عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 02-04-2001, 04:39 PM
عبد الله الصادق عبد الله الصادق غير متصل
عضو صادق
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 505
Exclamation البوكيمونات... أيضًا وأيضًا...

البوكيمونات… ومن منّا لا يعرف ما هي هذه المخلوقات التي تعرضها شاشات التلفزة كلّ يوم على مدار الساعات… حتى أصبحنا نأكل ونشرب وننام مع "الاخوة البوكيمونات"، فقد ازدحمت صورها على الكتب والدفاتر، على السيارات وعلى الملابس وعلى كلّ شيء يخطر في بالك لا سيّما شاشات الكومبيوتر والتلفاز… ثمّ إذا أحببت "النقرشة" وأردت شراء كيس "تشيبس" فلا تظنّ أنّك بعيد من البيكومون، فحتى أكياس التشيبس أصبحت تزوّدك بصور هذه الكائنات مرفقة بمعلومات دقيقة جدًّا عن أسمائها وأحجامها وأوزانها وأعمارها… يا ساتر!
دخلت إلى حياتنا اليوميّة أسماء جديدة غير "شارون" و"باراك" أو "بوش" و "غور"… بتنا نعرف -مع حفظ الألقاب-: آش وبيكاتشو وعصابة الرداء الأبيض ونعلم كيف تتطور هذه البوكيمونات على أنواعها فمنها النارية ومنها غير ذلك، ومن أراد المزيد والمزيد من المعلومات الدقيقة جدًا يمكنه فقط أكل كيس تشيبس… ولا يستغرب أحدكم إن قلت بأنني حتى الآن لم أشاهد حلقة واحدة كاملة من البرنامج المسمى بال"بوكيمون" لكنه يحاصرني أينما ذهبت! اخوتي الصغار شغلهم الشاغل جمع الصور والملصقات التي تحمل هذه الشخصيّات التي أصبحت تزيّن جدران غرفتي وحتى السرير كأنها أيقونات ل"قدّيسين"…
أصبحت أتعمّد من حين إلى آخر أن أشاهد لقطات من البوكيمون، و لأوّل وهلة سررت حين وجدت الخير يتغلب دائمًا على الشرّ كما قال الأخ عجيب الغريب…
ولكن أتتوقف قضيّة البوكيمونات عند هذا الحد؟ أيعقل أن تكون مجرّد أفلام كرتون تسيطر علينا وتستحوذ تفكيرنا بهذا الشكل المريب؟؟!!
ولكن… ماذا جرى بعد ذلك؟
البيانات المعارضة للاحتلال البوكيموني والأصوات المناوئة لبيكاتشو -ذاك المخلوق اللطيف البريء- أيعقل أن يتحوّل في عيون الأطفال إلى سفّاح يهودي صهيوني يحاول تدنيس دينهم ومعتقداتهم؟؟!! ثم رأيت الأطفال عندنا في المدرسة يتسابقون للنيل مما بقي عندهم من آثار البوكيمون! هذا بالطبع بعد أن قاطعوا جميع أصناف ال"تشيبس" والعلكة التي تروّج للبوكيمون! ولمّا عدت للمنزل وجدت صور البوكيمون ملقاة أرضًا والملصقات قد اقتلعت عن الجدران، والنقمة على البوكيمونات تتطاير من عيون اخوتي… على أي حال فقد انتهى عهد البوكيمون عندنا… لكنني لا أكتمكم سرًّا أنني متعاطف مع البوكيمونات وحزين للصورة الجميلة التي تشوّهت في عيون الصغار، هذا مع تحفّظي على الكثير مما يعرض في هذا النوع من المسلسلات من ترويج لعادات وعقائد غربيّة وغير إسلاميّة، ولكنّه في النهاية مثله مثل غيره… فما الداعي لمثل هذه الحملة الشعواء على البوكيمون؟
ومن باب العلم بالشيء، فقد تحققت من معنى هذه الكلمات فتبين خطأ الذين أشاعوا معاني خاطئة لكلمة بوكيمون وبيكاتشو وغيرها…
وهي من بعد التحقيق كلمات يابانيّة ومعناها:
بوكيمون: أي ما يوضع في الجيب
بيكاتشو: أي القبلة الصغيرة
… وهذه المرّة معذرةً فلا أظنّ أن للحديث تتمة فهناك أشياء أهمّ بكثير من البوكيمونات وأمثالها…
______________________________بقلم عبد الله الصادق___