عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 18-09-2002, 11:15 AM
مشهور مشهور غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 65
إفتراضي

يا شباب،،، على رسلكم،،، هذا العنوان الكبير الذي تعملون فيه قدحًا وذمًا هو عنوان سلوك ارتضاه سلف هذه الأمة،،،
وأكابر علماء أهل السنّة كما هو معلوم هم متصوفة،،، ولا يجوز أبدًا المساس بمقامهم،،، فالإمام الجنيد والإمام الجيلاني والإمام النووي والإمام الرفاعي والإمام الرافعي والإمام الغزالي وغيرهم من جهابذة العلماء هم الذين صنفوا كتب التصوف الصحيح الذي اقتبسوه من حياة الصحابة الأوائل ومن سيرة المصطفى صلوات الله عليه وسلامه،،،
وصدور بعض الشواذات من بعض المننتسبين زورًا إلى الصوفية لا يعني أبدًا أن نطعن في الأصل النقي الذي بني على أسس إسلامية واضحة راسخة،،، فدعوا عنكم هذه الدعاية الكاذبة واسألوا الله أن يتوب عليكم،،،

ولمن جهل حقيقة التصوف فليراجع هذا الموضوع
http://hewar.khayma.com/showthread.p...%CA%D 5%E6%DD

وسأنقله هنا بحول الله:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين

اليوم بين أيدينا قضية التصوف، عقيدة المتصوفة وأهدافهم:


التصوف بالجملة هو كما قال شيخ الصوفية الصادقين في أواخر القرن الثالث الهجري الإمام الجنيد البغدادي في تعريفه للصوفي الصادق: الصوفي من لبس الصوف على الصفا وسلك طريق المصطفى وأذاق النفس طعم الجفا وكانت الدنيا منه على القفا


هذا هو التعريف الحق، فمن شمله هذا التعريف كان صوفيًا عند العارفين بالله، ومن لم يشمله هذا التعريف لا يكون في عداد المريدين السالكين الصادقين الصوفية المتمسكين مهما طالت لحيته واغبر شعره ومهما كان ثوبه متسخًا إذ إن اتساخ الثوب وكثرة الرقع فيه ونتانة بدنه وثوبه لا تدل على أنه من الصوفية بهذه الإشارات. من هنا كان لا بد من التفريق بين زنادقة المتصوفة وبين الصوفية الحقة.


زنادقة المتصوفة يخلطون الشعوذة والسحر والتمتمات وأمورًا شركية نهى الله عنها وحذر منها رسوله صلى الله عليه وسلم بحركات وزعقات وخفقات قلبية مصطنعة ليلفتوا إليهم الأنظار ولتشد إليهم الرحال ومعهم ما يحملونه من ذهب وفضة وطعام وثياب فاخرة وهدايا وعطايا فالغاية عند هؤلاء بطن وفرج وشهوة وهوى.

أما الغاية النبيلة عند الصوفية الصادقين كما قال صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه: أي أرض تقلّني وأي سماء تظلني إن قلت في كتاب الله بما لا أعلم.

وعمر رضي الله عنه الفاروق الذي أوصى بمحاسبة النفس في الدنيا دار العمل لا شك هذا هو أول قدم الصوفية الصادقين: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وتزينوا ليوم العرض فإنه أهون عليكم أن تحاسبوا أنفسكم في الدنيا.


من تمسك بمقولة هذين وكان اعتقاده على ما كان الإمام علي رضي الله عنه في الخوف والرجاء حيث قال: إني إذا أطعته رجوت ثوابه وإذا عصيته خشيت عقابه وعرف ان القبر صندوق العمل وكان مقبلاً إلى الآخرة كرقيق القلب التقي الصالح الخليفة عثمان الذي شوهد على قبر واقفًا يبكي فقيل له ما لك يا أمير المؤمنين تقف على قبر وتبكي فقال: ألم تعلم أن القبر أول منزل من منازل الآخرة.

