عرض مشاركة مفردة
  #14  
قديم 18-02-2004, 07:09 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

أخي / أبو نعيم

إجابة على تساؤلاتك ...
إقتباس:
1- من اسسها
2- من يمولها
3-من يديرها
4-ما هي اهدافها
5- ما هي سياستها
إليك هذا المقال فلعلك تجد فيه ضالتك
رغم أنه طويل ... لكنه كافٍ وشاف

قناة الحرة الفضائية.. ماشطة لن تجمل الوجه العكر

عجيب أمر الولايات المتحدة التي تنفرد بلقب 'القوة العظمي الوحيدة' في عالم اليوم إذ يعتقد الرئيس بوش أن تخصيص 62 مليون دولار لإطلاق قناة تليفزيونية أمريكية باللغة العربية في الرابع عشر من الشهر الحالي سيكون كفيلا بتغيير المشاعر المعادية لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بل وستكون وسيلة ناجعة في نشر الحرية والديمقراطية في العالم العربي وقال بالحرف الواحد في خطاب ألقاه في مكتبة الكونجرس الأمريكي: إن حرية الصحافة والتدفق الحر للأفكار هما أمران اساسيان وحيويان للحرية ولمواجهة الدعاية الإعلامية المفعمة بالحقد التي تملأ موجات الاثير في العالم الإسلامي، ولتشجيع النقاش والحوار المفتوح ستبث الولايات المتحدة رسالة تنطوي علي روح التسامح ونقل الحقيقة باللغتين العربية والفارسية لعشرات الملايين في الشرق الأوسط، وتعد محطاتنا الاذاعية الاكثر شعبية بين الشباب في عدد من المدن في منطقة الشرق الأوسط الكبري.. وسنطلق قناة تليفزيونية جديدة اسمها 'قناة الحرة' ستبث الاخبار والأفلام السينمائية وبرامج الرياضة والترفيه والثقافة للملايين من المشاهدين في مختلف أرجاء المنطقة ومن خلال كل هذه الجهود سيتعرف ابناء شعوب المنطقة علي قيم الولايات المتحدة وسياساتها وسيؤدي تقديم الحقائق إلي خدمة وتعزيز قضية الحرية.
وتذكرنا هذه التصريحات ببيت الشعر العربي الذي اصبح مثلا شعبيا يقول:
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة ... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.
فإذا كان الرئيس بوش يدرك أن اطلاق قناة 'الحرة المرة' لن يغير قناعة الشعوب العربية بالانحياز الأمريكي الأعمي إلي جانب اسرائيل والذي تجسد في وصف بوش لشارون بأنه رجل سلام وسمح له بتقطيع أوصال الضفة الغربية بجدار الفصل العنصري وبدفن خريطة الطريق ولن يبدل اطلاق قناة 'الحرة المرة' مشاعر الغضب التي تأججت في صدور العرب وهم يتابعون علي مدي العقدين الماضيين سلسلة من المغامرات العسكرية الأمريكية التي استهدفت عددا من الدول العربية من ليبيا إلي العراق ثم السودان ثم غزو العراق الذي يئن تحت وطأة الخراب والفوضي التي اشاعتها جحافل الغزو الامبراطوري الأمريكي.
وستكون المصيبة اعظم إذا كان الرئيس بوش لا يدرك ان اطلاق مائة قناة 'حرة مرة' لن ينجح في تجميل الوجه الأمريكي في العالم العربي طالما واصلت الولايات المتحدة سياساتها الظالمة وواصلت الكيل بمكيالين، مكيال للعرب والمسلمين يحرمهم من حقوقهم حتي مقاومة الاحتلال، ومكيال لإسرائيل تعيث في الأرض العربية فسادا وتتلقي المكافأة السخية من واشنطن وتمارس نفوذها الضاغط علي القوة العظمي الوحيدة في عالم اليوم؟
