاع الثلجي، حنفي ولكنه مبتدع، يخفي ابتداعه، فكتب رسالة في عقيدة بشْر، ولم يذكر اسمه، ولكنه معروف، تولى الرد عليها ومناقشتها عالم جليل من علماء أهل السنة، هو عثمان بن سعيد الدارمي، في رده المشهور المطبوع: "رد الإمام الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد".

ومع الأسف يمكن قرأتم، ولعلكم ما قرأتم رسالة في ترجمة الثلجي هذا ، كتبها عالم مشهور يقال له: "زاهد الكوثري" المصري المشهور، وأثنى على الثلجي وبالغ في الثناء عليه؛ لأنه حنفي، ولم يتعرض لشيء من القدح فيه، مع أنه معتزلي جهمي.

هؤلاء رأوا أن المجادلة أفضل، ولكن الكثير يرون أن تركها أسلم، وقد ذكر ابن بطة في كتابه "الإبانة الكبرى" آثارا كثيرة في النهي عن مجادلة ومخاصمة المبتدعة -جميع أنواع البدع-، والتحذير من مجالستهم، ومخاصمتهم، ومناظرتهم، وأن في ذلك السلامة، وأن في تركهم والبعد عنهم إهانتهم، وإماتة أقوالهم.

ولكن رأى كثير من العلماء أنه لا بد من مناقشتهم؛ حتى يظهر الحق ويستبين، فوقع للشيخ الإسلام ابن تيمية مناظرات مع الأشاعرة في زمانه، ومع الصوفية في مصر، ومع كثير من المبتدعة كالبطائحية، وقع له مناظرات، ولكنه رأى أن ذلك من الضروري؛ حتى يقطع شُبَههم؛ لأنهم يشبهون على الناس.

ويمكن أن ترجعوا إلى المناظرات، مناظرة -لما كتب العقيدة الواسطية- مكتوبة، مطبوعة في المجلد الثالث، مناظرة الواسطية، وكذلك مناظرات في مصر، لما استُقدم إلى مصر وجادله من جادله في أمور العقيدة، ومناظرة أيضا في الشام بينه وبين البطائحية الصوفية ، الذين يدعون أنهم يدخلون النار ولا تضرهم، وقطعهم وخَصَمهم بذلك، وكذَّبهم، هذه المناظرات رأى أن فيها قمع لهم، هذه مناظرات مواجهة وجها لوجه.

ولكن هناك -أيضا- ردود له احتوت عليها مؤلفاته، ناقش فيها المبتدعة، مثلا كتابه الكبير الذي هو "منهاج السنة النبوية" ردا على الرافضة، وقمعا لهم، ودحضا لشبهاتهم، وإبطالا لترهاتهم وأكاذيبهم، يقرؤه القارئ فيرى الحق واضحا جليا.

كتابه "درء تعارض النقل والعقل" أو "موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول" ردا -أيضا- على كثير من الأشاعرة في شبهاتهم، وكذلك -أيضا- كتب له كثيرة: كـ "الرد على الأخنائي"، و"الجواب الباهر في الرد على عباد المقابر"، و"الصارم المسلول على شاتم الرسول"، وما أشبهها.

والحاصل أن أهل البدع العقدية خطرهم شديد، والإنسان عليه أن يعرف بدعهم فيحذرها، ويعرف أن ما عداها هو السنة والصواب؛ فيتمسك به، ويعض عليه بالنواجذ؛ حتى يسلم من هذه الأخطار.

مثَّل -رحمه الله- لهؤلاء المبتدعة، فذكر منهم مشاهيرهم، وبدأ بالرافضة الذين يسمون أنفسهم شيعة، وسبب تسميتهم رافضة أنهم في حدود سنة ثمان وعشرين ومائة خرج على الولاة زيد بن علي بن الحسين، وادعى الخلافة، وأنه أحق بالخلافة، ودعا إلى مبايعته.

فجاء إليه الرافضة في العراق، وقالوا: نبايعك على أن تتبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر. فقال: هما صاحبا جدي -يعني لا أتبرأ منهما-، فعند ذلك قالوا: إذن نرفضك، فرفضوه، فسموا رافضة لهذا السبب، وسمي الذين بايعوه على البراءة من بني أمية -ومنهم معاوية- سموا زيدية، أي أنهم على مذهب زيد، وهم معروفون اليوم.

