عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 15-09-2002, 02:50 AM
العقاب العقاب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 41
إفتراضي

7) الحلال والحرام:

وكذلك الشأن في الحلال والحرام فأهل وحدة الوجود في الصوفية لا شيء يحرم عندها لأن عين واحدة.. ولذلك كان منهم الزنادقة واللوطية، ومن يأتون الحمير جهاراً نهاراً. ومنهم من اعتقد أن الله قد اسقط عنه التكاليف وأحل له كل ما حرم على غيره.

(8) الحكم والسلطان والسياسة:

وأما في الحكم والسلطان والسياسة فان المنهج الصوفي هو عدم جواز مقاومة الشر ومغالبة السلاطين لأن الله في زعمهم أقام العباد فيما أراد.

(9) التربيـــــة:

ولعل أخطر ما في الشريعة الصوفية هو منهجهم في التربية حيث يستحوذون على عقول الناس، ويلغونها وذلك بإدخالهم في طريق متدرج يبدأ بالتأنيس، ثم بالتهويل والتعظيم لشأن التصوف ورجاله ثم بالتلبيس على الشخص ثم بالرزق لعلوم التصوف شيئا فشيئا ثم بالربط بالطريقة وسد جميع الطرق بعد ذلك للخروج.



ثالثاً: نقطة البدء في جدال الصوفي:

كثير من الأخوة المسلمين الغيورين على الدين والكارهين للتصوف وترهاته يبدءون في جدال الصوفي بداية خاطئة وذلك في الأمور الهامشية الفرعية كبدعهم في الأذكار، وتسميتهم بالصوفية، وإقامتهم للحفلات والموالد، أو حملهم للمسابح، أو لبسهم للمرقعات أو نحو ذلك من المظاهر الشاذة التي يظهرون بها، والبدء بالنقاش حول هذه الأمور بداية خاطئة تماماً وبالرغم من أن هذه الأمور جميعها هي بدع تخالف الشريعة، ومفتريات في الدين إلا أنها تخفي ما هو أمر وأعظم، أعني أن هذه فرعيات لا يجوز البدء بنقاشها وترك الأصوليات، حقاً أنها جرائم ومخالفات ولكنها قليلة جداً إذا قيست بالعظائم والمفتريات والكفريات الشنيعة، والأهداف الخسيسة التي سار فيها الفكر الصوفي، ولذلك يجب على من يجادل الصوفي أن يبدأ بالأصول والأمهات لا بالفرعيات والشكليات.

ولعلك بقراءتك أصل الخلاف الجوهري بين الإسلام والتصوف قد عرفت ما ينبغي عليك أن تبدأ به في النقاش إنه منهج التلقي واثبات الدين. أعني ما يتضمنه الإجابة على هذا السؤال: كيف نتلقى الدين؟ وتثبت العقيدة والعبادة، وما هي مصادرنا لهذا التلقي؟ الإسلام يحصر مصدر التلقي في الكتاب والسنة فقط ولا يجوز إثبات عقيدة إلا بنص من القرآن وقول الرسول ولا إثبات شريعة إلا بكتاب وسنة واجتهاد موافق لهما والاجتهاد يصيب ويخطئ ولا معصوم إلا كتاب الله وسنة رسوله فقط، وأما في التصوف فإن الدين عندهم بزعم شيوخهم أنه يتلقونه عن الله رأساً، وبلا واسطة، وعن الرسول الذي يزعمون أنه يحضر مجالسهم دائماً، وأماكن ذكرهم وعن الملائكة، وعن الجن الذين يسمونهم بالروحانيين وبالكشف الذي يزعمون أن قلب الولي ينكشف له الغيوب فيرى ما في السموات والأرض. وما سبق وما يأتي من الحوادث فالولي عندهم لا يعزب عن علمه ذرة في السموات ولا في الأرض.

ولذلك فليكن أول ما تسأل الصوفي عنه: كيف تثبتون الدين؟ ومن أين تتلقون عقيدتكم؟ فإذا قال لك الصوفي: من الكتاب والسنة. فقل له: الكتاب والسنة يشهدان أن إبليس كافر وأنه وأتباعه في النار كما قال تعالى: (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل ان الظالمين لهم عذاب اليم).

والشيطان هنا هو إبليس بإجماع المفسرين من السلف، ومعنى (وما أنتم بمصرخي) ما أنتم بمستطيعين تخليصي وانجائي. ومعنى ذلك أنه معهم في النار. فهل تعتقدون أنتم أيها الصوفية ذلك؟

فإن قال لك الصوفي نعم نعتقد أن إبليس وأتباعه في النار. فقد كذب عليك، وإن قال لك لا نعتقد أنه في النار ونعتقد أنه تائب مما كان منه، أو أنه موحد مؤمن كما قال أستاذهم الحلاج. فقل له قد كفرتم لأنكم خالفتكم كتاب الله وأحاديث الرسول وإجماع الأمة أن إبليس كافر من أهل النار. وقل له: قد حكم شيخكم الأكبر وابن عربي أن إبليس في الجنة وفرعون في الجنة (كما في الفصوص) وقد حكم أستاذكم الأعظم الحلاج أن إبليس هو قدوته وشيخه هو فرعون كما جاء في الطواسين (ص52) فما قولك في ذلك؟ فإن أنكره فهو مكابر جاحد. أو جاهل لا يدري. وإن أقر بذلك وتابع الحلاج وابن عربي فقد كفر كما كفروا وكان من إخوان إبليس وفرعون فحسبه بذلك صحبة في النار. وإن أراد التلبيس عليك وقال: إن كلامهم هذا شطح قالوه في غلبة حال وسكر، فقل له: كذبت فهذا الكلام في كتب مؤلفة وقد صدر ابن عربي كتابه الفصوص بقوله: (إني رأيت رسول الله في مبشرة (رؤيا) في محروسة دمشق وأعطاني هذا الكتاب وقال لي أخرج به على الناس).