وتساءل الكثيرون عن السبب في اطلاق قناة 'الحرة المرة' باللغة العربية بعد فشل المحاولات السابقة لغسل الأدمغة العربية وخاصة الشباب من خلال 'راديو سوا' تارة ومن خلال مجلة 'هاي' تارة أخري وتبرع موفق حرب الذي وهب نفسه لقيادة مشروع غسيل الأدمغة بتقديم إجابة مثيرة للضحك والسخرية حين صرح بأن قناة 'الحرة المرة' هي هدية من الشعب الأمريكي إلي الشعوب العربية لدعم الحرية والديمقراطية في العالم العربي من خلال تزويد تلك الشعوب بالمعلومات والبرامج التي تدعم انتشار الحرية!
ولكن سيعلم موفق حرب ومن هم وراءه من المحافظين الجدد وصقور الحرب في واشنطن أن هديته المزعومة سترد إليه بمجرد أن يتعرف المشاهد العربي الذي لا يمكن خداعه علي حقيقة محتوي قناة 'الحرة المرة' التي ستروج لمصطلحات ملتوية في نشراتها الاخبارية، كما كشف مدير الأخبار فيها موفق حرب في تصريحاته وهو يفتخر بأنه سيكون المسئول عن صياغة التعبيرات التالية:
قوات التحالف بدلا من قوات الاحتلال، أراضي السلطة الفلسطينية بدلا من الضفة الغربية المحتلة، العمليات الإرهابية أو الانتحارية بدلا من العمليات الاستشهادية.
وبطبيعة الحال لن يدخل تعبير 'المقاومة' قاموس المصطلحات الاخبارية لقناة 'الحرة المرة' لأنه تعبير مفعم بمشاعر الاثارة وربما ينطوي علي العنف والإرهاب وقال حرب إن أخبار 'الحرة المرة' ستستخدم المصطلحات المتعارف عليها في وسائل الإعلام العالمية المحترمة فإذا وصفت واشنطن المنظمات الفلسطينية بأنها ارهابية فستستخدم قناة الحرة نفس الوصف! وادعي موفق حرب في تصريحاته بأن قناة الحرة التي ستتكلف في عامها الأول 62 مليون دولار ستكون استثمارا امريكيا جيدا بالمقارنة مع مئات الآلاف من ملايين الدولارات التي أنفقتها الأنظمة العربية علي شراء أسلحة استخدمت في تدمير الاقتصاد العربي!
ولم يخف مدير قناة أخبار قناة 'الحرة المرة' نوايا القناة في استهداف الأنظمة العربية فقد صرح بأنه إذا لم تقم أزمات من البداية بين قناة الحرة الأمريكية وبين الأنظمة العربية فإن ذلك سيعني عدم قيام القناة بواجبها ولهذا أكد أن معيار نجاح القناة سيقاس بحجم المشاكل التي ستثيرها برامجها مع الأنظمة العربية.
وعلمت 'الأسبوع' من مصادرها في بيروت أن موفق حرب اختار مذيعا تليفزيونيا لبنانيا اسمه زياد نجيم للعمل في قناة 'الحرة المرة' كمعد ومقدم لبرنامج مصمم خصيصا للتشهير بالمسئولين العرب مستخدما سمعته في استخدام لغة ما تحت الحزام وما يخرج عن اللياقة من لغة إباحية أدت إلي وقف برامجه في لبنان، وتلقفه موفق حرب ليستهل به سلسلة الشتائم والهجمات الشخصية باستهداف النظام السوري وهكذا فإن المسئولين الأمريكيين الذين اختاروا موفق حرب ليقوم بدور 'أنكل توم العربي' ويتعاون معهم ضد العرب كما سبق لجدودهم استخدام رجل من الأمريكيين السود ضد بني جلدتهم وسموه 'أنكل توم' سمحوا له باختيار مجموعة من أدعياء الصحافة والإعلام سبق أن تلطخت أياديهم إما بالقتال في صفوف القوات اللبنانية المتعاونة مع اسرائيل وإما بالعمل مع الموساد الاسرائيلي وأصبحوا الآن مخالب البروباجندا الأمريكية لخدمة المحافظين الجدد من أمثال دانيال نصيف رئيس تحرير راديو سوا الذي يمكن للقارئ أن يجد اسمه في موقع 'من أجل لبنان الحر' ( ×××××××××× ) وتحت عنوان 'أشهر 50 خبيرا في شئون لبنان والشرق الأوسط' جنبا إلي جنب مع رفيق كفاحه ضد العرب والمسلمين دانيال بايبس وصقور الحروب الاستباقية مثل أمير الظلام ريتشارد بيرل وبيل كريستول وغيره من واضعي وثيقة مشروع القرن الأمريكي الجديد لفرض السيطرة الأمريكية علي العالم بالقوة المسلحة.