فهذا سبب تسميتهم، معروف مذهبهم أنه مبني على الغلو في أهل البيت، الذين هم عليّ، وذريته، وزوجته فقط، وأم زوجته التي هي خديجة .

وبالغ بعضهم إلى أن ادعى الولاية لأبيه الذي هو أبو طالب، وكتب مؤلَّفا قبل أربعين سنة، نشر أحد علماء القطيف كتابا سماه "أبو طالب مؤمن قريش"، وصل إلى هذا الحد، وبالغ بأنه مؤمن، وأنه تقي، وأنه مسلم؛ لأجل أنه أبو عليّ ، ونوقش ووجد أنه ليس له مرجع، وأن مراجعه من كتب الرافضة ، التي لا أساس لها، ولا صحة لها، فهذا معتقدهم.

ذكرنا فيما سبق أنهم لما غلوا في عليّ كان من لوازم ذلك أن يطعنوا في الخلفاء قبله ، الذين يدعون أنهم قهروه وقسروه وألزموه بأن يبايع لهم، وأن يتنازل عن الخلافة، وأنه لا حق له فيها فغلبوه.

فادعوا أن أبا بكر وعمر وعثمان ظلموه؛ فتبرءوا منهم، وتبرءوا ممن بايعهم ، ولم يوالوا من الصحابة إلا عددا يسيرا، كعشرة أو خمسة عشر أو أقل من العشرين، هؤلاء الذين والوهم، أما بقية الصحابة عندهم فإنهم كفار؛ لأجل ذلك لا يقبلون أحاديثهم، ولو كانت في الصحيحين، هذا مذهب الرافضة.

ثم زادوا على ذلك أنهم طعنوا في القرآن، وادعوا أن الصحابة الذين كتبوه خانوا فيه، وأنهم حذفوا منه ما حذفوا، نحو ثلثيه، ما يتعلق بالولاية، وما يتعلق بأهل البيت.

وادعوا أن هناك سورة سموها سورة الولاية، يمكن تجدونها مصورة في الخطوط العريضة للخطيب -رحمه الله- محب الدين الخطيب، الخطوط العريضة، صورها ورسمها.

وادَّعوا أن هذه سورة الولاية، وأن الصحابة حذفوها، وحذفوا أيضا أشياء كثيرة من القرآن، حتى ذكروا أنهم حذفوا آية من سورة "ألم نشرح"، قالوا: إنها نزلت: "ألم نشرح لك صدرك، وجعلنا عليا صهرك"، هكذا قالوا: إنهم حذفوا هذه الكلمة.

فالحاصل أنهم يدَّعون الطعن في الخلفاء، وكذلك في الصحابة، ويسبُّونهم، ويردون الأحاديث، ويطعنون -أيضا- في القرآن، وفي حق عليّ وذريته يغلون غلوا زائدا، حتى عبدوه من دون الله، فجمعوا بين الشرك بعبادة أهل البيت، وتعظيمهم التعظيم الزائد، والطعن في القرآن، والطعن في السنة أو ردها، والطعن في الصحابة وتكفيرهم.

أما بقية الطوائف فهم طوائف مختلفون في المعتقد، نأتي بهم باختصار على ترتيب وجودهم:

فأولهم: أول من وجد الخوارج، الذين خرجوا على عهد عليّ، وكان من عقيدتهم التكفير بالذنب، وهو أنهم يجعلون الذنب كفرا والعفو ذنبا، العفو يجعلونه ذنبا، والذنب يجعلونه كفرا؛ فلذلك يستحلون دماء المسلمين بأدنى ذنب ولو كبيرة، يقولون: من فعل هذه الكبيرة حل دمه، وحل ماله، وحلت نساؤه، وحل استرقاق أولاده، ونحو ذلك.

قاتلهم علي -رضى الله عنه-، واستمروا موجودين في مدة خلافة بني أمية، وهم يقاتلون، يقوون تارة، ويضعفون تارة، إلى أن تفرقوا، ولكن بعد ذلك هدأت كلمتهم، فلم يكونوا يقاتلون، ودخلت فيهم أيضا بدع أخرى.