ومن مثل هؤلاء الخلفاء الأربعة في الصدق مع الله والزهد بما في هذه الدنيا فمن كان على قدمهم لا شك هو صوفي صادق. ولكن إن وجدت على هامة أناس يدعون التصوف، أنهم يحرمون الحلال ويستحلون الحرام فاجزم يقينًا غير شاك أن هؤلاء قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رغب عن سنتي فليس مني"

أسفي على أولئك المتحذلقين…
أسفي على أولئك مدعي الثقافة الإسلامية القائلين في التصوف: التصوف ليس قضية لبس الصوف فحسب بل ويعني أفكارًا دخيلة من صنع الفلاسفة بعيدةً عن الإسلام؟؟ كيف يكون الزهد في الدنيا أفكارًا دخيلةً وكيف يكون التزام شرع الله أفكارًا من صنع الفلاسفة دخيلة بعيدة عن الإسلام؟؟


فليس من التصوف وليس من الصوفية الصادقين من يدعي أنه يقابل الله ويجتمع بالإله، ليس من التصوف ولا الصوفية الصادقين من يقول خضنا بحرًا وقف الأنبياء بساحله. ليس من الصوفية المعتبرين من فضل نفسه على نبي، من ادعى لنفسه علم الغيب وقد قال الله تعالى لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم: "ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم". إذا كان رسول الله لا يعلم الغيب فهل يكون مشايخ الصوفية الصادقين فضلاً عن أدعياء التصوف يعلمون غيب السماوات والأرض وقد قال الله تعالى: "قل لا يعلم من السماوات والأرض الغيب إلا الله".


والإمام الرفاعي والبدوي، كلّ بريء من هذه السكة المعوجة الملتوية الخطرة. الإمام الرفاعي قال في أبي منصور الحلاج: لو كان على الحق ما قال أنا الحق. فلا يحكم على المتصوفين الصادقين بما يحكم على زنادقة المتصوفة الذين يدعون علم الغيب، الذين يدعون أنهم يتصلون بالله، ويجتمعون بالله ويعلمون غيب السماوات والأرض وأن الله حلّ فيهم وأن الله دخل في جبتهم وما شابه ذلك من قضايا مفتراة على الشرع والإسلام، فالمنصف المتعلم عند أهل الدين والتقوى، لا شكّ يفرّق بين الساحر والمشعوذ وبين الإمام الرفاعي الذي قال: لا تنظر إلى المرء وهو يمشي على وجه الماء ولكن انظر إلى شرعه عند الإفتاء. الشرع يحرّم هذه المقالات الفاسدة ويحكم عليها بالكفر كقوله أنا الله وما في الجبة إلا الله وخضنا بحرًا وقف الأنبياء بساحله ويدعون علم الغيب، أما الصوفية الصادقون فيحاربون هذا لاشك.


وللأولياء كرامات وقد روى البيهقي عن خبيب بن عدي الذي أسره بنو الحارث من كفار قريش وقد قتل زعيمهم الحارث أن بنت الحارث قالت: والله لقد رأيته يأكل عنبًا وما بمكة قطيفة عنب، الله أكرم الأكرمين قال في القرءان الكريم: " كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقًا قال يا مريم أنّى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب" هؤلاءالذين ينكرون كرامات الأولياء لا ينكرونها إلا لأنهم لا يعرفونها في أنفسهم ولا في مشايخهم فهم محرومون منها، ثابتة في القرءان كما في الأحاديث.


الصوفية الصادقون غير المشعوذين هدفهم تعليم الناس شريعة النبي محمد عليه الصلاة والسلام لذلك قال الجنيد البغدادي شيخ الصوفية الصادقين: الصوفي من لبس الصوف على الصفا. صفاء القلب من الكدور والآثام ومعاصي القلب، وسلك طريق المصطفى، تعلم الواجبات والمحرمات، اجتنب المحرمات والتزم الواجبات، وكانت الدنيا منه على القفا، لم يكن قلبه متعلقًا بالدنيا، وأذاق النفس طعم الجفا، لم يكثر من المباحات ولم يحرمها وكانت الدنيا منه على القفا.

والله تعالى أعلم وأحكم
__________________
لا تقل أصلـي وفصلـي أبـدًا
*********** إنما أصل الفتى ما قد حصل