وهذا الكتاب هو الذي ذكر فيه أن إبليس وفرعون هم من العارفين الناجين، وأن فرعون كان أعلم من موسى بالله. وأن كل من عبد شيئاً فما عبد إلا الله، والحلاج كذلك كتب كل كفرياته في كتاب ولم يكن شطحاً أو غلبة حال كما يقولون، فإن قال لك الصوفي: لقد تكلم هؤلاء بلغة لا نعلمها فقل له: لقد كتبوا كلامهم بالعربية وشرحه تلاميذهم وقد نصوا على ذلك. فإن قال: إن هذه لغة خاصة بأهل التصوف لا يعرفها غيرهم، فقل له: إن لغتهم هذه هي العربية وهم قد نشروها في الناس ولم يجعلوها خاصة بهم وقد حكم علماء المسلمين على الحلاج بكفره وصلب على جسر بغداد عام 309 بسبب مقالاته وكذلك حكم علماء المسلمين بكفر ابن عربي وزندقته، فإن قال لك الصوفي: لا أعترف بحكم علماء الشريعة لأنهم علماء ظاهر لا يعرفون الحقيقة. فقل له: هذا الظاهر هو الكتاب والسنة وكل حقيقة تخالف هذا الظاهر فهي باطلة وما الحقيقة الصوفية التي تدعونها؟ فإن قال لك هي شيء من الأسرار لا ننشره ولا نذيعه. فقل: فقد نشرتموه وأذعتموه وهو أن كل موجود في زعمكم هو الله وأن الجنة والنار شيء واحد وأن إبليس ومحمد شيء واحد وأن الله هو المخلوق والمخلوق هو الله كما قال إمامكم وشيخكم الأكبر:

العبد رب ورب عبد يا ليت شعري من المكلف؟ إن قلت عبد فذاك رب وإن قلت رب أن يكلف؟

فإن أقر بذلك وتابع هؤلاء الزنادقة فهو كافر مثلهم وإن قال: لا أدري ما هذا الكلام ولا أعلمه ولكني أعتقد إيمان قائليه ونزاهتهم وولايتهم. فقل له: إن هذا كلام عربي واضح لا غموض فيه. وهو ينبئ عن عقيدة معروفة هي وحدة الوجود وهي عقيدة الهنادك والزنادقة نقلتموها إلى الإسلام وألبستموها بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

فإن قال لك: لا تتعرض للأولياء حتى لا يؤذوك فان الرسول يقول: قال الله تعالى (من عادى لي ولياً فقد اذنته بالمحاربة) قلت له: ليسوا هؤلاء بأولياء وإنما هم زنادقة مستترين بالإسلام. وانا كافر بكم وبآلهتكم فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم.

فإن قال لك: يجب علينا أن نسلم للصوفية حالهم. فإنهم عاينوا الحقائق وعرفوا باطن الدين!! فقل له: كذبت، لا يجوز أن نسكت لأحد عن قول يخالف فيه الكتاب والسنة. وينشر الكفر والزندقة بين المسلمين لأن الله يقول (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فاولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) فلذلك لا يجوز السكوت على باطلكم وترهاتكم وزندقتكم لأنكم أفسدتم العالم الإسلامي قديماً وحديثاً وما زال هذا شأنكم إلى اليوم تخرجون الناس من عبادة الله الى عبادة المشايخ ومن التوحيد الى الشرك وعبادة القبور ومن السنة الى البدعة. ومن العلم بالكتاب والسنة الى تلقي البدع والخرافات ممن يدعون رؤية الله والملائكة والرسول والجنة. لقد كنتم طيلة عمركم عوناً للفرق الباطنية، وخدماً للاستعمار ولذلك فلا يجوز بتاتاً السكوت عن ضلالكم وشرككم، وصرفكم للناس عن القرآن الكريم والحديث إلى أذكاركم المبتدعة وعبادتكم التي لا يعدو كونها مكاءً وتصدية كعبادة المشركين.

فعند ذلك لا بد وأن يسقط في يده، ويعلم أنه أمام من أحاط علماً بباطله فإما أن يهديه الله للإسلام الصحيح وأما أن يخفي أمره ويستر عقيدته حتى يفضحه الله أو يموت على زندقته وكفره أو بدعته ومخالفته للحق. هذا وقد فصلنا كل ذلك تفصيلاً من كتبهم وأقوالهم فارجع إلى كتاب الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة تجد ذلك مفصلاً بحمد الله وتوفيقه والحمد لله أولاً وأخيراً والعزة لكتاب الله وسنة رسوله، ومن اتبعهما وتمسك بصراط الله المستقيم وكان من المؤمنين والحمد لله رب العالمين..

تمت




منقول من الساحات