اللعب في الدماغ
والحقيقة المرة وراء قناة الحرة الأمريكية الجديدة أنها محاولة ساذجة لتسويق أمريكا للمشاهدين العرب كنموذج يحتذي في القيم والثراء والتقدم وكحاملة للواء الحرية والديمقراطية.
وكما سبق أن أخرج البيت الأبيض مسرحية انتهاء العمليات القتالية في العراق بمشهد درامي للقائد المنتصر جورج بوش الصغير وهو يرتدي زي الطيارين ويستقبله الجنود علي حاملة طائرات أمريكية استقبال الأبطال، أعد مكتب التضليل الإعلامي الأمريكي اخراجا مماثلا علي شاشة قناة 'الحرة المرة' ليطل منها الرئيس بوش يوم الافتتاح من خلال مقابلة اختص بها أداة البروباجندا الأمريكية الجديدة ليعد المشاهدين العرب بأنه 'سيواصل التزامه بالعمل علي نشر الحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط' وقد يستشهد بوش بالتجربة الأمريكية في العراق كخير دليل علي صدق النوايا الأمريكية في نشر الديمقراطية علي ظهور الدبابات، وفوق أشلاء الضحايا الأبرياء، ووسط ركام وأنقاض ما دمرته آلة الحرب الأمريكية التي عرفت طريقها إلي أغني حقول البترول العربية.
ولكي يكتمل الاخراج المسرحي لميلاد قناة 'الحرة المرة' صرح موفق حرب بأن قناة 'الحرة المرة' ستحمل مفاجأة سارة لمشاهديها من خلال برنامج اسمه 'ساعة حرة' سيقدمه محاور يدير أحد مراكز الأبحاث المتخصصة في التهجم علي العروبة والإسلام وسيكون في شكل مناظرة بين أحد الإسلاميين الراديكاليين وعلي الطرف الآخر مسلم معتدل بهدف أن يقرر المشاهد أيهما علي حق. أما بالنسبة لطاقم العمل في القناة فمعظمهم من المسيحيين اللبنانيين مما حدا بصحفي لبناني مسيحي مرموق ومشهود له بالمصداقية والاعتدال وهو هشام ملحم علي أن يسجل اعتراضه علي هذا المسلك العنصري في مناظرة مع نورمان باتيز عضو مجلس أمناء الاذاعات الدولية الأمريكية وكان رد عضو مجلس الأمناء أن قناة الحرة ستحمل كل الآراء ولن تقتصر علي وجهة النظر الأمريكية!
وتستهدف قناة الحرة الأمريكية باللغة العربية تغيير مصطلحات النشرات الاخبارية لدي المشاهد العربي لتتلاءم مع هوي التوصيف الأمريكي والاسرائيلي لحركات المقاومة بأنها إرهابية وللعمليات الاستشهادية بأنها انتحارية إلي غير ذلك من المسميات تتسلل إلي المشاهد العربي من خلال فترتين اخباريتين مسائيتين علي أن تقدم القناة موجزا للاخبار في كل ساعة من ساعاتها الأربع والعشرين. وينوي المخطط الاكبر للبث الاذاعي والتليفزيوني إلي الشرق الأوسط نورمان باتيز اقتطاع 40 مليون دولار من ميزانية إعادة اعمار العراق لإقامة قناة فرعية لقناة الحرة في العراق وهو أمر أثار دهشة مارك هيلمكي كبير مستشاري السناتور ريتشارد لوجر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي المشرفة علي الاذاعات الدولية الأمريكية حيث قال: لست أدري لماذا يتحمل دافع الضرائب الأمريكي 96 مليون دولار لاقامة شبكة الإعلام العراقي ثم 40 مليون دولار أخري لمشروع إعلامي أمريكي آخر في العراق؟
الغريب أن كل الخبراء من العرب ومن الأمريكيين نصحوا الحكومة الأمريكية بأن انفاق تلك الملايين علي البروباجندا لن يكون له مردود،ولكن مجلس أمناء الاذاعات الدولية الأمريكية لا يسمع إلا ما يريد مما دفع عضو الكونجرس من ولاية فيرجينيا فرانك وولف رئيس اللجنة الفرعية لتخصيص الاعتمادات التابعة لمجلس النواب الأمريكي إلي تكليف المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكية ادوارد جيريجيان بإعداد تقرير عن فعالية برامج الدبلوماسية العامة الأمريكية في تغيير المشاعر المعادية للولايات المتحدة في العالمين العربي والإسلامي وخلص التقرير إلي عدم نجاح معظم برامج الدبلوماسية العامة ومنها راديو سوا ولكن الحكومة الأمريكية لم تهتم بما ورد في التقرير ولذلك أعرب النائب الجمهوري فرانك وولف عن شعوره بخيبة الأمل إزاء موقف الحكومة من التقرير. وأجمع خبراء الإعلام علي أن المستمع والمشاهد العربي الواعي والذي يستطيع أن يرصد بذكاء لماذا تنفق واشنطن مئات الملايين من الدولارات علي محاولة غسيل الأدمغة العربية لن يقع في فخ 'راديو سوا' الذي وصفه نيوت جينجريتش الزعيم السابق لمجلس النواب الأمريكي بأنه سيؤدي إلي زيادة كراهية العرب للولايات المتحدة، كما لن يسقط المشاهد العربي الواعي في فخ 'قناة الحرة المرة' مهما حشد لها من أموال وشقراوات ومهما تلاعبت بالتعبيرات وستدرك واشنطن يوما ما أن السبيل الوحيد لكسب عقول وقلوب العرب والمسلمين هو العدل والعدول عن الارتماء في أحضان اسرائيل والتخلي عن مخطط فرض الهوية الأمريكية علي المنطقة العربية تارة بالغزو العسكري وتارة أخري بمحاولة فاشلة للغزو الثقافي واللعب في الدماغ بقناة 'الحرة

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }